الاثنين - 20 مايو 2024
الاثنين - 20 مايو 2024

المسلمون في العالم يبدأون الصيام في ظل قيود كورونا

بدأ المسلمون في العالم يوم الجمعة، صيام شهر رمضان في أوج انتشار وباء كوفيد-19، وسط جهود لمراعاة التباعد الاجتماعي، لكن مسؤولين دينيين ومواطنين في بعض الدول رفضوا الالتزام بإجراءات العزل.

وبدأ مسلمو غالبية الدول الصيام، فيما أعلن المغرب وإيران والسلطات الشيعية في العراق ولبنان أنّ أول أيام رمضان سيكون السبت.

وغيرت خطورة الجائحة العالمية الأولويات، حيث فُرضت قيود على التجمعات الكبيرة للصلاة وموائد الإفطار الجماعية في الأماكن العامة.

وتُلزم القيود ـ التي فرضتها معظم الدول ـ المساجدَ بإبقاء أبوابها مغلقة، وقلصت القيود على حركة إمكانية التجمع على موائد الإفطار التي تكون في أجواء عائلية واحتفالية في بعض الأحيان، مع العائلة الواسعة أو الجيران.

وعبّر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز مساء الخميس عن «ألم» جرّاء بلوغ شهر الصوم «في ظل ظروف لا تتاح لنا فيها فرصة صلاة الجماعة»، لكنه شدد على أن هذه الإجراءات هي «للمحافظة على أرواح الناس».

وأظهرت صور التقطت بطائرة مسيّرة صحن الكعبة ومحيط المسجد الحرام فارغين تماماً وسط شلل في الحركة في مكة، حيث تفرض السلطات حظراً للتجول.



وقرر العراق تخفيف حظر التجول من خلال السماح بالخروج من المنزل في ساعات النهار باستثناء يومَي عطلة نهاية الأسبوع.

واعتبر المرجع الشيعي علي السيستاني أنّ من لا يستطيع البقاء في المنزل ويتوجب عليه العمل في الخارج، يمكن ألّا يصوم إذا خشي من الإصابة بفيروس كورونا بسبب قلة المياه في جسده.

وتؤثّر إجراءات العزل بشكل خاص على الفقراء، حيث إن ملايين المحتاجين يعتمدون كل عام على المساعدات وموائد الإفطار المجانية التي عادة ما تقدمها المساجد (المغلقة هذا العام).

وقال صلاح جبريل في غزة «المساجد مغلقة والذين يساندوننا يمرون هم أيضاً بصعوبات».

في لبنان يفرض فيروس كورونا المستجد والأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد تغييراً في إحياء شهر رمضان وطقوسه مع اختفاء الزينة المعهودة من الشوارع وإلغاء صلوات التراويح واقتصار موائد الإفطار على أفراد الأسرة الضيقة في ظل حظر التجول والتزام الحجر المنزلي.

في مدينة طرابلس ذائعة الصيت بحلوياتها العربية التي تجذب اللبنانيين من المناطق كافة، يتوقع سامر الحلاب، وهو مالك محل «قصر الحلو»، أن «تنخفض المبيعات في شهر رمضان لأكثر من 75%، مقارنة بالسنوات السابقة».

والأمر مشابه في روسيا، حيث كانت موائد الإفطار تنتشر قرب المساجد، لكنها غابت هذا العام، بينما مُنع الصائمون في قرغيزستان وكازاخستان وأوزباكستان من الاجتماع مع أفراد آخرين من عائلاتهم في حال كانوا يقيمون في منزل آخر.

ونصحت طاجيكستان التي لم تتخذ أي إجراءات لمنع انتشار الفيروس، مواطنيها بعدم الصوم كي لا يتعرضوا «لأمراض معدية»، بينما يسري رمضان في تركمانستان، إحدى أكثر دول العالم انغلاقاً، من دون أي إجراءات استثنائية.

