الرؤية – القاهرة
شغلت أزمة المياه تفكير المصريين منذ يوم الثلاثاء سواء بسبب تصريحات إثيوبية متشددة في مسألة سد النهضة أو بسبب غزارة الأمطار التي أغرقت شوارع مناطق عدة في القاهرة ومدن أخرى لدرجة تسببت في سقوط ضحايا.
واتجهت أنظار المصريين يوم الأربعاء إلى منتجع سوتشي الروسي حيث بدأت أول قمة روسية أفريقية حيث يترقبون الفرصة المتاحة للقاء بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الذي صدم المصريين يوم الثلاثاء بحديثه عن احتمالات الحرب بسبب أزمة سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا وتشكو مصر من أنه يهدد مواردها من مياه النيل.
وقال أحمد، الفائز بجائزة نوبل للسلام هذا العام، إنه مستعد لحشد مليون أثيوبي للدفاع عن سد النهضة إذا اضطرت بلاده لخوض حرب مع مصر.
وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن صدمتها من تصريحات آبي وقالت إنها "تضمنت إشارات سلبية وتلميحات غير مقبولة".
وقال اللواء كامل عامر رئيس لجنة الدفاع والامن القومي لـ "الرؤية" إن مصر لا تنوي استخدام العنف ضد أي دولة افريقية لأن دول أفريقيا تمثل إحدى ركائز الامن القومي المصري".
وعبر عن ثقته في أن الإدارة السياسية المصرية ستستطيع احتواء أزمة تصريحات أحمد مشيرا إلى فرصة لقاء السيسي به في روسيا.
وفي مقابل المخاوف من شح المياه بسبب سد النهضة، خيمت أجواء أزمة أخرى لكن بسبب غزارة المياه هذه المرة مع تساقط أمطار غزيرة على شمال مصر وتحذير هيئة الأرصاد الجوية المصرية من عدم استقرار الطقس لمدة 72 ساعة.
وتسببت الامطار في مقتل 5 أشخاص بينهم طفلان نتيجة مس كهربائي بعد تسرب المياه إلى خطوط كهرباء.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا من مناطق مدينة نصر ومصر الجديدة شرق القاهرة تجاوز فيها منسوب المياه 25 سنتيمترا. وأغلقت السلطات أنفاقا مرورية وأمضى سائقون ساعات في سياراتهم واحتجز عشرات الأطفال في حافلاتهم المدرسية على الطرقات حتى ساعات الليل. وأغلقت إحدى صالات الوصول بمطار القاهرة بسبب تسرب مياه الأمطار.
ودعت النائبة البرلمانية أنيسة حسونة إلى سحب الثقة من الحكومة بسبب فشلها في التعامل مع أزمة الامطار. وقالت حسونة ل "الرؤية" إنها ستتقدم باستجواب للحكومة تمهيداً لطلب سحب الثقة.
وتعطلت الدراسة الأربعاء في المدارس والجامعات في نطاق محافظات القاهرة الكبرى بموجب قرار لمجلس الوزراء تحسبا للأمطار. لكن لم تتعطل أحاديث المصريين عن المخاوف من شح المياه وأيضا من غزارة الأمطار.