الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

إجراءات جديدة وإرشادات «صادمة».. كيف نسافر جواً بعد كورونا؟

إجراءات جديدة وإرشادات «صادمة».. كيف نسافر جواً بعد كورونا؟

ستتغير تجربة السفر جواً في كثير من مناحيها في المستقبل القريب بسبب تأثيرات الوباء الجديد. (أرشيف، رويترز)

مع شروع الكثير من الدول حول العالم في تخفيف الإجراءات والقيود الصارمة المطبقة لاحتواء تفشي وباء كوورنا الجديد، تتجه أنظار الكثيرين نحو «السماء» متسائلين عن آجال وطرق ومتغيرات السفر جواً في ظل حالة الخوف من العدوى التي أججها «كوفيد-19».

وحتى الآن بادرت بعض البلدان إلى تخفيف القيود على الطيران والسماح بعودة حركة نقل المسافرين، لكن وفق إجراءات جديدة مشددة وغير مألوفة أبداً.

تجربة هونغ كونغ

وفي مطار هونغ كونغ تلزم سلطات الإقليم المسافرين الواصلين بإجراء اختبار للكشف عن الإصابة بالفيروس قبل مغادرة مبنى المطار.

وحسب صحيفة «ذا صن» البريطانية فإن إجراءات الاختبار قد تستغرق 12 ساعة يقضيها المسافر داخل المطار قبل أن يسمح له بدخول المدينة، وذلك في ظل مخاوف هونغ كونغ المتزايدة من موجة جديدة من تفشي الفيروس بسبب الحالات القادمة من الخارج.

ولا يقتصر الأمر على هذا الحد، حيث تضم إجراءات الصحة والوقاية من الوباء، طرقاً وأساليب جديدة في التطهير وتعقيم الأماكن ووسائل التوعية والإرشاد المتنوعة.

وتشمل كذلك استخدام أحدث التقنيات المتخصصة في عمليات تعقيم الأيدي وروبوتات التنظيف القاتلة للفيروسات والمجهزة بمعدات تعقيم تستخدم الأشعة فوق البنفسجية، لتطهير الأرضيات والمقاعد والأفرشة المستخدمة في المبنى.

وتشير الصحيفة إلى أن الإجراءات المتبعة في مطار هونغ كونغ لعبت دوراً كبيراً في إبطاء تفشي الفيروس داخل الإقليم، وذلك إضافة، طبعاً، للالتزام الشعبي بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات وتجنب الأماكن المزدحمة.

وخلال الشهر الماضي، خاضت هونغ كونغ موجة ثانية من الإصابات، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عودة السكان إلى المدينة من الخارج.

وألزمت الحكومة، كل مسافر عند الوصول، بارتداء سوار تتبع إلكتروني، والدخول في حجر ذاتي في محل الإقامة سواء المنزل أو الفندق لمدة أسبوعين.

ويتم فحص درجات حرارة المسافرين القادمين أثناء نزولهم من الرحلات الجوية، وترافقهم فرق طبية إلى مراكز قريبة من المطار لتعبئة استمارات التصاريح الصحية، ووضع سوار إلكتروني لرصد التحرك، وبعد ذلك إجراء اختبار فحص للكشف عن الإصابة بالفيروس.

وفي هذه المرحلة، يُسمح لمعظم الركاب بمغادرة المطار، ويتم إخطارهم بنتائج اختباراتهم في غضون 3 أيام.

ويجب على الركاب الذين يصلون في المساء أو في وقت متأخر بعد الظهر، الانتظار طوال الليل في فنادق مخصصة لهذا الغرض.

وعندما تصل نتائج الفحوص، يتم إرسال من أظهرت التحاليل إصابتهم، فوراً إلى المستشفيات، حيث تجرى لهم اختبارات ثانية للتأكد، فيما يجبر القانون الجميع مصابين وغير مصابين بالبقاء في الحجر الصحي 14 يوماً.

وأكد رئيس مركز الوقاية الصحية في هونغ كونغ الدكتور وونغ كا هينغ أن المدينة ستحتفظ بنظام المراقبة الشامل في المطار في المستقبل المنظور.

