السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

«بيرقدار TB2».. سلاح تركيا الفعَّال في الحرب الأوكرانية

«بيرقدار TB2».. سلاح تركيا الفعَّال في الحرب الأوكرانية

طائرة بدون طيار بَايْرَاكْتَار TB2 التركية الصنع.

أثبتت الطائرات التركية بدون طيار من طراز «بيرقدار TB2»، جدارتها في الحرب الروسية-الأوكرانية، بعدما أعاقت تقدم القوات الروسية في أوكرانيا، حتى وصفت بأنها «مفتاح المقاومة المسلحة الأوكرانية ضد القوة الضاربة الروسية»، إذ دمرت مجموعة من الآليات العسكرية الروسية الثقيلة. وتنافس «بيرقدار TB2» الطائرات بدون طيار الأمريكية، والإسرائيلية، والصينية، من حيث التكلفة والكفاءة، وذلك بعدما قامت، في أوقات سابقة، بإنجازات مهام في سوريا، وليبيا، والحرب بين أرمينيا وأذربيجان. ومنذ بدء التصعيد الروسي في أوكرانيا 24 فبراير الماضي، دمرت طائرات «بيرقدار TB2» الصغيرة، بحسب الموقع الإلكتروني الإخباري لصحيفة «لوفيجارو» الفرنسية، أكثر من 12 عربة مدرعة، وأنظمة صواريخ، وشاحنات روسية، بحسب مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي.

إعاقة التقدم الروسي

وقال الباحث التركي المتخصص في قضايا الدفاع، إمري كورسات كايا، وفق ما نقله عنه موقع«لوفيجارو»: «لولا الطائرات بدون طيار»بيرقدار TB2«، لكان الجيش الروسي سيتقدم بشكل أسرع. مضيفا أن الأوكرانيين يستخدمونها بطريقتين: دفاعيا، لاستهداف الأسلحة اللوجستية، وسلاسل التوريد الروسية، بما في ذلك القطارات التي تحمل الوقود، ولمهاجمة أنظمة الأرض-جو. ووفقا للأرقام المعلنة، تم تدمير نحو 30 في المائة من أنظمة الدفاع الجوي الروسية بواسطة طائرات بدون طيار تركية». وأُسقطت حتى الآن طائرتان من طائرات «بيرقدار TB2» من إجمالي يقدر بنحو 20 طائرة، على أيدي الروس، الذين سارعوا إلى إطلاق لقب «البطل» على قائد الكتيبة الذي قاد العملية. بحسب موقع«لوفيجارو».

مميزات متعددة

وأوضح كايا لـ «لوفيجارو» أن فعالية الطائرات بدون طيار «بيرقدار TB2» ترجع إلى قدرتها على التحمل، وأيضا إلى خفتها، موضحا أنها قادرة على الطيران لمدة تصل إلى 27 ساعة متتالية بسرعة تزيد عن 220 كم/ساعة، وتزن 650 كجم، وهو وزن أقل بمرتين من وزن منافستها الأمريكية «US Reaper»، ويمكن أن تحمل صواريخ صغيرة موجهة بالليزر، تسمح لها بضرب أهداف ثابتة أو متحركة حتى مسافة 10 كيلومترات.

نعمة اقتصادية لأنقرة

ودخلت الطائرات بدون طيار «بيرقدار TB2» التركية الصنع، التي تم بيعها في 12 دولة، في خدمة الجيش الأوكراني بعد توقيع أول عقد مع أنقرة في عام 2019. وتفكر كييف، بحسب موقع«لوفيجارو»، في توسيع ترسانتها، إلى جانب اشتغالها على إنشاء مشروع للإنتاج المحلي، تم تعليقه بسبب الحرب.

ووصف موقع«لُوفِيجَارُو» الطائرات بدون طيار «بيرقدار TB2» بأنها «نعمة اقتصادية» لأنقرة، إذ أنها أرخص من الطائرات بدون طيار الأمريكية والإسرائيلية، وأكثر كفاءة من الطائرات بدون طيار الصينية، ويجب أن تستفيد من نجاحها في أوكرانيا، بعد إنجازاتها التي لوحظت في سوريا وليبيا، للعثور على مشترين آخرين في إفريقيا، وأيضا بين أعضاء حلف «الناتو»، مثل بولندا المهتمة جدا بها، وفق موقع «لوفيجارو»، الذي أوضح أنه بالنسبة لتركيا، التي يزعم أنها حلقة مناوئة للحلف الأطلسي، لا سيما لدورها الذي يعتبر مزعجا في شرق البحر الأبيض المتوسط​​، تقاس الفائدة أيضا من الطائرات بدون طيار على مستوى الصورة.

وأفادت رئيسة برنامج تركيا المعاصرة في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، دوروثي شميد، أن «الأتراك مسرورون، لأن الناس يتحدثون بشكل جيد عن طائراتهم بدون طيار، وأن ذلك يبيض صورة هذه الأداة، التي ساهمت، خلال الصراع في ناغورنو كاراباخ في عام 2020، في نقطة تحول حاسمة لصالح أذربيجان ضد أرمينيا».

توتر روسي-تركي

ولا يخلو استخدام كييف للطائرات بدون طيار «بيرقدار TB2» التركية الصنع من توتر العلاقات، المعقدة بالفعل بين أنقرة وموسكو، بحسب موقع «لوفيجارو»، الذي بين أنه إذا كانت روسيا قد نجت من العقوبات التركية، فإنها مستاءة من الطائرات بدون طيار «بيرقدار TB2»، التي استخدمتها كييف لأول مرة في أكتوبر 2021، لإسكات موقع مدفعي روسي انفصالي استهدف القوات الأوكرانية في دونباس. وفي اتصال هاتفي مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في ديسمبر الماضي، وصف زعيم الكرملين، فلاديمير بوتين، تصرف أنقرة بأنه «استفزازي» و «مدمر».