السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

بروفايل | يوهانس هان.. مهندس سياسة الجوار في الاتحاد الأوروبي

بروفايل | يوهانس هان.. مهندس سياسة الجوار في الاتحاد الأوروبي

يوهانس هان. (إيه بي أيه )

  • تمكن من ربط السياسة الإقليمية للاتحاد بشكل أوثق بـ«الحوكمة الاقتصادية»
  • نجح في الحفاظ على مستوى عال من الدعم المالي للاستثمارات الاستراتيجية

يوهانس هان، المفوض الأوروبي للسياسة الإقليمية، بدأ حياته السياسية في منظمة الشباب التابعة لحزب الشعب النمساوي، بعدما أنهي دراسته للفلسفة من جامعة فيينا، ورشحته الحكومة الفيدرالية النمساوية لعضوية المفوضية الأوروبية عن بلده. اضطر هان للاستقالة من رئاسة حزب الشعب النمساوي، بعدما عينته لجنة «باروسو» مفوض أوروبي للسياسة الإقليمية، لاسيما وأن اللجنة لا تسمح لمفاوضيها بتولي مناصب سياسية.

ولم تخل حياة المفوض النمساوي من الصعاب، إذ تم تشخيص حالة هان بأنه مصاب بالسرطان، وظل تحت العلاج وتعرض إلي 3 انتكاسات حتى تعافي في عام 1993.

محطات سياسية

صاغ هان أول بيان أوروبي عن حزبه، حينما كان يشغل منصب نائب قائد الحزب، وتبني خلاله موقف مؤيد لأوروبا، في وقت شكك فيه العديد من داخل الحزب في إمكانية انضمام النمسا إلي الاتحاد الأوروبي. وتولي هان رئاسة حزب الشعب النمساوي داخل فيينا في 2004، وأصبح المرشح الأوفر حظاً للحزب -ثاني أقوي حزب نمساوي- في الانتخابات الإقليمية أكتوبر 2005، بعد أن فاز حزبه بـ 18 مقعداً.

مفوض الاتحاد الأوروبي

خلال فترة عمله مفوضاً أوروبياً للسياسة الإقليمية من فبراير 2010، حتى نوفمبر 2014، ونفذ هان إصلاحًا شاملًا للسياسة الإقليمية للاتحاد الأوروبي، واستطاع ربطها بشكل أوثق بالحوكمة الاقتصادية وظروف الاقتصاد الكلي، مع إدخال شروط محددة بوضوح، بالإضافة إلي إنشاء نظام تقييم أفضل، ما ساهم في استراتيجيات التخصص الذكية، لتحديد نقاط القوة والإمكانات الخاصة بها داخل المناطق الأوروبية.

أقر البرلمان والمجلس الأوروبي خطة إصلاح مدعومة من أصحاب المصالح، ما ساهم في ترسيخ سمعة هان، باعتباره مصلح جريء يتطلع للأمام، خاصة وأن سياساته لعبت دورا هاما في التغلب على الأزمة الاقتصادية.

وعلى الرغم من التخفيضات في الميزانية الإجمالية للاتحاد الأوروبي، نجح هان في الحفاظ على مستوى عال من الدعم المالي للاستثمارات الاستراتيجية، وعلى رأسها تمويل سياسة التماسك الإقليمي بما يصل إلى 351.8 مليار يورو. وأعلنت المستشارة النمساوية المؤقتة بريجيت بيرلين، عزم حكومتها ترشيح هان ممثل للبلاد لولاية ثالثة في المفوضية الأوروبية.

مناطق الصراع

وبصفته مفوضًا للتوسع والجوار، أشرف هان على استجابة الاتحاد للحرب الأهلية السورية والليبية، بالإضافة إلي الحرب في أوكرانيا، واستطاع إدارة العلاقات مع تركيا قبل وبعد الانقلاب الفاشل في 2016، بما فيها المساعدات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي للاجئين السوريين، كما أشرف أيضا على استجابة الاتحاد الأوروبي الطارئة لأزمة اللاجئين على طول طريق البلقان.

اتهامات بالسرقة

حصل هان على درجة الدكتوراة في الفلسفة من جامعة فيينا في عام 1987، إلا أن رسالته للدكتوراه، واجهت اتهامات بالسرقة، أولهما في 2007 عندما أتهم عالم الإعلام ستيفان ويبر، المفوض الأوروبي بنسخ العديد من صفحات أطروحة الدكتوراه من كتب أخري دون الاستشهاد بها بشكل صحيح، والاتهام الثاني أطلقه بيتر بيلز (قيادي في حزب الخضر وشغل منصباً بلجنة المخابرات بالبرلمان) الذي بدأ في تقييم رسالة هان، بطلب من النائب النمساوي عن حزب الخضر في فبراير 2011.

وقيمت جامعة زيورخ تلك الاتهامات، إلا أنها لم تفض إلي نتيجة، حول تأكيد السرقة من عدمه، وبعد انتشار الاتهامات دخلت جامعة فيينا على الخط ودافعت عن خريجها عبر بيان أصدرته في 2011، قالت فيه "تري الجامعة أن أطروحة هان ليست انتحالاً"، إلا أن نائب رئيس الجامعة رفض بعدها قبول الرسالة، سيما وأن لجنة الخبراء التي تم تعيينهم من قبل وكالة نزاهة البحث، أدرجت 76 حالة سرقة أدبية، والتي تمثل 17.2٪ على الأقل من أطروحة هان للدكتوراه، والمكونة من 254 صفحة.

بالطبع دافع عن نفسه، وأعتبر تلك الاتهامات ذات دوافع سياسية، في وقت لم تعلن فيه أكاديمية النزاهة عن هوية الخبراء الذين قيموا رسالته.