الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الجزائر.. حملة تضامن مع بومالة الذي «حاكم النظام» بعد تأجيل محاكمته

أجّل القضاء الجزائري، مساء الأحد، النطق بالحكم في قضية الإعلامي والناشط فضيل بومالة إلى الأول من مارس المقبل.

ونالت القضية اهتماماً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بفعل مرافعة بومالة التي تحولت إلى «محاكمة للنظام»، بحسب المتابعين.

واستغرقت محاكمة بومالة «مفكر الحراك» كما يلقبه النشطاء، معظم ساعات أمس، حيث شارك في الدفاع عنه 30 محامياً، وبعد منتصف ليل الأحد، أصدر القاضي قراره بالتأجيل بعد أن التمست النيابة توقيع عقوبة السجن لمدة عام وغرامة 100 ألف دينار جزائري.

وأدان دفاع المتهم الذي تَقدَّمه المحامي والناشط مصطفى بوشاشي «تغوُّل الأجهزة الأمنية والضبطية القضائية التي وصفت في إحدى فقرات قرار إحالة بومالة على العدالة المواطن الجزائري بالساذج والمغلوب على أمره».

وأثارت هذه الجملة العديد من النشطاء، ومنهم أستاذ الإعلام بجامعة الجزائر رضوان بوجمعة الذي قال عبر حسابه الشخصي على فيسبوك «عندما تصف الضبطية القضائية الشعب الجزائري بالساذج، فهذا مؤشر كافٍ عن تبعية جهاز القضاء لقوى تمارس الإهانة ضد الشعب».

أما الناشط والباحث في التاريخ منتصر أوبترون فقال «بومالة يُعرّي بالمحكمة النظام الفاسد. ارحموا عقولنا».

وقال الكاتب الصحافي والناشط عثمان لحياني «ليس علينا انتظار صدور الحكم على بومالة لأنه حكم لنفسه وعلى نفسه بالحرية.. ليس ثمة فرق بين أن تكون داخل السجن أو خارجه في ظل نظام يسجن الفكرة ويدين الرأي، الفرق الوحيد هو أن تكون الإنسان الحر أو لا تكون».

ويواجه بومالة، المختص في علم الاجتماع، والمحبوس بسجن الحراش منذ 19 سبتمبر الماضي، اتهامات بالمساس بالوحدة الوطنية وعرض منشورات من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية.

وقال بومالة خلال المرافعة «هذه ليست محاكمتي، بل محاكمة للشعب الرافض للاستبداد، والتواق للحرية، هذه محاكمة للعقل والرأي والحرية، وللقضاء، وإن لم يكن القضاء حراً، فهو ليس بقضاء».

وتوجه بومالة للقاضي بقوله «العدل أسمى من القضاء يا سيدي القاضي، العدل هو ما قاله الأمير عبدالقادر في رسالته الشهيرة، دفاعي عن المسيحيين في الشام هو دفاعي عن المسلمين وهو دفاع عن حقوق الإنسانية».

وأضاف بومالة «أنا جزء من الشعب وذرة منه. إن أردتم محاكمة الشعب فلتفعلوا، لكن ليتوقف إذن القضاء عن إصدار الأحكام باسم الشعب».

وتابع بقوله «أُفضّل أن أكون على خطأ مع الشعب على أن أكون على صواب مع النظام».

وبعد إعلان قرار المحكمة، عرفت قاعة محكمة الدار البيضاء احتجاجات من قبل الناشطين الذين حضروا المحكمة، والذين خرقوا قواعد الجلسات بالتصفيق على كلام بومالة أثناء مرافعته لمرات، واضطر القاضي إلى تهديدهم بالطرد من القاعة.