الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أردوغان يسعى لجعل الجزائر بوابة تركيا نحو أفريقيا

أردوغان يسعى لجعل الجزائر بوابة تركيا نحو أفريقيا

اتفق الرئيسان الجزائري والتركي على اتباع ما قرره مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية، في وقت يسعى أردوغان الذي زار الجزائر في إطار جولة إلى أفريقيا إلى اتخاذها بوابة نفوذ تركيا نحو القارة الأفريقية، وينوي أن يبلغ حجم المبادلات التجارية مع القارة السمراء نحو 50 مليار دولار، ويبدأها برفعها مع الجزائر إلى 5 ملايين دولار.

في الملف الليبي، قال الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون في ندوة صحافية مشتركة مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان «اتفقت مع الرئيس التركي على السعي للسلم في ليبيا وأن نتبع ما تقرر في مؤتمر برلين».

وأكد أنه سيتتبع مع الرئيس التركي، يومياً وبدقة، كل المستجدات على الساحة الدولية، في حين قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، «للجزائر تأثير مباشر على الملف الليبي، وهي عنصر للسلام والاستقرار في هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة».

أردوغان الذي أشار إلى اتصالات لتحقيق وقف إطلاق نار دائم في ليبيا والعودة لطاولة الحوار أوضح «أن الحل في ليبيا ليس عسكرياً، مؤكداً مواصلة الجهود لإيقاف نزيف الدم في هذا البلد الشقيق».

وأشار الرئيس التركي إلى أن تطبيق نتائج مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية يحمل أهمية كبيرة.

وفي هذا الخصوص، أوضح لــ«الرؤية» الإعلامي أمين علام أن «تركيا تسعى لتكون لاعباً رئيساً في شمال أفريقيا، وهو ما يزعج حتماً الجزائر».

ويعتقد أمين علام «أن الجزائر لن تقبل بأن يكون لتركيا هذا الدور»ـ غير أنه قال إن زيارة أردوغان للجزائر حملت شقين زيادة على الأمني المتمثل خصوصاً في الملف الليبي، وهو الشق الاقتصادي.

وتسعى تركيا لضمان زيادة المبادلات التجارية مع الجزائر، حسب علام الذي أشار إلى أن حجمها يبلغ 4.5 مليار دولار.

وبينت زيارة أردوغان في الشق الاقتصادي أن تركيا تسعى لجعل الجزائر بوابة نفوذها نحو أفريقيا.

وعبر الرئيس التركي على هذه النوايا حين قال خلال إشرافه على انطلاق منتدى رجال الأعمال الجزائري التركي، بالجزائر رفقة الوزير الأول الجزائري، عبدالعزيز جراد «الجزائر هي بوابة هذه القارة بالنسبة لتركيا».

وكشف الرئيس التركي أن حجم التبادل التجاري إلى أفريقيا وصل إلى 26 مليار دولار، موضحا أن الخطوط التركية تنظم رحلات إلى 58 وجهة في القارة الأفريقية، كاشفاً أن تركيا تهدف إلى تبادل تجاري في أفريقيا بـ50 مليار دولار.

وكان قبلها الرئيس التركي قد وقع مع نظيره الجزائري على إعلان مشترك لتأسيس مجلس تعاون رفيع المستوى بين الجزائر وتركيا.

وحسب ما كشفه الرئيس الجزائري تبون، فإنه اتفق على رفع مستوى التبادل التجاري مع تركيا إلى 5 مليارات دولار.

وفي هذا الشأن أوضح لــ«الرؤية» أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر الدكتور توفيق بوقاعدة أن «زيارة الرئيس التركي للجزائري التي تأتي بناء على دعوة الرئيس تبون ليس محورها الملف الليبي وإنما تبحث عن ضخ دماء جديدة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين خاصة ما يتعلق بالاستثمار».

وهذا راجع حسب بوقاعدة إلى «الاستراتيجية الاقتصادية للرئيس الجزائري تبون التي تقوم على جلب استثمارات خارجية أخرى للجزائر.»

وبالعودة للقضية الليبية فيرى بوقاعدة أن «الموقف الجزائري لم يتغير من القضية، حتى باستدعاء وزراء خارجية الدول التي تعارض موقف تركيا في ليبيا».

وكانت الجزائر قد استضافت الخميس الماضي اجتماعاً لوزراء خارجية دول جوار ليبيا الذين التزموا في آخره بالعمل على دفع عملية السلام والرجوع إلى مخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا.

ويعتقد بوقاعدة «أن موقف الجزائر يتطابق مع موقف تركيا فيما يتعلق بضرورة حماية طرابلس وعدم استعمال القوة كخيار لدخول طرابلس».

وذكر المتحدث أن «الجزائر دائماً موقفها محايد، كانت تلزم دائماً بالشرعية الدولية وترى أن حكومة السراج هي الممثلة للشعب الليبي بنص قرار الأمم المتحدة، لكنها تسعى في الوقت ذاته لأن تخلق نوعاً من الحيوية للنقاش بين الليبيين ومرافقتهم من أجل إيجاد حلول لذلك».

وإن كان موقف الجزائر يطابق موقف أنقرة بخصوص طرابلس، إلا أن بوقاعدة أكد أن الجزائر ترفض الجزائر جملة وتفصيلاً «محاولة تركيا التدخل في ليبيا سواء عن طريق قوات من المرتزقة كما تقول بعض الأخبار أو من خلال بعث مستشارين عسكريين».