الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

في إدلب.. السوريون بين ويلات الحرب ووباء كورونا

لم تعلن سوريا حتى الآن تسجيل أي حالات إصابة بفيروس كورونا المتحور الذي أودى بحياة آلاف الأشخاص وأصاب عشرات آلاف آخرين في كثير من دول العالم، ولكن الأوضاع في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة عرضة للخطر بسبب افتقارها لأقل الإمكانات لمواجهة الوباء في حال انتشاره.

إن ضعف القطاع الصحي في البلد الذي عانى ويلات الحرب منذ سنوات يثير المخاوف من احتمالية وجود إصابات بالفعل، وربما تسببت قلة الإمكانات والتجهيزات في عدم الكشف عنها.

تحدث الطبيب قاسم الخليل، وهو أخصائي في الأمراض الداخلية، ويعمل في أحد المراكز الصحية شمال إدلب، لـ«الرؤية»، قائلاً إن القطاع الطبي في المدينة الواقعة شمال غرب سوريا غير قادر على اكتشاف أي إصابات بفيروس كورونا والتعامل معها.

وأرجع الخليل السبب في ذلك إلى عدم وجود مختبرات ترصّد وبائي تكون قادرة على تشخيص الحالات في الوقت المناسب، إضافة إلى السعة الاستيعابية الصغيرة للمستشفيات والمراكز الصحية، والتي لا تسمح بإمكانية تخصيص قسم خاص للحجر الصحي في حال اكتشاف أي إصابات.

ولفت إلى أنه لم يتم تسجيل أي حالات إصابة، حتى الآن، في المناطق القابعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة أو مناطق الحكومة السورية، مشيراً إلى أن ذلك لا يجزم بعدم وجود هذا الوباء في سوريا بالفعل.

وعلَّل ذلك بأن سبل التحري عن وباء كورونا تحتاج إلى جهود طبية كبيرة تقودها جهة واحدة وليس عدة جهات، كما هي الحال في مناطق الفصائل المسلحة، رغم وجود شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة التابعة لمنظمة الصحة العالمية، والتي تعتمد على بيانات المراكز الطبية في حال الشك في أي حالة.

وبحسب المنسق الميداني ضمن الشبكة في إدلب، خالد المحمد، فإنه لا توجد معلومات كافية لديهم عن الفيروس، حيث يعملون في الوقت الحالي على تشخيص الحالات عن طريق الفحص السريري كوجود حرارة مرتفعة ونزلة تنفسية وسعال.

ولفت المحمد في تصريحات لـ«الرؤية» إلى أنهم بانتظار إنشاء 3 مراكز مختصة بالتعامل مع الإصابات في حال وجودها، بدعم من منظمة الصحة العالمية، في مدن أعزاز شمال حلب وإدلب المدينة، وسلقين غرب إدلب، ومن المتوقع أن تكون هذه المراكز جاهزة مع بداية الشهر المقبل، معرباً عن قلقه من انتشار الفيروس في الوقت الحالي.

وفي سياق متصل، تُعد تركيا المعبر البري النشط إلى مناطق الفصائل المسلحة التي تدعمها، الأمر الذي يثير المخاوف من تسلل فيروس كورونا إلى سوريا، وذلك بعد ارتفاع حالات الإصابة في تركيا إلى 18، بحسب وزير صحتها فخر الدين قوجة.

يأتي ذلك أيضاً في ظل عدم جاهزية المعابر طبياً في الجانب السوري للكشف عن أي حالات مصابة.

ويربط مناطق الفصائل المسلحة شمال حلب عدة معابر غير رسمية مع مناطق الحكومة السورية وكذلك مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ومنها معبر أبو الزندين جنوب شرق مدينة الباب شرقي حلب.

وبحسب مؤيد السعد، أحد العاملين في معبر أبو الزندين، في حديثه لـ«الرؤية»، فإن الإجراءات المتبعة لتقصي كورونا تقتصر على قياس حرارة الجسم من قِبَل العاملين للعابرين من الجهة المقابلة والتي لا تتخذ أي إجراء مماثل، حسب قوله.

وفي وقت سابق، تكلم المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في أنقرة، هيدين هالدرسون، عن خطر تفشي المرض في سوريا بشكل مرتفع جداً، خاصة شمال غرب البلاد، حيث يوجد نحو 3 ملايين شخص محاصرين في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة.

وفي هذا الصدد، قال الطبيب قاسم الخطيب إن قلة الغذاء وعدم تنوعه جراء الفقر وبرودة الطقس تضعف مناعة الجسم، إضافة إلى أن الاكتظاظ السكاني في المخيمات يجعل منها مرتعاً خصباً للفيروس، ويجعل إمكانية التحكم فيه أمراً في غاية الصعوبة.

من جهتها، أطلقت مديرية الصحة في إدلب حملة توعية للوقاية من فيروس كورونا، وطرق انتقال العدوى وأعراض الإصابة والفئات الأكثر عرضة لها.

كما قررت مديرية التربية والتعليم في إدلب تعليق الدوام في جميع المدارس الخاصة والعامة والمعاهد التربوية لمدة أسبوع.