مخاطرة في إندونيسيا وباكستان

لن تشهد إندونيسيا التي تضم أكبر عدد من المسلمين في العالم، الأجواء الحماسية التي تسود خلال رمضان عادة. وقد دعت السلطات الدينية المسلمين إلى البقاء في بيوتهم.

لكن العديد من المسؤولين الدينيين رفضوا الالتزام بالقيود المرتبطة بانتشار وباء كوفيد-19.

وعارضت أكبر منظمة للمسلمين في إقليم أتشيه الإندونيسي الذي يعد منطقة محافظة، علناً الإجراءات الوطنية التي تلزم السكان بالبقاء في منازلهم.

وحضر آلاف المسلمين صلاة التراويح مساء الخميس في أكبر مسجد في باندا أتشيه، عاصمة الإقليم، مع أن الحشد كان أصغر حجماً من العادة.

وكشفت بؤر انتشار للعدوى في الأسابيع الأخيرة بين مجموعات مسلمة كبيرة في ماليزيا وباكستان والهند، الخطر الذي يشكله عقد تجمعات دينية كبيرة في آسيا.

وكانت منظمة الصحة العالمية دعت إلى وقف بعض العادات المرتبطة برمضان للحد من خطر انتشار فيروس كورونا المستجد.

وفي باكستان، اكتظت المساجد بالمصلين مع اقتراب شهر رمضان، وجلسوا بالقرب من بعضهم البعض بدون اكتراث بقواعد التباعد الاجتماعي.

وعبر الأطباء في باكستان عن قلقهم بشأن قرار الحكومة رفع القيود عن صلاة الجماعة في المساجد خلال شهر رمضان.

وسجلت باكستان 11155 إصابة و237 وفاة بالفيروس لكن الأطباء والحكومة يقولون إن التفشي لم يبلغ ذروته بعد.

وامتثالاً لنصيحة الأطباء أمرت حكومة إقليم السند في الجنوب بأداء صلاة التراويح في المنازل وخفض عدد المشاركين في صلاة الجماعة بالمساجد إلى ما بين 3 و5 أشخاص.

في بنغلادش، رفض رجال الدين توصيات السلطات التي تدعو إلى الحد من ارتياد المساجد.

وأمرت السلطات المساجد بقصر صلاة التراويح في المساجد على 12 شخصاً ومنعت موائد الإفطار الجماعية فيما أغلقت سريلانكا المساجد.

روح الالتزام ومقاومة للرغبات

في ماليزيا حيث غالبية السكان من المسلمين، تم تمديد إجراءات العزل حتى منتصف مايو. وقد أغلقت المساجد والمدارس ونشرت دوريات مراقبة للشرطة.

وقال رئيس الوزراء الماليزي محيي الدين ياسين في كلمة للشعب بثها التلفزيون «مثلما نفعل عندما نصوم، علينا مقاومة رغباتنا».

ولم تفتح حتى أسواق رمضان التي يتدفق عليها المسلمون لشراء حلويات ما بعد الإفطار بعد قرار بمنعها. لكن في المقابل، يمكن للسكان تسجيل طلبيات على موقع «إي-بازار» وتسلم مشترياتهم في بيوتهم... «ليس مهماً أننا لا نستطيع الصلاة معاً في المسجد. ربما تكون هذه منحة من الله لنصلي مع عائلاتنا في المنزل بدلاً من ذلك».

و حث قادة المسلمين في الهند السكان على الالتزام بإجراءات العزل العام المطبقة في البلد طوال الشهر. وينتهي العزل العام في الهند في الثالث من مايو. وسجل البلد 23076 إصابة و718 وفاة بالمرض.

وسيبث مركز عموم الهند الإسلامي للتعليم الديني تلاوة مباشرة لجزءين من القرآن يومياً من الثامنة حتى العاشرة مساء.

وقال خالد رشيد فيرانجي مهالي رئيس المركز «هذه أفضل طريقة للابتهال إلى الله وإبقاء الجميع سالمين، لن تكون هناك موائد إفطار جماعية على الإطلاق وبدلاً من ذلك ستستخدم الأموال لإطعام وإعاشة الفقراء».