الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مصر.. "الأمن القومي" يحسم سيناريوهات التعامل مع الأزمة الليبية

مصر.. "الأمن القومي" يحسم سيناريوهات التعامل مع الأزمة الليبية

عناصر تابعة للميليشيات جنوب العاصمة طرابلس (أ ف ب)

تستضيف ألمانيا الأحد 19 يناير الجاري مؤتمراً دولياً يضم أطراف الأزمة الليبية والدول المنخرطة في هذا الصراع في محاولة لإيجاد حل دبلوماسي يخرج البلاد من أزمتها الممتدة منذ الإطاحة بالقائد الليبي معمر القذافي في أكتوبر 2011.

ويأتي مؤتمر برلين بعد فشل اجتماع موسكو الذي ضم تركيا وروسيا ورئيس حكومة السراج وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، الذي رفض الإملاءات التركية وترك العاصمة الروسية دون توقيع الاتفاق، وهو ما أزعج الرئيس رجب أردوغان، معتبراً رفضه لطمة لأحلامه بالسيطرة على الدولة العربية.

في ظل الغموض الذي يحيط بمؤتمر برلين فإن الأنظار تتوجه إلى مصر باعتبارها لاعباً رئيساً في القضية وداعماً كبيراً للشعب الليبي والجيش الوطني وقد أعلنت مصر صراحة رفض التدخل الخارجي في شئون ليبيا في ظل التقارير المؤكدة عن وصول مرتزقة سوريين بدعم تركي إلى ليبيا للقتال بجانب حكومة السراج.


وفي ظل هذا الوضع المتشابك يرى خبراء في مصر، أن القيادة أمام خيارين في الأزمة الليبية مع استمرار الدعم العسكري التركي للميليشيات. أولهما هو الخيار الدبلوماسي المتبع حالياً، وأكد عليه وزير الخارجية سامح شكري، عبر المشاركة في مؤتمر برلين، فيما يتمثل الخيار الثاني المحتمل في اللجوء إلى الدعم العسكري بأشكاله المختلفة، وفق للخبراء تحدثوا للرؤية.


عضو مجلس الشعب المصري مصطفى بكري، يقول لـ"الرؤية" إن اللجوء إلى الخيار العسكري لن يحدث إلى في حالة المساس بالأمن القومي المصري، معتبراً أن المناورات البحرية التي أجرتها مصر الأيام الماضية هي رسالة لكل من يعنيه الأمر، بأن مصر أبداً لن تفرط في أمنها القومي.

أما أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة بني سويف، نجاح الريس، فيقول لـ«الرؤية» إن مصر حالياً تتبع الخيار الدبلوماسي والسعي للحل السلمي، والسيناريو الآخر والأرجح هو أن تلجأ مصر إلى دعم الجيش الوطني الليبي عبر المعلومات والتخطيط.

واستبعد الريس سيناريو التدخل العسكري المباشر، إلا في حال حدوث اعتداء مباشر على السيادة المصرية، كأن يكون هناك على سبيل المثال اعتداء مباشر قرب الحدود المصرية، أو من المياه الإقليمية المصرية، أو التأثير على المنطقة الاقتصادية المصرية في البحر المتوسط، أو نصب قواعد عسكرية في منطقة قريبة تطول الأرض المصرية تدار عبر تركيا مرتبطة لما يشكل ذلك تهدد للأمن القومي المصري.

وهو ما اتفق مع الخبير العسكري اللواء الدكتور جمال مظلوم، الذي أكد في تصريحات لـ«الرؤية» أن سيناريو التدخل المباشر لمصر قد يحدث حال وجود تهديد حتى من داخل ليبيا، على سبيل المثال إذا حاولت جماعات إرهابية الإضرار بمصر عبر إرسال عناصر عبر الحدود لتنفيذ عمليات إرهابية، فإن مصر سوف تتدخل للقضاء على هذا الخطر قبل وصوله إلى أراضيها.

وأضاف "سبق أن دخلت القوات المصرية لليبيا وأحضرت عناصر شاركت في عمليات إرهابية ضدها، وحدث هذا في السابق، ومصر قادرة على إعادة القيام به مرة أخرى وبنجاح".