الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

(بي بي سي) تحرق ورقة "الفنان المقاول" الهارب من مصر

(بي بي سي) تحرق ورقة "الفنان المقاول" الهارب من مصر

ورقة علي احترقت بعد لقائه مع بي بي سي. (أ ف ب)

بدا الممثل والمقاول المصري الهارب محمد علي، في بداية حواره مع تلفزيون بي بي سي البريطاني منتشيا بالظهور عبر منصة مرئية ذات جماهيرية في مصر والعالم العربي لكنه خرج من اللقاء وقد حسم المصريون أمرهم بشأن علاقته مع تنظيم الاخوان المسلمين الإرهابي.

وبعد نحو شهر ونصف من نشر أول فيديو له عبر منصات التواصل الاجتماعي منتقدا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والمؤسسة العسكرية المصرية، كشف علي في أول لقاء تليفزيوني له عن تواصله مع جماعة الإخوان عن طريق المرشح الأسبق لرئاسة الجمهورية أيمن نور الهارب إلى تركيا.

وكان علي نفى في بداية ظهور شرائط الفيديو الخاصة به، والتي حظيت بمتابعة واسعة، أي علاقة له بالإخوان وتحدى الحكومة المصرية أن توجه له تلك التهمة ملوحا بعلبة سجائره التي تظهر دائما أمامه في شرائط الفيديو ومشيرا إلى طابع ملابسه المتحرر وعمله ممثلا كأدلة على عدم علاقته بالإخوان.

لكن علي، المقيم في أسبانيا، قال في حواره مع برنامج "بلا قيود" الذي بثته شبكة بي بي سي يوم الأربعاء إن الإخوان تواصلوا معه وبدأوا في تقديم الدعم وقاموا بالترويج للفيديوهات التي أطلقها عبر قنواتهم التليفزيونية.

لكن بي بي سي قدمت، دون ان تقصد فيما يبدو، هدية على طبق من ذهب لمؤيدي الرئيس المصري إذ أحرق الاعتراف ورقة علي ومحاولة الإخوان تصويره كمعارض ليبرالي للحكومة المصرية، وجعله هدفا لانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتبت أميرة العادلي عضو تنسيقية شباب الأحزاب عبر فيسبوك "مفروض نشكر بي بي سي على التقرير ده لأنه كاشف لحجم الجهل والغباء للأستاذ المقاول، المذيعة وجهت مجموعة من الأسئلة اللي كانت فوق قدرة واستيعاب المقاول ومعرفش يجاوب عليها، اللقاء كشف بشكل واضح الاتصالات بين المقاول وبين الإخوان وأيمن نور."

وكان إعلان بي بي سي عن الحوار قد تسبب في حالة من الغضب في مصر، حيث تم إطلاق وسم #بي بي سي_غير_مهنية، فيما أرسل محام مصري انذارا للهيئة العامة للاستعلامات مطالباً بإغلاق مكتب "بي بي سي" في القاهرة ووقف نشاطها وإلغاء تراخيص عملها في مصر.

وعقب بث الحوار، تساءل الخبير الإعلامي والمذيع السابق في قناتي الجزيرة وبي بي سي محمد سعيد محفوظ عبر صفحته على فيسبوك قائلا "هذه ليست ذروة الاهتمام بالمقاول خبرياً، كان محوراً للأحداث منذ شهر تقريباً، وبعدها تراجع ترتيبه في بورصة الأخبار.. لماذا الآن إعادة إحياء سيرته، ودفعه إلى صدارة الأحداث من جديد؟"

وأضاف "كنت أتمنى أن يقترن الحوار بمقتطفات من الفيديوهات، لفضح التناقضات العديدة في أقواله!"

وقال محفوظ "من السذاجة الحديث عن وسيلة إعلامية منزهة عن الهوى!"

وتساءل " كما استضافت بي بي سي أحد طرفي القصة الخبرية، هل ستتيح للطرف الآخر مساحة للرد عليه؟"

وكتب أحمد سليمان مسئول منصة "السلطة الخامسة" التابعة لـتلفزيون "دويتشه فيله" الألماني أن "حوار بي بي سي مع محمد علي سيء بل ردئ جدًا." واعتبر أن ضغوط التحضير للحوار جعلته مجرد محاولة لتبرير سبب إجرائه "من خلال أسئلة وأداء خذلوني كمشاهد تمنى معرفة معلومات جديدة وتشوق لـلاستقصاء".