الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مزيج «الفضيلة والبلطجة».. استراتيجية الخطوط القطرية للنجاة في زمن كورونا

مزيج «الفضيلة والبلطجة».. استراتيجية الخطوط القطرية للنجاة في زمن كورونا

طائرة تابعة للقطرية قبل هبوطها بمطار هيثرو بلندن.(رويترز)

فاجأت الخطوط الجوية القطرية صناعة الطيران العالمية خلال أزمة فيروس كورونا بمواصلة رحلاتها في وقت كانت فيه كل شركات الطيران بالعالم تقريباً متوقفة، في محاولة من الشركة لتحسين صورتها في الأسواق عبر حملة علاقات عامة في وقت الأزمات.

وبحسب تقرير منشور على موقع «افيشاين بروز» المتخصص في أخبار الطيران فإنه في الوقت الذي كانت فيه كل شركة طيران تقريباً في العالم تعاني من التباطؤ في السفر والنزيف المالي، كان لدى شركة النقل القطرية المملوكة للدولة خيار تقليل هذا الاضطراب إلى الحد الأدنى عبر طرق جديدة.

وقال التقرير إنه لأسباب ربما تكون معروفة فقط للإدارة العليا في المقر الرئيسي للشركة في الدوحة، راهنت الخطوط الجوية القطرية على استراتيجية هي مزيج من إشارات الفضيلة والبلطجة المؤسسية، في إضافة لسجل قطر الحافل بالانتهاكات ضد العمال.

وذكر التقرير أن الخطوط القطرية أعلنت عن تذاكر مجانية لـ100 ألف من العاملين في المجال الطبي في محاولة منها للظهور بأنها تحتفي بالعاملين في الخطوط الأمامية في وقت تفشي الفيروس القاتل.

وفي الوقت الذي تواجه فيه شركات النقل في جميع أنحاء العالم مشاكل حادة في التدفق النقدي نتيجة لإغلاق المطارات وانهيار حركة الركاب، لا يمكن لوم المسؤولين التنفيذيين والمديرين الماليين لمحاولتهم التفكير خارج الصندوق.

لكن خطة التذاكر المجانية للخطوط الجوية القطرية كشفت عن محاولة لتحويل انتباه وسائل الإعلام بعيداً عن قرارات خفض التكاليف في خضم أزمة الوباء، عبر الاستغناء عن عدد كبير من موظفيها، بحسب التقرير المنقول عن موقع «أراب نيوز».

وقال التقرير إن الشركة كانت تضيف مقاعد إضافية إلى شبكتها لأن مهمتها كانت «جمع شمل الركاب العالقين مع أحبائهم»، كما تزعم هو ما دفع إلى التدقيق في وضعها المالي وتعاملها مع الموظفين في إطار خطة تخفيض النفقات ومعاملة طاقم الطيران، بالإضافة إلى الانتهاك المتفشي لحقوق العمال من قبل الشركات القطرية.

وبحسب الأرقام فإن الشركة تعاني من خسارة 314 مليار دولار في الإيرادات المتوقعة لشركات الطيران هذا العام. كما أنها طلبت 200 مليار دولار من المساعدات الحكومية المطلوبة من قبل شركات الطيران. وقررت الشركة تخفيض 20% من القوى العاملة لديها، بحسب اتحاد النقل الجوي الدولي.

ونقل التقرير عن مضيف من دولة آسيوية قوله «لم يكن لدينا خيار. اضطررنا للعمل في هذه الرحلات الجوية أو يتم فصلنا».

وأضاف المضيف الذي لم يرغب في الكشف عن هويته خوفاً من فقدان وظيفته، أن المديرين يهددوننا باستخدام لغة مسيئة، قائلين أشياء مثل «خذ هذه الرحلة أو عد إلى بلدك في العالم الثالث».

وتابع «لقد طُلب من بعض الموظفين الذين يتمتعون بمظهر جيد أو الذين تفضلهم الإدارة، وخاصة الأوروبيين الظهور على شاشة شبكة «سي إن إن» للتعبير عن سعادتهم برحلات نقل الطواقم الطبية التي أعلنت عنها الشركة».

وأشار إلى أنه تم الدفع لهم بسخاء كبير للقيام بذلك، على الرغم من أنهم لم يخدموا بالضرورة في هذه الرحلات الجوية أو تحمل أي مخاطر. لكن موظفي الضيافة الذين أجبروا على العمل في تلك الرحلات لم يتلقوا سوى التهديدات.

كان لدى مجموعة الخطوط الجوية القطرية، التي تحتسب شركة الطيران من بين أصولها أكثر من 46 ألف موظف في نهاية السنة المالية الأخيرة التي تم الإعلان عنها في مارس 2019. وأعلنت الشركة مؤخراً عن خطط الاستغناء عن 20 % من القوى العاملة لديها، بحسب «بي بي سي».

وقال التقرير إن الخطوط الجوية القطرية لم ترد على طلبها للتعليق والرد على استفساراتها بشأن انتهاكات حقوق العاملين لديها، بعد تقارير عن خطط للاستغناء عن نحو 5 آلاف من العاملين.

وقالت هذه التقارير المسربة إن أحد المعايير لتحديد من سيتم فصله هو السن حيث من المقرر الاستغناء عمن أمضوا أكثر من 15 عاماً في خدمة الشركة. وقد عزز هذه التسريبات هو أن سياسة الاستغناء عن الخبرات والاستعانة بالشباب راسخة ومتأصلة في سياسات التوظيف والطرد من الخطوط الجوية القطرية التي كانت تتباهي بأن أغلب موظفيها من الشباب.