الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

اللبنانيون يواصلون الحشد مع قرب انتهاء مهلة الحريري

اللبنانيون يواصلون الحشد مع قرب انتهاء مهلة الحريري

المتظاهرون يحتشدون في وسط بيروت (رويترز)

يواصل اللبنانيون اليوم الإثنين احتشادهم والخروج إلى الشوارع مجدداً في يوم مفصلي من حراكهم غير المسبوق، يتزامن مع عقد مجلس الوزراء جلسته الأولى منذ بدء التظاهرات وانتهاء مهلة حددها رئيس الحكومة سعد الحريري للقبول بخطة إنقاذ اصلاحية.

وقطع المتظاهرون في وقت مبكر الطرق الرئيسة لمنع الموظفين من التوجه إلى أعمالهم، في وقت تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لمقاطعة شركات ومؤسسات دعت موظفيها للالتحاق بمكان عملهم الاثنين.

واستمر إغلاق المصارف والجامعات والمدارس غداة تظاهرات كبرى شهدها وسط بيروت ومدن عدة من شمال البلاد حتى جنوبها، تخللتها احتفالات وهتافات مطالبة برحيل الطبقة السياسية بأكملها.

وانصرف متطوعون في وسط بيروت صباحاً إلى جمع القمامة من الشوارع، مرتدين الكمامات والكفوف.

وتعدّ هذه التحركات غير مسبوقة على خلفية مطالب معيشية في بلد صغير تثقل المديونية والفساد والمحاصصة كاهله.

وتنتهي مساء اليوم مهلة 72 ساعة منحها رئيس الحكومة لـ"شركائه" في الحكومة، في إشارة إلى التيار الوطني الحر بزعامة الرئيس ميشال عون وحزب الله وحلفائهما الذين يملكون الأكثرية الوزارية، حتى يؤكدوا التزامهم المضي في رزمة إصلاحات إنقاذيه.

ويعقد مجلس الوزراء قبل ظهر الاثنين اجتماعاً برئاسة الرئيس ميشال عون في القصر الرئاسي، لمناقشة خطة إنقاذ وزعها الحريري في اليومين الأخيرين لوضع حد للأزمة الاقتصادية الخانقة.

وقال مصدر في رئاسة الحكومة إن الحريري تلقى موافقة القوى السياسية الرئيسة لا سيما حزب الله وعون على خطته التي تتضمن تدابير وإجراءات حاسمة، أبرزها الالتزام بعدم فرض أي ضرائب جديدة على اللبنانيين وخصخصة العديد من القطاعات.

إلا أن توجّه الحكومة هذا لم يرض طموحات المتظاهرين.

وعلّق باتريك شكر (20 عاماً) قائلاً "جميعهم أمراء حرب انتظرنا 30 عاماً وأكثر حتى يحدثوا تغييراً ولم يتمكنوا من ذلك".

وقال متظاهر آخر في الخمسينات من عمره لقناة تلفزيونية "اليوم مفصلي لأن سعد الحريري وضع ورقة إصلاحية والحكومة أمام خيارين: إما أن تستقيل وإما أن تستخدم العنف تجاه الناس وحينها نذهب جميعاً إلى المجهول".

واحتلت صور التظاهرات الحاشدة الصفحات الأولى لكل الصحف المحلية الصادرة في لبنان.

ونشرت صحيفة الأخبار القريبة من حزب الله صورة لمتظاهرين يحملون علماً عملاقاً على صفحتها الأولى مع تعليق "يوم الاختبار: السلطة أم الناس؟".

ووضعت صحيفة "لوريان لوجور" الناطقة بالفرنسية الصورة ذاتها على صفحتها الأولى وكتبت "اقتربت ساعة الحقيقة".

وأوردت صحيفة الدايلي ستار الناطقة بالإنجليزية "لبنان أمام خيارين: الإصلاح أو الهاوية"، بينما تصدّر صحيفة الجمهورية تعليق "الشعب يكتب التاريخ".

واتخذت التحركات منحى تصاعدياً منذ الخميس مع ازدياد أعداد المتظاهرين تباعاً، في تحرك شلّ البلد وأغلق مؤسساته كافة. ويحمل المتظاهرون على الطبقة السياسية سوء إدارتها لشؤون البلاد وفسادها وعجزها عن إيجاد حلول لمشاكل متفاقمة منذ عقود.

ولم يعد بإمكان المواطنين تحمل غلاء المعيشة والبطالة وسوء الخدمات العامة، ويرفضون توجه الحكومة لإقرار ضرائب جديدة في إطار مساعيها لتخفيف نسبة العجز وتوفير إيرادات لخزينة الدولة.