مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، ألغت الجاليات الإسلامية في بريطانيا مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم داخل المساجد في ظل الحظر الذي يفرضه فيروس كورونا، وتسعى لإحياء الشعائر والاحتفالات عن بعد عبر التطبيقات الهاتفية ومنصات التواصل.
بعض المساجد سعت لإيجاد طرق جديدة للتواصل في رمضان تحت وطأة الإغلاق، منها إقامة صلاة التراويح عن بعد عبر قيام الإمام بالصلاة من منزله ويتبعه المصلون كل في منزله، كما ستستخدم تطبيقات عقد المؤتمرات بالفيديو لحفلات الإفطار الجماعي.
ويقول محمد كوزبار المسؤول عن إدارة مسجد فنسبيري في شمال لندن لصحيفة «الأوبزرفر» البريطانية إن المسجد الذي اعتاد أن يستقبل أكثر من 2000 مصلٍّ يومياً لقضاء صلاة التراويح خلال أيام شهر رمضان بالإضافة إلى عمل عشرات المتطوعين في مطبخ المسجد لإعداد وجبات الإفطار لأكثر من 300 صائم كل يوم، «للأسف سيفتقد كل هذا خلال رمضان الذي يهل بعد أيام».
وأشار كوزبار إلى أن أبواب المسجد مغلقة تماماً حالياً ولا يسمح لأحد بالدخول إلى قاعاته. وقال: «إنه أمر يدعو للحزن الشديد».
وكان مجلس مسلمي بريطانيا، وهو الهيئة الرسمية لتنظيم عمل المساجد ومنح التراخيص في أنحاء بريطانيا، قد دعا إلى تعليق جميع الأنشطة الجماعية في المساجد والمراكز الإسلامية في 16 مارس الماضي، قبل أسبوع من إعلان الحكومة أنه يجب إغلاق جميع أماكن العبادة بموجب أمر الإغلاق.
وأصدر المجلس الوطني للمساجد والأئمة في بريطانيا بياناً يوم الجمعة أكد فيه أن قرار مجلس مسلمي بريطانيا الخاص بالإغلاق التام للأنشطة الدينية الجماعية سيظل سارياً خلال شهر رمضان.
وقال قاري عاصم عضو المجلس الوطني للمساجد والأئمة وإمام مسجد ليدز في تصريحات للأوبزرفر: «سيعتبر التجمع لأداء صلاة التراويح أو عقد تجمعات لتناول وجبة الإفطار أو خلافه من أفراد ليسوا من الأسرة الواحدة في أي مسجد أو في منازل المسلمين أمراً غير مقبول وينم عن عدم المسؤولية».
وفي ظل تلك الظروف التي يمر بها العالم، لن يكون أمام مسلمي بريطانيا إلا الاعتماد على التكنولوجيا من أجل إحياء شهر رمضان الكريم هذا العام.
وأعلن مجلس مسلمي بريطانيا أن صلاة التراويح سوف تقام في موعدها عبر الإنترنت بحيث يكون الإمام ملتزماً منزله بينما يتبعه المصلون من منازلهم.
وأشار المجلس إلى أن جمع زكاة رمضان سوف يتم أيضاً عبر رابط على الإنترنت لتدخل هذه الأموال في حساب بنكي خاص بالزكاة وذلك بدلاً من دفعها في صناديق الزكاة في المساجد في السابق.
بينما يمكن أن تقام مناسبات لإفطار جماعي عبر منصات رقمية والتي تستخدم في عقد الاجتماعات إلكترونياً بحيث يتشارك الجميع فرحة رمضان ولكن كل في منزله، حسب مجلس مسلمي بريطانيا والذي نقلته وسائل الإعلام البريطانية الأحد.
وقال محمد هارون إمام مسجد تشاتام جنوب شرق لندن للرؤية: «لا يوجد أي مبرر لمخالفة تعليمات الحكومة البريطانية ولا توصيات مجلس مسلمي بريطانيا.
العالم يمر بظروف صعبة واستثنائية للغاية ونحن كمسلمين يجب أن نكون أول من يسعى للحفاظ على أرواح البشر وهو ما ينص عليه ديننا الإسلامي، فإذا كانت صلاة الجماعة في المساجد قد تسفر عن ضرر للأشخاص، فإنه من الواجب أن يتم إلغاؤها ونلزم جميعنا المنازل حتى يزيح الله الغمة».