الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

نووي إيران: «قضايا عالقة» خلف الأبواب المغلقة

نووي إيران: «قضايا عالقة» خلف الأبواب المغلقة

مصير اليورانيوم المخصب أحد التحديات أمام التوصل لاتفاق في فيينا.( من المصدر)

  • قضية الضمانات لازالت بعيدة عن اتفاق الطرفين
  • مصير أجهزة الطرد المركزي في تخصيب اليورانيوم «قيد التفاوض»
  • مختلف الأطراف ترفض تحديد موعد نهائي لخروج الاتفاق للنور
  • الخارجية الأمريكية: المفاوضات تشهد تقدم متواضع

تتقدم المفاوضات لإنقاذ الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني، بهدوء خلف الأبواب المغلقة في فيينا، وبدأت اللهجة الإيجابية تسود التصريحات الإعلامية من مختلف الأطراف المشاركة، بعد الانطلاقة الصعبة للمفاوضات نوفمبر الماضي. وساد التفاؤل الحذر بين دول ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، الصين، روسيا، بالإضافة إلي إيران، التي لاتزال أطرفاً في الاتفاق الذي يحمل رسمياً اسم «خطة العمل الشاملة المشتركة»، التفاؤل لم يمنع وجود مسائل عالقة لازالت تخضع للنقاش، والتجاذب من أطراف الاتفاق خلف الأبواب المغلقة في سبيل لوجود مخرج حتي يري اتفاق فيينا النور.

ضمانات عدم التراجع

وقال علي فايز، المتخصص في ملف النووي الإيراني في مجموعة الإمات الدولية، إن مخاوف الجانب الإيراني تتركز حول ضمان عدم التراجع الأمريكي عن الاتفاق في حال التوصل إليه، معتبراً أن الضمانات أمر بالغ الحساسية،خاصة وأنه حال اتخذ الرئيس الحالي هذا الأمر قد يقيد يد حلفائه في المنصب.



وأضاف أن قضية الضمانات لازالت بعيدة عن اتفاق الطرفين، إلا أن عدم تحقيقها يزيد الأمر تعقيداً في الداخل الإيراني، لاسيما وأن الشركات التي تستثمر داخل إيران في حاجة إلي ضمان أموالها، وألا تتعرض لعقوبات حال التزام إيران ببنود الاتفاق، في ظل رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.


مصير أجهزة الطرد

وأكد أن الإدارة الأمريكية قادرة في غضون أيام قليلة من إلغاء الإجراءات العقابية وتحقق إيران من ذلك، عبر قدرة إيران على إعادة العائدات المرتبطة بصادراتها النفطية، بالإضافة إلي استرجاع الأموال المجمدة.

نووياً، لازال مصير أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم لم يُحسم بعد،وتدور حالياً مناقشات حول إمكانية تدمير وتعليق الاستخدام أو التوصل إلي حلول وسطية، إلا أن الجانب الإيراني عارضت فكرة التدمير، وحول مصير اليورانيوم المخصب، الذي تجاوز الحد المسموح به في إيران يقول فايز إنه سيصدر إلي روسيا، وقد يجري تخفيفه لتحويله إلى يورانيوم منخفض التخصيب.

خيارات أخرى

وأشار إلي أنه رغم تباعد وجهات النظر حول تلك الملفات، يرفض مختلف الأطراف تحديد موعد نهائي لخروج الاتفاق للنور، غير أن الغرب يكرر باستمرار أن الوقت ينفد، وحذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس من أنه لم يتبق سوى بضعة أسابيع، مؤكداً بأن حال فشل المحادثات «سنبحث في خطوات أخرى وخيارات أخرى» مع حلفاء الولايات المتحدة «في أوروبا والشرق الأوسط وما بعدهما». وأضاف «نحن مستعدون لأيّ من المسارين».

من جانبهم، يدعو الرافضون لاتفاق 2015 واشنطن إلى تصعيد الضغط الاقتصادي والدبلوماسي على إيران قبل اللجوء إلى خيار عسكري محتمل، ودعا نحو مئة عضو جمهوري في الكونغرس هذا الأسبوع إدارة جو بايدن إلى الانسحاب من المحادثات «غير المجدية» في فيينا، لكن وفق جوليا ماسترسون من جمعية «الحد من التسلح» فإن «من المصلحة المشتركة للقوى الغربية مواصلة المفاوضات ما دامت ايران تجلس الى الطاولة».

واتخذت إيران منذ مطلع العام عدة خطوات، فرفعت معدل تخصيب اليورانيوم إلى مستويات غير مسبوقة، ويرى فايز أنه يمكن مثلا التصويت على عقوبات في الأمم المتحدة.

إطار زمني واقعي

وتهدف المفاوضات إلي إعادة واشنطن إلي الاتفاق الذي انسحبت منه في عهد الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية 2018، بالإضافة إلي رفع العقوبات على طهران التي فرضتها أمريكا، وتسببت في خسائر مادية كبيرة، لاسيما وأنها فرضت حظر نفطي صارم وأي تعامل مالي مع إيران.

وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إف لودريان إن سير المفاوضات «البطيء للغاية»، يهدد التوصل لاتفاق في إطار زمني واقعي، فيما واصل الغرب استنكاره للتباطؤ في المفاوضات في ظل استمرار إيران في تطوير برنامجها النووي.

فيما أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن المفاوضات تحرز تقدم ملحوظاً، فيما أكد نائبه سيرغي ريابكوف في وقت سابق أن سير المفاوضات بدأ يتسارع، الأمر الذي اتفقت معه طهران مشيدة برغبة المفاوضين في التوصل إلي اتفاق موثوق ومستقر.

في سياق متصل أكدت الولايات المتحدة وفق تصريحات لـ «نيد برايس»، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، أن المفاوضات تشهد تقدم متواضع، فيما يبدو تراجع عن نبرة التشاؤم الأولي إلا أنها حذرت من أن هذا التقدم لايكفي.

واعتبر وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل الجمعة أن اجواء المفاوضات لاحياء الاتفاق النووي الدولي مع ايران باتت «أفضل» مما كانت عليه قبل عيد الميلاد، مشيرا الى «احتمال» التوصل الى اتفاق في فيينا، معرباً عن تفاؤله إزاء إمكانية توصل القوى العالمية إلى اتفاق على استئناف الصفقة النووية المبرمة عام 2015 مع إيران.