في الوقت ذاته، لا يخفي المسؤولون في الإقليم عجزهم عن التعامل بكل هذه الصرامة مع جميع الرحلات القادمة، حيث لا يمكن التعامل مع أكثر من طائرة واحدة في الوقت ذاته، فيما يستقبل المطار في الظروف العادية نحو 1100 رحلة يومياً من 200 وجهة.

وحسب «ذا صن» فإن خبراء الطيران في جميع أنحاء العالم يراقبون الوضع الآن وسط توقعات بأن يصبح نموذج هونغ كونغ ممارسة عادية في كل مطار دولي، مشيرة إلى تبني دول مثل كوريا الجنوبية واليابان وتايوان بالفعل أنظمة مماثلة.

حفاضات للطاقم

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن تشديد الإجراءات المتخذة لاحتواء الوباء بالتزامن مع السعي العالمي لعودة حركة النقل الجوي إلى سابق عهدها ترافق مع نصائح قدمتها بعض الجهات الحكومية للتعامل مع الوضع، كان بعضها صادماً وفي غاية الغرابة.

وتشير الصحيفة إلى وثيقة صادرة عن إدارة الطيران المدني في الصين بعنوان «منع انتشار «كوفيد-19».. المبادئ التوجيهية لشركات الطيران»، ذكرت الإدارة فيها أنه من المستحسن أن يرتدي طاقم الطائرة حفاضات يمكن التخلص منها لتجنب استخدام مراحيض الطائرات إلا في الظروف الخاصة للحد من خطر الإصابة بالعدوى.

ولفتت إلى مقال سابق نشرته في يناير الماضي أورد معلومات عن إقبال موظفين في مستشفيات مدينة ووهان الصينية على ارتداء حفاضات لكبار السن، نظراً لضغط العمل الهائل الذي لم يترك لهم أي متسع لـ«استراحة الحمام».

وبينت الصحيفة أن هذا الاقتراح يعد أمراً مرفوضاً بالنسبة للمملكة المتحدة، حيث أكدت شركات عاملة في القطاع أنها غير معنية به في ظل الحرص على الالتزام الصارم بتعليمات الخبراء ومنظمة الصحة العالمية المتعلقة بالنظافة والتعقيم.

وأشارت الصحيفة، ساخرة، إلى أنه من غير المحتمل أن يقبل الطيارون بمطالبتهم بالعودة للعمل في ظل الظروف الحالية وبحفاضات مع ذلك، «الحفاظ على الكرامة أمر شديد الأهمية» تضيف «ذا صن».

تجربة سفر مختلفة

وحسب تنبؤات شركات مختصة في القطاع، فإن تجربة السفر جواً ستتغير في كثير من مناحيها في المستقبل القريب بسبب تأثيرات الوباء الجديد.

وتشير «ذا صن» إلى بعض التغييرات المتوقعة والتي تشمل المشي عبر أنفاق التطهير والمرور بالماسحات الحرارية وتعقيم الحقائب.

وستتم إضافة فواصل زجاجية بين المقاعد لمنع انتقال العدوى بين الركاب خصوصاً في الدرجة الاقتصادية، كما سيتم تعقيم الحقائب جيداً ووضع بطاقات عليها تثبت أنها خضعت للعملية بالشكل المطلوب.

كذلك سيطلب من الركاب الصعود إلى الطائرة من خلال رسائل هاتفية، وسيمرون عبر ممرات للتطهير، إضافة إلى التركيز على نظافة المقصورة، وتوفير سجل للركاب لتسجيل ملاحظاتهم حول نظافة الطائرة عبر تطبيق مخصص لهذا الغرض لتعزيز ثقتهم أكثر في القطاع.

ريادة إماراتية

ومن التدابير التي رأت النور في هذا الإطار، فحص سريع في المطار للكشف عن المصابين بالفيروس قبل السفر، والذي كانت شركة طيران الإمارات رائدة فيه على المستوى العالمي.

وقامت طيران الإمارات، كذلك بتركيب دروع شفافة واقية على جميع الكاونترات كإجراء وقائي لحماية المسافرين والموظفين من أي مخاطر أثناء عمل الإجراءات. كما أصبح ارتداء أقنعة الوجه والقفازات واستخدام المعقمات، لزاماً على جميع العاملين في المطار.

