الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

هل تخطط تركيا لغزو جديد لشرق سوريا؟

ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست»، في تحليل مطول، أن تركيا ربما تخطط إلى غزو جديد لشرق سوريا، وذلك لتشتيت الانتباه في الداخل التركي عن أزمة وباء كورونا، ومحاولة استغلالها لتحقيق مآربها التوسعية والاستعمارية.

ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن قيادة تركيا تزدهر بسبب الأزمات، فعلى مدى السنوات العديدة الماضية، اخترعت الحكومة في أنقرة أزمة جديدة كل شهر، وأحياناً مع الولايات المتحدة، لتحقيق أهدافها.

في أكتوبر 2019 قامت تركيا بغزو جزء من شرق سوريا، وتسببت في فرار 200 ألف شخص، وفي نوفمبر افتعلت أنقرة أزمات في ليبيا بصفقة طاقة في البحر الأبيض المتوسط.

وفي يناير وفبراير تلمَّست تركيا أزمات أخرى في إدلب، فقط، لتشجع المهاجرين على الذهاب إلى أوروبا في مارس. والآن قد تكون أنقرة تضع نصب عينيها أزمات جديدة في سوريا لصرف الانتباه عن وباء كورونا على أراضيها.

وظهرت في أوائل مارس الجاري، تلميحات عن خطة تركيا الجديدة لإخراج الولايات المتحدة من الأجزاء المتبقية من سوريا، حيث يحرس الأمريكيون حقول النفط ويواصلون دعم قوات سوريا الديمقراطية في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي.

وتحدَّث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً إنه بدعم روسي، يمكن لأنقرة بناء البنية التحتية لسوريا باستخدام عائدات النفط من شرق البلاد، مضيفاً: «يمكننا أن نساعد سوريا المدمرة على الوقوف على قدميها».

لتركيا تاريخ طويل في العمل من أجل تقسيم أجزاء من سوريا، بدأ منذ عام 2017 عندما انضمت مع روسيا وإيران إلى محادثات السلام السورية في أستانا، إلى أن بدأت في دعم المعارضة والفصائل المسلحة، واستخدمتهم لمحاربة الجماعات الكردية التي تدَّعي أنها مرتبطة بحزب العمال الكردستاني (الذي تصنفه إرهابياً).

وبعد ذلك، أرسلت تركيا هؤلاء المتمردين لتعزيز حربها في ليبيا بعد أن سعت أنقرة لصفقات الغاز والطاقة قبالة سواحل ليبيا في ديسمبر 2019، «هذا هو هدف تركيا: استخدام المتمردين لمحاربة الأكراد وكأدوات لسياسة أنقرة الخارجية، أثناء العمل مع روسيا بشأن بقية سوريا»، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

وقَّعت تركيا اتفاقاً مع روسيا في سبتمبر 2018 لإنشاء منطقة آمنة، وتحفيض التصعيد في محافظة إدلب.

وتريد روسيا أن تغادر الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة إدلب، في حين لا تعرف تركيا ماذا تفعل بهذه الجماعات، بما في ذلك أعضاء داعش مثل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي الذي عثرت عليه قوات أمريكية وقتلته على بعد بضعة كيلومترات من الحدود التركية.

ولإخراج الولايات المتحدة من شرق سوريا، ألمحت تركيا إلى واشنطن بأنها تعارض دور إيران في سوريا، رغم أنه في الماضي عملت أنقرة مع إيران، وسمحت لها بإنشاء شركات على أراضيها، وشجعت واشنطن على إقامة علاقات أكثر دفئاً مع طهران.

وحتى مع انتشار وباء كورونا، تريد وسائل الإعلام التركية تذكير المشاهدين بأنها تحارب «الإرهابيين» في شرق سوريا.