الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

الحوثيون يصادرون العباءات النسائية المحزمة بذريعة «ملابس غير محتشمة»

الحوثيون يصادرون العباءات النسائية المحزمة بذريعة «ملابس غير محتشمة»

صورة متداولة على وسائل التواصل لحوثي يحرق أربطة عباءات نسائية في صنعاء.

نفذ مسلحون حوثيون حملات دهم طالت متاجر ومحلات بيع ألبسة في صنعاء لمصادرة ما أسمته الميليشيا «ملابس نسائية غير محتشمة»، ما أثار معارضة واسعة في الأوساط اليمنية، ووصفه البعض بـ«أساليب داعشية» تمارسها الميليشيا المدعومة من إيران.

ومنذ أمس الأول، اقتحمت الميليشيا أكثر من 400 متجر ومحل لبيع الملابس في صنعاء، وصادرت كميات كبيرة من عباءات «البوالط» النسوية، كما أحرقت أحزمة العباءات، في ظل معارضة يمنيين لهذه الأساليب بشدة.

وبذريعة أن ارتداء العباءات النسائية بأحزمتها تصرفات «مخلة بالآداب»، و«تُظهر مفاتن النساء»، نفذت الميليشيا حملة واسعة ضد تجار الألبسة في شوارع هائل، التحرير، والقصر في العاصمة صنعاء، حيث تنتشر متاجر بيع الملابس النسائية بكثافة.


سُخرية


حنان عبدالله سخرت من إقدام الحوثيين على هذا الإجراء، واعتبرت ـ متهكمة ـ هدف تلك الحملة هو ضبط «أحزمة ناسفة كانت تهدد المجتمع بالانقراض، والآن المجتمع سيكون بخير وبأفضل حال وأمان بعد إحراق هذه الأحزمة الدخيلة».

وأضافت في تعليقها الساخر على الحملة الحوثية: «الآن أيضاً سيكون المجتمع خالياً من الجوع والفقر والمرض وشح فرص الحياة الكريمة، بعد هذا القرار الكبير».

بدورها، قالت دينا النجار على فيسبوك إن «‏الحوثيين في معركتهم مع أحزمة عباءات النساء، أقدموا على حرق أربطة العباءات التي تستخدمها النساء في ربط عباءاتهن، بحجة أنها تتسبب في فتن الشباب وإغرائهم».

ورأى أحمد عباس أن الحوثيين أبوا إلا أن يتصرفوا «بسجيتهم الميليشياوية التي اعتدنا عليها».

رفض التعسفات

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوهات لعناصر الميليشيا وهم يفتشون العباءات لنزع أحزمتها، ثم جمعها وإحراقها في الشوارع، في الوقت الذي توعد فيه المسلحون الحوثيون أصحاب المتاجر بعقوبات السجن وإغلاق محلاتهم إذا عادوا لبيع هذا النوع من العباءات، وفق ما أكده لـ«الرؤية» مُرشد يحيى أحد الذين تعرضت محلاتهم للمداهمة.

وتحدثت نسيبة ياسر، وهي طالبة جامعية، عن أن مسلحي الحوثي منعوها من دخول جامعة صنعاء لأنها ترتدي عباءة ذات ربطة خصر.

وذكرت لـ«الرؤية» أن مسلحي الميليشيا أمروها بعدم ارتداء تلك العباءة وهددوها بنزع الرباط إذ لم تستجب لأوامرهم.

وأردفت «توعد الحوثيون كل البنات بتكليف عناصر نسائية بملاحقة أي طالبة ترتدي العباءة المُحزّمة، ومعاقبتها، إلا أننا نرفض هذه التعسفات التي تعتبر تدخلاً في شؤون لا تخص أحداً، وهذه العباءات التي نرتديها هي عباءات محتشمة متعارف عليها منذ ما قبل 2009 في المجتمع».

أساليب داعشية

وكان الحوثيون قد داهموا في مايو 2018 محلات الألبسة النسائية وصالونات الحلاقة، في شارعي هائل والقيادة وسط صنعاء، وقاموا بإزالة اللوحات الإعلانية من على واجهات المحلات، باعتبارها «تؤخر من النصر الإلهي» كما قال الحوثيون حينها لتبرير حملتهم.

وأصدر حينها مكتب الأشغال العامة في صنعاء، توجيهات لمسلحي الميليشيا بطمس كل اللوحات الإعلانية والتعريفية في الشوارع وعلى واجهات المحلات إذا كانت فيها صور نساء، كما قاموا بتغطية مجسمات العرض التي قالوا إنها «أصنام يحرم استخدامها».

ووصف الناشط اليمني محمد الشارحي في حديثه لـ«الرؤية» تلك الحملات بـ«الأساليب الداعشية» التي قال عنها: «إن الحوثيين يمارسونها بشكل تعسفي ينم عن فكر إرهابي يطغى على أفكار جماعة الحوثي الانقلابية».