الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

خبراء: مخطط «خلية الأميرية» بمصر يحمل بصمات داعش والإخوان

واصلت أجهزة الأمن المصرية الأربعاء إجراءاتها لرصد وتتبع خيوط العمل الإرهابي الذي وقع أمس بإحدى ضواحي العاصمة المصرية القاهرة، الذي استشهد خلاله ضابط شرطة، فيما أصيب ضابط آخر وفردا أمن.

وفي الوقت الذي أشاد فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ببسالة قوات الشرطة، أشار العديد من المراقبين والخبراء الأمنيين بأصابع الاتهام إلى جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، لكونها الجماعة التي اعتادت شن هجمات مثل هذه في أوقات احتفال الأقباط المصريين بأعيادهم.

وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في بيان في وقت متأخر مساء الثلاثاء أنها تمكنت من رصد عناصر الخلية الإرهابية والتعامل معها في عملية أمنية استمرت قرابة 4 ساعات، تم إذاعتها عبر بث مباشر على إحدى القنوات الفضائية المصرية، ما أسفر عن مصرع 7 عناصر إرهابية عثر بحوزتهم على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، ولاقى هذا الحادث الإرهابي، إدانة واسعة.

مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق، اللواء محمد نور الدين، قال إن هذه التنظيمات الإرهابية، المنبثقة من التنظيم السري للإخوان المسلمين اعتادت على القيام بمثل هذه الأعمال، بالتزامن مع الأعياد الدينية، سواء للمسلمين أو الأقباط، والقيام بأعمال عدائية تستهدف كل مقدرات الشعب المصري، رغم أنهم يعلمون أنه لا يتردد أحد على أماكن العبادة الآن بسبب ظروف حظر التجوال.

وأشار إلى أن أجهزة الأمن نجحت في رصدهم، قبل تنفيذ جريمتهم بساعات ظناً منهم أن الظرف الذي تمر به البلاد مناسباً لتنفيذ هذا العمل الجبان، وهذا نجاح للأمن الوطني وأجهزة المعلومات المصرية.

وأضاف «نور الدين» لـ«الرؤية»، أنه للأسف الشديد، راح ضحية هذا الحادث أحد خيرة ضباط الأمن الوطني، موضحاً أن هؤلاء الجبناء الإرهابيين كانوا يحتمون بمنطقة شعبية، وهذا ما قيد رجال الأمن، الذين حرصوا على عدم إلحاق الضرر بالأهالي، في مواجهة الجبناء الذين يضربون في كل مكان، لذا وقع ضحايا من رجال الداخلية.

ويقول القيادي السابق المنشق عن جماعة الإخوان، ثروت الخرباوي، إن داعش هي من قامت بالعمل الإرهابي الخسيس أمس بالتنسيق مع جماعة الإخوان، فالعقار الذي كانت به هذه الخلية الإرهابية مملوك لأحد الإخوان، والمنطقة من المناطق المليئة بأفراد الجماعة الإرهابية، وبالتالي هناك قدر من التحالف والتنسيق والتوجيه.

ورجح الخرباوي أن تكون العملية التي كان من المزمع القيام بها بتنسيق بين تنظيم «داعش» الإرهابي وبقايا الإخوان، حيث إنها تحمل بصمات التنظيم وهو الذي دأب على تنفيذ تفجيرات ضد الكنائس، وهم بارعون في تنفيذ ذلك.

وأضاف الخرباوي، لـ«الرؤية»، أنه معروف أن العالم كله يمر بجائحة فيروس كورونا، ومصر من الدول التي بدأ الفيروس ينتشر فيها ببطء، لكن الأعداد بدأت تزداد في الفترة الأخيرة، لذا تستهدف جماعة الإخوان إحداث فوضى داخل المجتمع المصري، وتشتيت الجهود الأمنية في اتجاهات مختلفة، لإحداث حالة ارتباك في أجهزة الدولة المصرية.

وأشار إلى ان المستهدف كان تفجير عدد من الكنائس في توقيتات متعاقبة عبر توجيهات متتالية، ما يحدث ارتباكاً، وهذا هو ما يخططون له.

وتقول عميد كلية الإعلام بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، الدكتورة عزة هيكل، إن إذاعة العملية الأمنية على الهواء مباشرة، وخاصة في ذلك التوقيت الذي يجلس فيه جموع المصريين أمام التلفزيون في ظل الحظر، أعطى رسالة قوية للمتعاطفين مع الإخوان تكشف خسة وخيانة هذه العناصر للوطن، وفي نفس الوقت أعطت مصداقية للدولة.

وقالت إن البث المباشر للعملية يؤكد أن عيون الأمن الساهرة قادرة على المواجهة حتى في ظل الظروف الصعبة للغاية، التي يمر الوطن.

وأضافت لـ«الرؤية»، أن مصر وجهت رسالة قوية للداخل، وأيضاً للعالم بأنها دولة قادرة ومسيطرة على أرضها، ولديها قوة أمنية، وأيضا تغطية إعلامية جيدة، مشيرة إلى أنه قضى على أكاذيب الإخوان، وقنواتهم في قطر وتركيا.