الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

اليمن.. غضب رسمي وسخرية شعبية من فرض الحوثيين إتاوات على المصلين

اليمن.. غضب رسمي وسخرية شعبية من فرض الحوثيين إتاوات على المصلين

تسعيرة الصلاة التي وضعتها ميليشا الحوثي وتم تداولها على التواصل

استنكر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني قيام ميليشيات الحوثي بفرض إتاوات على المصلين في بعض مساجد صنعاء، مؤكداً أنها سابقة لم تحدث عبر كل مراحل التاريخ.

وكانت وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن، قد ضجت بردودٍ فعل غاضبة وساخرة واحتجاجية، على ما تم تداوله بشأن إجراء حوثي لتحصيل مبالغ مالية من المُصلين الذين يرتادون مساجد واقعة في مناطق سيطرتها.

وتداول نشطاء التواصل صور قوائم معلقة في بعض المساجد بالعاصمة صنعاء الواقعة تحت نفوذ الميليشيات المدعومة من إيران، تطالب المصلين بدفع مبلغ مالي عن كُل صلاة تؤدى في المسجد.

وقال الإرياني في تغريدات عبر حسابه على موقع تويتر "واحدة من صور الجباية التي يمارسها مشرفو الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران بحق المواطنين في مناطق سيطرتها والتي لم تسلم منها حتى بيوت الله، وفرضها رسوم على رواد المسجد لكل فرض من الفروض الخمسة في سابقة لم تحدث عبر كل مراحل التاريخ".

وأضاف الإرياني: "هذه الممارسات الإجرامية التي وصلت حداً غير مسبوق من الاستهتار والاستخفاف بمعاناة الناس وتعمد إذلالهم وإهانتهم تؤكد أن سقوط هذه الميليشيات بات أقرب مما يتصور الجميع، وأن الهم الأكبر لقياداتها الآن هو مراكمة الأموال والأرصدة قبل السقوط الحتمي والوشيك".

وطالب الوزير اليمني سكان العاصمة صنعاء وفي كل مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية باللحاق بركب الانتفاضات العربية في وجه المليشيات الإيرانية، والتحرك لاسترداد عزتهم وكرامتهم والإطاحة بهذه العصابة الإجرامية التي تجاوزت بممارساتها كل الخطوط الحمراء وباتت أوهن من بيت العنكبوت، على حد قوله.

ووفقاً لما تم تداوله ينص القرار الحوثي، غير الرسمي، الذي ظهر في هذه القوائم المعلقة في خمس مساجد بالعاصمة، على دفع مبلغ 100 ريال يمني لأداء صلاة الفجر، و50 ريالاً لصلاتي المغرب والعشاء، وصلاة الجمعة 100 ريال، فيما صلاتا الظهر والعصر تؤديان مجاناً.

وتنص اللائحة، التي قوبلت بموجة سخرية على مواقع التواصل، أيضاً على، أن يحظى أي مصلٍ يدفع مبلغ 4 آلاف ريال باشتراك شهري، وأن يُعفى من أي رسوم أخرى كما أنه يحظى بـ "صلاة الجنازة" مجاناً إن كان الميت من أقاربه.

وزعمت الميليشيات أن التحصيل المالي يُجمع لسداد "فواتير المساجد" من مياه وكهرباء، وهو ما يتناقض مع الواقع، خاصة أن المساجد في اليمن تُعفى من أية رسوم حكومية مقابل الخدمات مثل المياه والكهرباء.

وفي اتصال مع "الرؤية" قال أشرف المخلافي أحد سكان صنعاء مُعلقاً على هذا القرار "سنصلي في بيوتنا أفضل من أن نذهب إلى المساجد التي يتاجر بها الحوثيون، يفرضون علينا مبالغ مالية إذا أردنا الصلاة في بيوت الله، لم يحدث هذا في أي بلد في العالم إلا لدى الحوثيين".

ومن بين المساجد الخمسة التي عُلقت فيها اللائحة، جامع بلال في شارع الرياض، وجامع الدفعي في حي الحصبة، وجامع الرحمة بمديرية معين وفقاً للمخلافي، الذي أكد أنه مُنع من دخول جامع بلال لأنه رفض دفع المبلغ المُقرر، ومثله عشرات المصلين عادوا إلى منازلهم احتجاجاً على الإجراء التعسفي.

وأضاف المخلافي "هناك مُحصل مالي يقف أمام المسجد لجمع المبالغ المالية من الناس، لكن المساجد التي وصلها هذا التعميم باتت خالية من المصلين وأكثر ما يقام فيها من شعائر لا يتجاوز الأذان للصلاة".

من جهته، يصف الناشط أنور الشريف القرار بـالمثير للسخرية، ويضيف لـ "الرؤية" أن هذا التوجه الحوثي يثبت بما لا يدعُ مجالًا للشك أن الميليشيات تواجه أزمة في الإيرادات المالية والتمويل العسكري من جهة وتقييد حرية العبادات في بلد كله مسلم من جهة أخرى".

وتابع أن "الميليشيات سعت إلى اتخاذ مثل هذا القرار لتعزيز مصادر الإيرادات، لا يهمها الاتجار بالأماكن المقدسة، هي ميليشيات كل ما يهمها سلب اليمنيين بأي طريقةٍ كانت".

وأضاف الشريف "الإجراء الحوثي يأتي ضمن جملة من التصرفات تهدف إلى إخلاء المساجد من المصلين لصالح مشروعه الطائفي، بالذات وأنه بدأ منذ شهر تحويل مساجد في صنعاء إلى (حُسينيات) لترويج الفكر الشيعي، وهذه المعطيات تؤكد أن الهدف يتركز حول الإيرادات وتضييق حرية العبادة أمام المسلمين".