الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تجار الثورة.. إعلام الإخوان يفضح نفسه عشية 25 يناير

قبل أيام قليلة من ذكرى ثورة 25 يناير المصرية التي امتطاها تنظيم الإخوان الإرهابي للوصول إلى السلطة، انكشفت عورته مرة أخرى بفضيحة جديدة لواحد من أبواقه الإعلامية.

تحت وسم «#تجار_الثورة» نشر عدد من العاملين بقناة «الشرق» الإخوانية التي تبث من تركيا، ويرأسها المرشح الرئاسي الأسبق أيمن نور، مستندات خاصة بالقناة تضمنت عقوداً لبعض المذيعين، وتقريراً إدارياً يفضح تورطها في نشر أخبار كاذبة، وفساداً إدارياً، وذلك في إطار حملة من العاملين للمطالبة بتعديل رواتبهم بعد فضيحة تسريب «ياسر العمدة».

وكان إخواني يدعى ياسر العمدة، وهو أحد المصريين المقيمين في تركيا، وصاحب دعوة للتظاهر تحت شعار «ثورة الغلابة» في 2015، يتحدث عبر الهاتف مع المقاول محمد علي الذي فر خارج مصر ووجه اتهامات للجيش والقيادة المصرية ليسير على نهج الإخوان في محاولة تأليب الرأي العام. وتسربت المكالمة التي كشف فيها العمدة أن قناتي الشرق ومكملين التابعتين للإخوان يتم تمويلهما بمبالغ طائلة، وأن القائمين عليهما يستوليان على التمويلات لأنفسهم بدلاً من تمويل ما أسماه «الثورة ضد النظام المصري» وأنهم مستفيدون من استمرار الوضع كما هو عليه.


ونفت قناة الشرق صحة ما ورد في التسريب، لكن العاملين في القناة سارعوا بالسيطرة على الحساب الرسمي للقناة بإنستغرام وتويتر، ونشروا بياناً قالوا فيه «بعد ظهور بعض التسريبات الخاصة للشاعر ياسر العمدة وادعائه تمويل القناة بملايين الدولارات شهرياً، وحتى الآن لم نجد أي رد من مالكي القناة مما يثبت صحة التمويل».


وأضاف البيان «بعد مطالباتنا بتعديل رواتبنا ولكن دون جدوى في ظل الرواتب الباهظة التي يتحصل عليها بعض مذيعي القناة في حين أننا نتحصل على رواتب قليلة رغم صعوبة المعيشة في إسطنبول لأننا لسنا من علية القوم مثل غيرنا ممن يحصلون على الجنسيات التركية المجانية».

وعقب البيان، نشر حساب القناة على تويتر، صورة لعقد المذيع معتز مطر، كشفت حصوله على 60 ألف دولار شهرياً، بمعدل 3000 دولار للحلقة الواحدة كما نشروا تقريراً إدارياً لرئيس القسم الاخباري في القناة حسام الغمري، كشف فيه تلفيق القناة للأخبار المذاعة في برنامج معتز مطر.

وكانت القناة دخلت قبل عامين في أزمة أخرى بعد تظلم العاملين من رواتبهم وتأخر صرفها، فيما اتهمهم أيمن نور بأنهم اقتحموا مقر القناة. وقرر نور وقتها تصفية 25 % من العاملين بالقناة في إطار «خطة إصلاح إداري»، وهو ما وصفه العاملون بالقناة بأنه محاولة تصفية حسابات مع من أيدوا مطالب العاملين.

ويقول الباحث في شأن الجماعات الإسلامية منير أديب «إن الإخوان منذ نشأتها في 1928 وهي تدرك أهمية الإعلام، لأنها تهدف إلى عودة الخلافة والتي لن تعود من وجهة نظرهم إلا بوصول الإخوان إلى سدة الحكم، ولذلك بعد سقوط حكم الإخوان في مصر كانت الخطوات الأولى إنشاء أبواق إعلامية لهم من تركيا.. ولكن يقف أمامهم كذب المحتوى المقدم، لأنهم لا يريدون معارضة النظام ولكن يريدون هدم الدولة بالكامل ليأتوا هم»

وأضاف أديب أن الأزمة الأكبر في إعلام الإخوان هو تفاوت التمويل لكل منصة. وأشار إلى تفاوت أنماط التمويل قائلاً «إن قناة مكملين هي الأفقر لأنها من تمويل الجماعة نفسها، بينما قناة الشرق تمول من الخارج عن طريق هيئات، وعراب هذا التمويل هو أيمن نور، أما قنوات مثل الجزيرة وجريدة العربي الجديد فهي تمويل دول مثل قطر وتركيا لذلك فهي الأغنى».

ويرى الباحث في الإسلام السياسي عمرو عبدالمنعم أن أزمة الإعلام الإخواني تكمن في أن هناك فارقاً ضخماً بين العمل الإعلامي والتوجهات الأيديولوجية لجماعة الإخوان التي يحاولون فرضها على العمل ليخدم وجهة نظرهم، ولذلك فرغم التمويل الضخم إلا أنهم لا يستطيعون تقديم محتوى متقن».

وأضاف عبدالمنعم أن تكرار الأزمات يرجع أيضاً إلى وجود أزمات داخل الجماعة وأجنحة تحاول السيطرة.