وحسب «المكتب الاعلامي لحكومة دبي»، يتعين على جميع المسافرين، ارتداء أقنعتهم الخاصة أثناء عمل إجراءات السفر في المطار وعلى متن الطائرة طوال الرحلة، واتباع قواعد التباعد الاجتماعي.

وتطبق طيران الإمارات برنامجاً معدلاً للخدمة على الرحلات، للالتزام بقواعد الصحة والسلامة، فلا تتوفر على الطائرات أي مطبوعات.

وبينما يستمر تقديم الأطعمة والمشروبات للركاب، تحرص الشركة على تجنب التلامس بين أفراد الأطقم والركاب أثناء الخدمة، وذلك من خلال إجراءات معدلة لتعبئة وتغليف الوجبات وتقديم المشروبات في عبواتها الأصلية.

ولا يسمح للركاب باصطحاب أمتعة يدوية على الطائرات، باستثناء الكمبيوتر المحمول والحقيبة اليدوية الشخصية وحقيبة مستلزمات الأطفال. وُيضاف لكل راكب وزن الأمتعة اليدوية المتاح لدرجته إلى المعدل المسموح لوزن حقائبه التي توضع في عنبر الشحن.

وتخضع جميع طائرات الإمارات لعمليات تنظيف وتعقيم مكثفة عند عودتها إلى دبي بعد كل رحلة.

وفي هذا الإطار كذلك، أعلنت، الاتحاد للطيران، في بيان على موقعها، اختبار تكنولوجيا جديدة تستخدم فيها أجهزة خدمة ذاتية في المطارات للمساعدة على تحديد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية، منها أعراض المراحل الأولى من فيروس كورونا.

ويكمن عبر هذه التكنولوجيا فحص الحرارة، وسرعة نبض القلب ومستوى التنفس لأي شخص يستخدم منافذ محددة في المطار مثل مكتب تخليص إجراءات السفر أو مكتب المعلومات، أو جهاز تسليم الأمتعة، أو أي بوابة أمنية أو بوابة الجمارك.

وحسب الشركة، فقد صُمّم نظام «إلينيوم» ليقوم تلقائياً بتعليق إجراءات السفر أو تسليم الأمتعة عند أجهزة الخدمة الذاتية في حال دلت الإشارات الحيوية للمسافر على وجود أعراض محتملة لمرض ما، بعدها يقوم الجهاز بالاتصال بالجهات المعنية أو بإخطار أحد الموظفين المؤهلين للتعامل مع هذه الحالة، للقيام بالمزيد من الفحوصات ومعالجة الأمر بالطريقة المناسبة.

شكوى كبيرة المضيفين

وفي الولايات المتحدة، أعلنت كبرى شركات الطيران الأمريكية عن تدابير صحية جديدة لحماية أفراد الطواقم والركاب من الفيروس.

وألزمت الخطوط الجوية الأمريكية موظفيها على متن الرحلات بارتداء الأقنعة اعتباراً من الأول من مايو، وأعلنت أنها ستوفر معدّات واقية للركاب.

كما أكدت خطوط «دلتا» الجوية أنه اعتباراً من الثلاثاء، ستتخذ الشركة خطوات مماثلة.

وتتوافق الأقنعة الإلزامية الواقية لأفراد الطواقم مع توصيات «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» لمنع انتقال العدوى.

وتأتي الإعلانات بعد نشر رئيسة رابطة مضيفي الطيران سارا نلسون، تغريدة نددت فيها بالإجراءات الصحية المتساهلة على متن رحلات الطيران الأمريكية.

ونشرت نلسون صورة تظهر طائرة مكتظة بالركاب في غياب تام لمتطلبات التباعد الاجتماعي بينما لم يرتدِ كثيرون منهم كمامات.

وحضّت وزارتا الصحة والنقل على جعل ارتداء الأقنعة في المطارات وعلى متن الطائرات أمراً إلزامياً.

كذلك، أعلنت «أمريكان أيرلاينز» أنها ستكثّف إجراءاتها للتنظيف والتعقيم اعتباراً من الأسبوع الجاري.

وستحد شركات أمريكية خاصية اختيار المقاعد وستسمح بصعود أعداد أقل من المسافرين في الوقت ذاته لمنع الازدحام.