الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الدوحة وتل أبيب.. هل يصمد بيت الزجاج القطري؟

أثار لقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا، الاثنين، جدلاً إعلامياً واسعاً، تجاوز حدود السودان، مغطياً شاشات القنوات وصفحات التواصل الاجتماعي.

وضمن تغطيات الحدث، برزت مزايدات إعلامية صدحت بها، خصوصاً، منصات أبواق الدوحة متحدثة عن تطبيع سوداني ـ إسرائيلي، مستنكرة ما تصفها بالخطوات غير المسبوقة عربياً نحو التنسيق مع إسرائيل، متناسية شواهد الأيام وأرشيف صور اللقاءات الودية بين قادة الدوحة وتل أبيب في استوديوهات أكبر صرح إعلامي قطري.

وأعادت الضجة القطرية حول «لقاء أوغندا» إلى واجهة التداول الإعلامي موقف قطر من التطبيع مع إسرائيل منذ تسعينات القرن الماضي، حيث رد مغردون على المزايدة القطرية بوابل صور، ومقاطع مسجلة تظهر التناغم الإسرائيلي القطري، الممتد من سنوات طويلة، مرددين المثل الشهير «إذا كان بيتك من زجاج، فلا ترمِ الناس بالحجارة».






وحسب الوثائق، فإن قطار العلاقات الإسرائيلية القطرية العلنية، انطلق بقوة عام 1996 مع زيارة «تاريخية» قام بها شمعون بيريز إلى الدوحة.

وخلال هذه الزيارة أهدت قطر إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي سيفاً «عربياً» مطرزاً، كما زار مقر قناة الجزيرة، والتقى بطاقمها آنذاك، وسط حالة احتفاء عام بالوفد القادم من تل أبيب.



وفي العام ذاته، افتتح البلدان مكتباً تجارياً إسرائيلياً في الدوحة، حيث كان رئيس المكتب يحوز رتبة سفير في الخارجية الإسرائيلية.

وخلال أشهر من العام نفسه، وقّع البلدان اتفاقية، لبيع الغاز القطري لإسرائيل، وأسسا بورصة الغاز القطرية في تل أبيب.

وفي الفترة بين 1996 و2007 تبادل مسؤولون على أعلى المستويات في إسرائيل وقطر الزيارات، حيث استقبلت الدوحة وفوداً تقودها شخصيات على غرار وزيرة الخارجية الإسرائيلية وزعيمة حزب كاديما، تسبيي ليفني، ووزير الداخلية السابق سيلفيان شالوم.

وعلى الرغم من إعلان الدوحة إغلاق المكتب التجاري الإسرائيلي في 2007، كذبت وسائل إعلام إسرائيلية هذا الخبر وأكدت في 2010 أن المكتب لم يغلق أبوابه.

وقبل عامين، كشف الدبلوماسي القطري محمد العمادي أنه زار إسرائيل نحو 20 مرة منذ 2014.

وقال العمادي، الذي يرأس اللجنة القطرية لإعمار قطاع غزة، إن تلك الزيارات اتسمت بالسرية، معترفاً حينها بأن أموال المساعدة التي تقدمها بلاده إلى الفلسطينيين تهدف إلى تجنيب إسرائيل الحرب في غزة.

وحسب البيانات الاقتصادية المتوفرة، فإن الدوحة تعد أكبر شريك اقتصادي وعسكري لتل أبيب في المنطقة، بقيمة تبادل إجمالي وصلت في 2015 إلى 7 مليارات دولار.