الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

المرأة العربية.. قوة دفع وقيثارة سلام في احتجاجات الحراك الشعبي

تشكل المرأة العربية بأدوارها القوية في احتجاجات الحراك الشعبي في العديد من الدول العربية قيثارة سلام، وشاحذة للهمم، مع تبنيها قضايا الوطن بكامله وليس مجرد قضايا نسوية، وإغلاقها الباب أمام صعود فكر منغلق ومناهض للمرأة، بحسب خبراء ومتابعين تحدثوا إلى «الرؤية».

ومن كنداكة السودان إلى فتيات لبنان والعراق والجزائر، وقبلهن زهرات الياسمين في تونس، وبنات النيل في مصر، وحرائر اليمن وليبيا وسوريا، قصص وأحداث تؤكد قوة المرأة العربية وقدرتها على إحداث التغيير الإيجابي.

وتقول أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في القاهرة الدكتورة نهى أبوبكر، إن المرأة كان لها دور كبير في الثورات العربية، وقد خرجت المرأة المصرية في ثورة 25 يناير واضعة نصب أعينها هدفها في الحصول على حياة أفضل لعائلتها ووطنها، واستكملت هذا الدور في الموجة الثانية من ثورة 30 يونيو، خوفاً من فقدان تلك الأهداف.


وأوضحت أبوبكر أن مشاركة المرأة العربية في ثورات الربيع العربي كانت نابعة من كونها مواطنة حريصة على حقوقها، ترفض التهميش، وترغب في أن يكون لها دور في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فجاءت مشاركتها متساوية مع الرجل وإن كانت مختلفة من حيث الشكل نظراً لطبيعتها الهادئة، وعدم ميلها للعنف. ولفتت إلى أن المرأة تكون حريصة على المناداة بالحقوق التي تخص المرأة والطفل، وغيرها من الحقوق المغفلة من قبل المجتمع.


وأشارت إلى أن شكل مشاركة المرأة نفسها يختلف من دولة لأخرى، فالمرأة الكردية ثارت وحملت السلاح ضد إرهاب داعش، وسجلت المرأة اليزيدية في العراق بطولات في مقاومة إرهاب داعش وفضح انتهاكاته أمام العالم، بينما لجأت المرأة في الدول العربية إلى أدوار مختلفة تنوعت ما بين المشاركة في الاحتجاج والهتاف بل والغناء ورعاية الجرحى في ميادين التظاهر.

وأكدت أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية أن المرأة المصرية على سبيل المثال حققت مكاسب كبيرة من خلال مشاركتها في الحراك الشعبي، فقد انخرطت المرأة بمصر في العمل التنفيذي والتشريعي، وتم تمثيلها في البرلمان بنحو 90 امرأة، وتخصيص 25% من مقاعد البرلمان لها في التعديلات الدستورية الأخيرة، وهناك 8 وزيرات يدرن 25% من نسبة الحقائب الوزارية، إلى جانب صدور قوانين عدة من بينها تجريم منع المرأة من الميراث، وتجريم الختان، كما أن هناك 10 سيدات مصريات ضمن قوات حفظ السلام، و600 ضابط امرأة.

وقال أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية سعيد صادق إن المرأة العربية شاركت بقوة في الموجة الثانية من الحراك العربي، إذ شعرت بالخطر من سيطرة الإخوان وتكرار ما حدث حين سرقت الثورة في إيران عام 1979.

وأضاف أن المرأة بدأت تشعر بأن ابتعادها عن التحولات السياسية معناه مجيء أشخاص لديهم فكر ذكوري ينفذون ما يريدون.

كسر حاجز الخوف

وتقول رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة نهاد أبو القمصان، إن مشاركة المرأة في ثورتي 25 يناير و30 يونيو بمصر، كانت على قدم المساواة مع الرجل، وكسرت حاجز الخوف واستطاعت تغيير معتقدات كثيرة خاطئة من بينها أن المرأة شخص ضعيف يحتاج إلى الحماية. وأثناء ثورة 25 يناير في مصر وما أعقبها من انفلات أمني، تولت المرأة في كثير من الأحيان حماية بيتها وأطفالها في غياب رب الأسرة، وشاهدنا صوتاً أعلى للمرأة ضد محاولات تغيير قوانين الأحوال الشخصية في كثير من الدول التي صعدت فيها تيارات الإسلام السياسي إلى سدة الحكم. ولم يستطع هذا التيار الانتصار على المرأة، ففي مصر علي سبيل المثال وبالتحديد خلال عام 2012، اندلعت تظاهرات أمام وزارة العدل والبرلمان من أجل الدفاع عن حقوق المرأة في قوانين الأحوال الشخصية، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن، لا يستطيع أحد تغيير قوانين الأحوال الشخصية، فالنساء أصبح لديهن صوت وقدرة علي تنظيم أنفسهن بشكل أفضل.

وأضافت أن مشاركة المرأة في الحراك الشعبي، كانت بارزة بشكل كبير في حراك لبنان، كما أن المرأة التونسية حققت مكاسب من مشاركتها في «ثورة الياسمين»، حيث استطاعت اقتناص المناصفة في البرلمان والمجالس المحلية مع الرجل، وأشارت أيضاً إلى دور المرأة الجزائرية ووعيها السياسي فيما يخص الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو ما تجلى في المشاركة القوية في المسيرات السلمية للحراك.

وأشارت أبو القمصان إلى أن مشاركة المرأة في الدول العربية تشابهت إلى حد بعيد، فالمرأة في كل من اليمن وسوريا وليبيا كانت حاضرة وبقوة في ميادين التظاهر، لكن بمجرد الدخول في فكرة النزاع المسلح انسحبت المرأة من المشهد، لتخوض دوراً آخر تجسد في تواجدها على طاولة المفاوضات لإنهاء النزاعات المسلحة، التي حالت دون استمرار مشاركة المرأة سلمياً.