الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

بعد مقتل البغدادي.. ما مصير «خرافة» داعش؟

بعد أكثر من 5 أعوام على إعلان «خلافة» داعش المزعومة.. لقي زعيم التنظيم الإرهابي أبوبكر البغدادي حتفه مثل «كلب» في «نفق مسدود» على أيدي القوات الأمريكية في إدلب السورية، وفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. وهو الخبر الذي بلا شك أثلج صدور الكثيرين ممن تعرضوا لأذى مباشر أو فقدوا أحباء لهم على يد التنظيم المتطرف في أنحاء العالم.. ولكن وبعد انتهاء نشوة الاحتفال بهذا الانتصار، يبرز تساؤل مهم.. ماهو مصير «خرافة» داعش بعد البغدادي؟!

محلل شؤون الشرق الأوسط والسياسة الخارجية الأمريكي دانيال ديبتريس، أشار إلى أن تنظيم داعش الإرهابي كان بالفعل في حالة سيئة حتى قبل أن تقضي واشنطن على خليفته، وأنه من المؤكد أن القضاء على البغدادي يعد ضربة أشد قوة لجماعة تحاول جاهدة بالفعل إنقاذ نفسها.



وقال ديبتريس في مقال نشرته مجلة «ناشونال إنتريست» الأمريكية، إن القضاء على البغدادي لم يكن أمراً سهلاً، لكثرة مراوغته رغم مقتل الآلاف من رجاله، وأنه رغم ذلك ليس من الغريب مطلقاً معرفة أن زعيم الإرهابيين نفسه كان يخطط لموته قبل قتله، فهذه هي طبيعة الأمور، وهى أنه طالما كان المرء على رأس أي جماعة مثل جماعته، فلا بد أن يُقتل إن عاجلاً أو آجلاً في هجوم جوي أو على الأرض، ومثال على ذلك الكثير من قيادات القاعدة الذين تم القضاء عليهم في السنوات العشر الماضية، كما أن قيادة داعش كانت تستعد للوقت الذي يتم فيه القضاء على ما سُمي بـ«الخلافة»، وقد تمثل رد فعل مقاتليهم في التحول إلى تمرد تقليدي.



وتقدر وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أن هناك ما يتراوح بين 14 ألف و18 ألف من مسلحي داعش ما زالوا يمارسون نشاطهم في العراق وسوريا، وهي أعداد غير متوفرة لتنظيم القاعدة.



ومع ذلك، فإن مقتل البغدادي لا يعني مطلقاً النهاية الوشيكة لداعش كتنظيم،فقد شهدت الولايات المتحدة هذه اللحظة من قبل، ولنتذكر أبومصعب الزرقاوي في عام 2006، وأبوأيوب المصري في عام 2010، وأسامة بن لادن في عام 2011، فقتل القائد الأعلى للجماعة لا يقتل الجماعة.

وحقيقي أنه من المحتمل أن يتم بذل جهود للاتفاق على بديل للبغدادي، ومن الممكن أن يستغرق ذلك أياماً، أو أسابيع، أو شهوراً، لكن في نهاية الأمر سوف تعلن داعش عن بديل للبغدادي.



من ناحية أخرى، نقلت مجلة «فورين بوليسي» عن مسؤولين وخبراء على موقعها على الإنترنت قولهم إن داعش ما زال يمثل تهديداً في سوريا، لا سيما منذ هروب المئات من مقاتليه وأفراد عائلاتهم من أماكن احتجازهم أثناء توغل القوات التركية في شمال شرق البلاد.

وقالت دانا ستراول، وهي مسؤولة سابقة في البنتاغون، وهى الآن من كبار الزملاء في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى «إنه من الغريب أن عملية التخلص من البغدادي نجحت رغم كل محاولات إدارة ترامب لجعلها أمراً أكثر صعوبة»، وأضافت «وكما أن مقتل بن لادن لم يؤدِ إلى القضاء على القاعدة، أتوقع أن التخلص من البغدادي لن يكون نهاية داعش».