السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

أزمة ليبيا من برلين إلى الجزائر.. لا مكان لأردوغان

أزمة ليبيا من برلين إلى الجزائر.. لا مكان لأردوغان

ربط محللون ووسائل إعلام في الجزائر بين مخرجات الاجتماع الوزاري لدول الجوار الليبي الذي استضافته البلاد، أمس الخميس، وبين مخرجات مؤتمر برلين التي أكدت على رفض التدخل الأجنبي في ليبيا بعد أيام من تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إرسال قوات تركية لدعم حكومة طرابلس.

ويعتقد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر الدكتور توفيق بوقاعدة أن الدول المجاورة لليبيا ستكون هي الأداة التي أوكل لها تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين.

وحسب ما قال بوقاعدة لــ«الرؤية»، فإن وزراء خارجية دول جوار ليبيا المجتمعين في الجزائر «أكدوا على مبدأ أساسي، وهو ضرورة جلوس الليبيين على طاولة الحوار، لأن السبيل الوحيد للخروج سيكون بأيدٍ ليبية».

وأوضح «أن مخرجات اجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا في الجزائر، هي امتداد لمخرجات مؤتمر برلين قبل أيام»، المرتكزة على «حظر توريد السلاح، وعدم الموافقة على وجود أي قوات أجنبية في ليبيا، لأن ذلك سوف يزيد تأجيج الصراع».

وتوقّع دمج مخرجات اجتماع الجزائر مع مؤتمر برلين، بحيث تكون دول الجوار هي الأداة الفعلية لتنفيذ مخرجات برلين، خصوصاً المتعلقة بحظر توريد الأسلحة ومراقبة الحدود.

وأشار بوقاعدة إلى ضرورة استغلال ما تملكه مصر والجزائر وتونس من قدرة على التواصل مع الداخل الليبي لدفع أطراف الصراع والقوى المجتمعية، لا سيما مع «صعوبة الوصول إلى الحل السياسي في القريب العاجل، حيث يلقي ما يحدث في ليبيا بانعكاسات سلبية على دول الجوار».

أما عن تطور موقف الجزائر من الملف فيرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة تامنراست قاسمي السعيد «أنه استمرار أو استكمال لمخرجات مؤتمر برلين».

وقال السعيد لـ«الرؤية» «إن الجزائر، مثلما قلنا سابقاً، ستحاول أن تلعب على استدراج الموقف الروسي لدعم تصورها للحل، والتأكيد على أن الخيار العسكري لن يخدم المصالح الروسية في ليبيا».

وبتصوره، فإن «الجزائر ستحاول إقناع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر بإمكانية تقاسم السلطة مع حكومة طرابلس بقيادة فايز السراج، والتي لن تجد بديلاً عن هذه الخطوة، خصوصاً في ظل التفوق العسكري للجيش الوطني الليبي».

وفي سياق متصل، ربطت وسائل الإعلام الجزائرية بين مخرجات اجتماع وزراء خارجية الدول المجاورة لليبيا الذي احتضنته الجزائر أمس وبين مخرجات مؤتمر برلين، وتنبأت بنجاح الجزائر في لم الفرقاء الليبيين على طاولة الحوار بمعاونة دول جوار ليبيا.

وقالت جريدة الخبر على موقعها الإلكتروني إن اجتماع الجزائر يدعو إلى التعجيل بحل أزمة ليبيا، مركزة في تقريرها على تأكيد المشاركين في الاجتماع الوزاري لدول الجوار الليبي بالجزائر على الأهمية الكبيرة لذلك ووقف الحرب عبر حل سياسي، بعيداً عن أي تدخل أجنبي.

وسلطت الضوء على تأكيد وزير الشؤون الخارجية الجزائري صبري بوقادوم أن الجزائر «تتمسك بضرورة تشجيع الأطراف الليبية على حل أزمتهم بالطرق السلمية وترفض أي تدخل أجنبي في هذا البلد».

وكان البيان الختامي للقاء الجزائر قد دعا الأطراف الليبية للانخراط في مسار الحوار السياسي، برعاية الأمم المتحدة، وبمشاركة الاتحاد الأفريقي، ودول الجوار الليبي، للتوصل إلى حل شامل لهذه الأزمة، بعيداً عن أي تدخلات خارجية.

وأكد بيان وزراء خارجية جيران ليبيا على ضرورة «التزام الأطراف الليبية بوقف إطلاق النار».