الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

على أبواب السفارة.. عشرات الآلاف من العالقين الهنود يتوسلون لمغادرة قطر

نساء وأطفال، بكاء وتوسل من أجل الحصول على تذكرة للمغادرة.. كان هذا هو الحال داخل السفارة الهندية في الدوحة التي تعج يومياً بأفراد الجالية الذين يرغبون في العودة إلى بلدهم بعد تفشي وباء كورونا بشكل خطير في قطر خصوصاً بين العمالة الوافدة التي عانت من إهمال حكومي تسبب في هذه الكارثة.

موقع «أون مانوراما» الهندي الناطق باللغة الإنجليزية، قال إن الحكومة الهندية أطلقت في 7 مايو برنامجاً لإجلاء العالقين في الدولة الخليجية، وتمكنت من إعادة حوالي 12 ألف شخص حتى الآن، وأن المرحلة الثانية بدأت من السبت وتنتهي في الـ22 من مايو الجاري.

وقال التقرير إن حوالي 45 ألفاً من الجالية الهندية سجلوا للعودة إلى بلدهم وأن السفارة قد حددت الأولوية لعودة النساء الحوامل والمرضى ومن فقدوا وظائفهم، والمنتهية إقامتهم.

وقال الموقع في تقرير نشره اليوم الاثنين إن المشهد داخل القنصلية يوم السبت الماضي كان مؤثراً حيث كان هناك العديد ممن يتوسلون للعودة إلى ديارهم.

وظهر رجل يصطحب زوجته وطفلاً في عمر 8 أشهر وآخر 3 سنوات، لكنه لم يحصل إلا على تذكرة واحدة لعودة الزوجة. نفس المشهد تكرر مع آخر يصطحب زوجته الحامل وطفلاً وأخذ يتوسل للعودة مع زوجته لأن ظروفها الصحية غير مستقرة، دون جدوى.

هذا المشهد يأتي في ظل انتشار كبير للفيروس في قطر مما دفعها لتطبيق عقوبات صارمة على المخالفين للشروط الاحترازية وصفت بأنها الأقسى في العالم، بعد إقرار عقوبة السجن 3 سنوات لمن لا يرتدي القناع أثناء الخروج من المنزل.

الوضع بالنسبة للجالية الهندية والآلاف ممن يرغبون في مغادرة قطر جاء بعد تقارير تؤكد تفشي الوباء بين العمالة الآسيوية بسبب الإهمال الحكومي لهذه الفئات منذ بداية الأزمة.

فقد كشف تقرير لقناة «سي بي إس نيوز» الأمريكية السبت أن قطر باتت أخطر بقعة ينتشر فيها الوباء لا سيما في مخيمات العمال، مشيراً إلى أن السلطات المعنية تخفي الكثير من التفاصيل ولا تفصح عن مواقع الإصابات.

وقال التقرير إن مخيمات العمالة الضخمة تعاني من سوء الخدمات وتردي الأوضاع الإنسانية، ما تسبب في انتشار شرس للفيروس، بينما حذر خبراء الصحة في البنك الدولي أن قطر أصبحت أرضاً خصبة لانتشار الفيروس في جميع أنحاء البلد.

ويشكل القطريون أقل من 10% من السكان البالغ عددهم 2.5 مليون، ويعمل حوالي 600 ألف عامل معظمهم آسيويون في مشاريع البناء.

ويذهب العمال إلى مواقع البناء في الصباح، ثم يعودون بعد الظهر إلى مخيمات ضخمة بنيت خصيصاً لإعاشتهم على مشارف العاصمة لكنها تعاني من الاكتظاظ وتردي الخدمات، وفق تقارير حقوقية عديدة.

واستشهد التقرير بتصريح الدكتور سامح السحرتي، كبير الاختصاصيين الصحيين بالبنك الدولي، الذي أكد في كلمة ألقاها مؤخراً بمركز بروكنغز بالدوحة، «أن الزيادة كانت بطيئة نسبياً في الأسابيع القليلة الأولى، لكنها بدأت ترتفع بشكل كبير تقريباً من أسبوع إلى آخر».

وأوضح التقرير أنه منذ تأكيد الحالات القليلة الأولى لقطر بكورونا في مارس ارتفع العدد إلى ما يقرب الآن من 30 ألف حالة في أقل من شهرين. وانتشرت الحالات بين جميع سكان قطر، وبينما لا يعطي المسؤولون تفاصيل دقيقة عن مواقع تلك الإصابات، من الواضح أن العديد منهم داخل معسكرات العمل.

وقال مسؤول من مكتب الاتصال الحكومي القطري لشبكة «سي بي إس نيوز» إن البلاد «نفذت تدابير احتواء ووقاية واسعة النطاق وقلصت جميع الأنشطة الاجتماعية والحدائق المغلقة والمرافق الترفيهية والمساجد المغلقة وأماكن العبادة الدينية الأخرى والمحلات المغلقة والمطاعم لكن مع ذلك لا تزال الإصابات ترتفع بشكل يومي».