الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تبون يغازل الحراك مجدداً من باب «وسيط الجمهورية»

أكدت مصادر مقربة من الرئاسة الجزائرية اليوم الثلاثاء أن الرئيس عبدالمجيد تبون كلف كريم يونس الذي عينه وسيطاً للجمهورية بفتح قنوات الحوار مع ممثلي الحراك الشعبي الذي يبلغ هذا الأسبوع عاماً كاملاً.

تتمثل المهمة التي كلف بها كريم يونس رسمياً في السهر على احترام حقوق المواطنين من طرف مؤسسات الدولة والجماعات المحلية وتحسين الخدمة العمومية.

كما تعتبر حسب ما صرح به يونس عقب تكليفه بمهمة الوساطة «كآلية جديدة لضبط وتنظيم الدولة تفرض نفسها بسبب الدور الذي يمكن لها أن تقوم به كوظيفة الوساطة والتحكم لدى المواطنين ومحيطهم».

لكن مصادر مقربة من الرئاسة الجزائرية قالت لـ«الرؤية» إن الرئيس تبون كلف كريم يونس بفتح قنوات الحوار مع الحراك الشعبي المتواصل منذ عام، والذي يرفض الاعتراف بشرعية الرئيس وحكومته ويأبى الانخراط في الحوار مع السلطة حسبما تبين الشعارات المرفوعة في المسيرات المتواصلة أسبوعياً، والتي تطالب بتسليم السلطة للشعب.

وعين الرئيس الجزائري يوم الاثنين المنسق السابق لهيئة الوساطة والحوار كريم يونس وسيطاً للجمهورية ليقود المؤسسة التي تحمل الاسم نفسه «وسيط الجمهورية»، وتم إنشاؤها في عهد الرئيس الأسبق اليامين زروال بتاريخ 23 مارس1996 وألغاها الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة في 2 أغسطس 1999.

ويأتي هذا التكليف متزامناً مع قرب بداية المشاورات الموسعة حول مشروع تعديل الدستور، حيث ينتظر أن تنتهي اللجنة التقنية التي يرأسها الحقوقي أحمد لعرابة هذا الشهر من صياغة مقترح مشروع تعديل الدستور، الذي تعول عليه إدارة تبون لإدخال إصلاحات سياسية.

وفي الوقت نفسه، أثارت العودة إلى مؤسسة وسيط الجمهورية دهشة العديد من رواد فيسبوك، فكتب أستاذ العلوم السياسية بجامعة تامنراست قاسمي السعيد قائلاً «ها قد عدنا لتكريس ممارسات العهود البائدة.. عهد حباشي والمجلس الأعلى للدولة.. أكيد دائماً يعودون للأرشيف لأنهم لا يستطيعون الإبداع.. يونس يعود من النافدة».

وكان مجاهد حرب التحرير عبدالسلام حباشي الذي توفي في مارس 2008 هو من عينه الرئيس الأسبق اليامين زروال في منصب وسيط الجمهورية وقت كانت الجزائر تعيش أوج أزمتها الأمنية، قبل أن يلغي بوتفليقة المنصب حين تولى خلافة زروال.

وقال الأستاذ بجامعة الجزائر والمحلل السياسي حسين دوحاجي «كلنا يتذكر أن بوتفليقة لما استلم مهامه ألغى منصب وسيط الجمهورية» وذكّر دوحاجي بمقولة بوتفليقة الشهيرة «صفحتان على جريدتي الشعب والجمهورية كافيتان لأداء المهمة».

لكن الصفحتين تحولتا في النهاية إلى أكوام من الرسائل مصيرها مباشرة سلة المهملات، بحسب دوحاجي الذي تساءل «هل يحتاج تبون إلى وسيط في عصر وسائط الاتصال الشبكي؟»

وعلق الإعلامي أحمد يحياوي «تبون ينصب كريم يونس وسيطاً للجمهورية.. الحديث مع الشعب من وراء حجاب»

واستنكر الإعلامي فيصل بخوش «تعيين كريم يونس على رأس هيئة غير موجودة أصلاً».

ويونس من مواليد الأول من يناير 1948 بولاية بجاية بمنطقة القبائل، وحاصل على شهادة الليسانس في اللغة الفرنسية من جامعة الجزائر سنة 1978، وله عدة مؤلفات حول تاريخ الجزائر المعاصر.

شغل منصب رئيس المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان الجزائري) في الفترة بين 2002 و2004، وكلف يونس بعد سقوط نظام بوتفليقة على إثر الاحتجاجات التي اندلعت في 22 فبراير الماضي بمهمة منسق هيئة الوساطة والحوار التي تشكلت لما كان عبدالقادر بن صالح رئيساً مؤقتاً للدولة، وانبثقت عن توصياتها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات التي يرأسها محمد شرفي.