الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

الكاظمي.. براغماتي ومفاوض ماكر لا يعادي أحداً

الكاظمي.. براغماتي ومفاوض ماكر لا يعادي أحداً

الكاظمي.. من القانون إلى الصحافة إلى رأس الحكومة العراقية. (أ ب)

دائماً ما كان يوصف رئيس الوزراء العراقي الجديد مصطفى الكاظمي بأنه مفاوض ماهر. والآن بات يتعين عليه تسخير شبكة علاقاته الواسعة في واشنطن لإنقاذ العراق من كارثة اقتصادية وسياسية.

تسلم الكاظمي، وهو مواليد بغداد عام 1967، رئاسة جهاز المخابرات الوطني العراقي في يونيو 2016، في خضم المعارك ضد تنظيم داعش الإرهابي.

ونسج خلال وجوده في هذا الموقع الإستراتيجي، الذي أبعده عن الأضواء، روابط عدة مع عشرات الدول والأجهزة التي تعمل ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

في بداياته، كان الكاظمي، الذي درس القانون في العراق، صحافياً وناشطاً مناهضاً للرئيس العراقي السابق صدام حسين من أوروبا، حيث عاش فيها سنوات لكنه لم ينضم إلى أي من الأحزاب السياسية العراقية.

وبعد 2003، عاد الكاظمي إلى بلاده ليشارك في تأسيس شبكة الإعلام العراقي، تزامناً مع دوره كمدير تنفيذي لـ«مؤسسة الذاكرة العراقية».

وفي عام 2016، كانت مفاجأة أن يعين رئيس الوزراء آنذاك حيدر العبادي كاتب العمود والناشط الحقوقي في رئاسة جهاز المخابرات.

إضافة إلى دوره في مكافحة الإرهاب والتهريب على أنواعه، طور الكاظمي مواهبه كمفاوض ووسيط.

ويقول سياسي مقرب من الكاظمي إنه «شخصية لا تعادي أحداً، صاحب عقلية براغماتية، ولديه علاقات مع كل اللاعبين الأساسيين على الساحة العراقية».

يعرف الكاظمي كيف يكون صديقاً لعدوين في ما بينهما. ومع علاقات قوية شرقاً وغرباً، أصبحت الطريق مفتوحة أمام رجل الظل هذا، الذي ذكر اسمه باستمرار خلال التسميات الحكومية.

ويقول مستشار سياسي مقرب من الكاظمي إن اسم الأخير طرح بالفعل عام 2018 بعد الانتخابات التشريعية التي أوصلت عادل عبدالمهدي المستقيل إلى السلطة.

ويعد اختيار الكاظمي المحاولة الثالثة لتشكيل حكومة جديدة منذ بداية 2020، بعد اعتذار عدنان الزرفي، وقبله محمد توفيق علاوي. لذلك، سعى الكاظمي بتأن وثبات لتأمين دعم سياسي له خارج حدود البلاد.

وبعد حصوله على دعم الطبقة السياسية العراقية التي تحتكر السلطة منذ 16 عاماً، سيضطر الكاظمي إلى إعادة نسج الروابط التي تقطعت مع العراقيين الغاضبين الذين تظاهروا خلال أشهر ضد السياسيين «الفاسدين».

وسيتعين عليه أيضاً محاولة التفاوض بشأن القنوات الاقتصادية الحيوية للبلاد، مع انهيار أسعار النفط عالمياً، إضافة إلى مسألة الإعفاءات الأمريكية للعراق من العقوبات على إيران.

ويرى مدير الدراسات في معهد الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد توبي دودج «أنه مفاوض بارز ولاعب ماكر».