السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

أطفال سوريا الفارون من الحرب.. «لا حياة طبيعية والخيمة كل شيء»

في شمال غرب سوريا، لا يستطيع الأطفال الذين أُجبروا على ترك منازلهم تذكر «الحياة الطبيعية»، لكن يحاول المعلمون المتطوعون منحهم واحدة، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز».

ومدرسة المخيم ليست سوى خيمة، باردة وضيقة، أرضيتها مغطاة بسجادة يصعب التعرف على زخارفها المعقدة تحت حشد من الطلاب الجالسين فوقها، والجدران من صفائح بلاستيكية، لا توجد مكاتب، ولا كراسي، ولا مراحيض، وبالكاد توجد كتب.

وبداخلها فتيات صغيرات بضفائر، ومراهقون تتدلى من فوق رؤوسهم أوشحة، وهم في حالة تركيز، ويلتفون حول أوراق دفتر الملاحظات المستعارة.

وتخدم المدرسة الواقعة في مخيم للنازحين في شمال غرب سوريا، نحو 60 طالباً من أولاد وفتيات تراوح أعمارهم بين 4 و14 عاماً. معظمهم من بين ما يقرب من مليون شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال، الذين فروا نحو الحدود التركية خلال الثلاثة أشهر الماضية.

إنهم يركضون للنجاة بحياتهم هرباً من محافظة إدلب، آخر معاقل المعارضة والفصائل المسلحة، بعد 9 سنوات من الحرب في البلاد.

كان شمال غرب سوريا في حالة تجاوزت حالة الطوارئ لفترة طويلة، لدرجة أن معظم الأطفال لا يتذكرون كيف يُفترض أن تكون الحياة الطبيعية.

المأوى والغذاء والدواء والدفء، لا يوجد ما يكفي من أي منها في إدلب، حيث لم يفعل وقف إطلاق النار، الكثير لإعادة الناس إلى منازلهم.

لكن عمال الإغاثة استمروا في محاولتهم توصيل الخيام والمياه والطعام والوقود، واستمر الأطباء والممرضون في تقديم الرعاية.

وداخل الخيمة الباردة في مخيم النازحين خارج قرية بحوري الصغيرة (تتبع ناحية معرة مصرين في منطقة مركز إدلب) يُقدّم 4 معلمين كل ما في وسعهم، وهو بضع ساعات من التعليم، وبصيص من الحياة الطبيعية.

في مقابلة هاتفية مع «نيويورك تايمز»، قال قاسم الأحمد (30 سنة) مدرس بالمدرسة: «نأمل أن نعود إلى الوطن قريباً

هرب الأحمد من قريته بالقرب من حلب قبل شهرين، ومثل معظم الأطفال الذين يتجمعون على السجادة، ليس لديه الآن مكان يذهب إليه.

العديد من الطلاب، الذين حزمت عائلاتهم أمتعتهم واكتظوا مرتين أو أكثر للهروب من جولات القتال المتتالية، لم يلتحقوا بالمدارس بانتظام منذ سنوات، والبعض الآخر لم يلتحق بها على الإطلاق.

وقدَّر الأحمد أن حوالي 40% من طلابه أميون.

كما أن مجرد الذهاب إلى المدرسة يمكن أن يكون صعباً، حيث يحتاج العديد من الآباء في المخيم إلى أطفالهم لجمع الأخشاب لحرقها أو لكسب دخل إضافي عن طريق القيام بأعمال غريبة.

وغالباً ما تغادر العائلات المخيم، بحثاً عن مأوى أفضل، بلا جذور دائمة في وضع لا يمكن لأحد أن يقول فيه ما هي الأماكن الآمنة، أو إلى متى ستبقى هكذا.

على الرغم من وقف إطلاق النار، فإن المخيمات لا توفر سوى القليل من الأمن، كما تراجعت درجات الحرارة في فصل الشتاء قليلاً، لكن ما لا يقل عن 12 طفلاً تجمَّدوا حتى الموت في درجات الحرارة المنخفضة أثناء الليل، والتي توقفت عن التجمد الشهر الماضي.

وتقول منظمات الإغاثة: إن حوالي ربع النازحين يعيشون على وجبة واحدة في اليوم.

وبما أن القنابل تسببت في خروج 84 مركزاً طبياً من الخدمة، فإن المراكز المتبقية تتأرجح تحت عبء آلاف المرضى الإضافيين، ونقص الإمدادات.

يعيش بعض النازحين في خيام، ولكن ينام الكثيرون في مبانٍ نصف منتهية البناء، تحت أشجار الزيتون، أو في بعض الحالات، تحت أي شيء.

كشفت دراسة استقصائية للجنة الإنقاذ الدولية، أن الخيام على طول الحدود التركية، التي مُنع منها اللاجئون، تضم 9 أشخاص في المتوسط.