الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لأول مرة في ألمانيا.. رفع الأذان لمواجهة كورونا مبادرة أحبطها المسلمون

لأول مرة في ألمانيا.. رفع الأذان لمواجهة كورونا مبادرة أحبطها المسلمون

صورة المسجد من موقعه الإلكتروني.

حالة من الفرحة الشديدة انتابت الجالية المسلمة في ألمانيا بعد رفع الأذان لأول مرة عبر مكبرات صوت خارجية في العاصمة الألمانية برلين ظهر الجمعة، والتي كان من المقرر أن تستمر يومياً لفترة طويلة، لكن الأمر لم يكتمل.

فقد تجمهر عدد من المسلمين وتدخلت الشرطة ومكتب الانضباط لتفريقهم، ما جعل إدارة مسجد «دار السلام» تعلن وقف الإجراء إلى أجل غير مسمى.

وجاء رفع الأذان لأول مرة في سماء ألمانيا في إطار مبادرة «لبِّ النداء» التي تهدف لرفع الأذان بالمسجد الشهير في حي «نويكلن»، مع أجراس كنيسة «الجليل» في آنٍ واحد لتعزيز شعور الوحدة والتضامن، وبهدف بث الأمل والثقة والتكاتف في هذه الأوقات العصيبة بسبب فيروس كورونا الذي أغلق كل شيء وحتى دور العبادة ولم يفرق بين مسلم ومسيحي.

تم اليوم بفضل الله تعالى رفع الأذن لأول مرة في سماء برلين و سوف يتواصل الأمر يوميا على الساعة السادسة لكن نداء لاخواني الكرام ان لا يأتوا و يتجمهروا أمام المسجدا حماية لهم و لغيرهم و التزامًا بالقوانين

Posted by NBS.ev -Dar Assalam ** مسجد دار السلام - برلين - ألمانيا on Friday, April 3, 2020



وقال محمد صبري إمام المسجد، إن المبادرة جاءت كفكرة بالتعاون مع الكنيسة لرغبتنا في أن نقول للمواطنين هنا في ألمانيا أن الدين معكم.

وهي نفس الفكرة التي تحدث عنها قس كنيسة "راينهارد كيس" المشاركة في المبادرة، عندما قال إن الكنيسة قرعت أجراسها في نفس الوقت مع صلاة الجمعة للمسلمين لرغبتنا في إيصال رسالة تؤكد أننا جميعا في مركب واحد وأن الدين سواء الذي نمارسه في الكنيسة أو المسجد يقف معنا ويساندنا في عبور أزمة فيروس كورونا.

وكان من المفترض أن يرفع الأذان يومياً مع أجراس الكنيسة الساعة السادسة مساء، بالإضافة ليوم الجمعة ظهراً.

وقامت الشرطة بتفريق حوالي 300 شخص تجمعوا وبدأوا في التقاط الصور والهتافات «الله أكبر» في خرق لحظر قوانين المسافات والتباعد الاجتماعي وعدم التجمع لأكثر من شخصين، ما دفع إدارة المسجد لإصدار بيان بتعليق رفع الأذان حتى إشعار آخر، وذلك تحملاً للمسؤولية الدينية والقانونية والأخلاقية.

وقالت إدارة المسجد إنه لا يمكنها تحمل تبعات تجمهر الناس أمامه ومخالفتهم للتدابير الحكومية ضد كورونا، متمنين أن يرفع الأذان قريباً مرة أخرى.

القرار أصاب الكثيرين من أبناء الجالية المسلمة بالحزن الشديد، بينما اعتبره البعض نتيجة طبيعية لحالة التجمهر التي وإن كان يبررها الفرحة ولكن القانون الألماني ووباء كورونا لا يعرف كل هذه الأمور.

كما تصدر هاشتاغ يحمل عنوان «المسلمين» ضمن الأعلى على تويتر في ألمانيا وانقسمت فيه الآراء بين الألمان وحتى المسلمين أنفسهم، الذين ذهب بعضهم إلى أن تصرفات المجتمعين هي التي ضيعت الفرحة، بينما رأى آخرون أن الإعلام الألماني متحامل بشكل كبير بنشره القصة لأنها تخص مسلمين تاركين محطات القطار المكدسة بالركاب يومياً بحسب آراء البعض.

كما ظهرت بالموقع بعض النبرات المعادية للمسلمين من الألمان حيث سخر البعض من أن الشرطة تحرر مخالفات بقيمة 500 يورو لأي ألماني يخترق قوانين كورونا ولكنهم لم يحرروا مخالفة واحدة ضد تجمهر المسلمين أمام المسجد، زاعمين أن المسلمين مسموح لهم بخرق القانون.

أحد مستخدمي تويتر يقول: ان التجمع يضم حوالي 300 مسلم لكن الشرطة لم تفرض غرامات على أحد.



كما رأى البعض أن هذا التجمهر لم يتفهم طبيعة المبادرة من الاحتماء بقوة الدين في هذه الظروف وتعاملوا معها على أنها «فتح إسلامي» و«انتصار لهم» في الوقت الذي يموت فيه المئات يومياً بالكورونا.



مستخدم أخر كتب على تويتر: ألا يجب دفع الغرامات هناك؟ هل يدفع المسلمون الغرامة على هذا التجمهر؟



إلا أن هناك بعض الألمان عبروا عن أن هناك سخافة وتحاملاً من المتعصبين الذين يرون كل شيء سلبياً في المسلمين برغم أن هناك تجمعات للألمان المسيحيين أو الملحدين أيضاً في مواقف كثيرة في وجه القانون لأن الخطأ يقع فيه كل البشر وليس جنسيات أو أديان بعينها.

ووصف بعض المغردين الألمان صوت الأذان بأنه من أجمل الأصوات المريحة للقلب، وخاصة في ظل الوباء العالمي الذي لا منقذ لنا منه سوى الرجوع للأديان والحب وليس مزيداً من الكراهية والسب.

تم اليوم بفضل الله تعالى رفع الأذان لأول مرة في سماء برلين وسوف يتواصل الأمر يومياً على الساعة السادسة لكن نداء لإخواني الكرام ألا يأتوا ويتجمهروا أمام المسجد حماية لهم ولغيرهم والتزاماً بالقوانين.