الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

إجراءات الحظر والقيود تخيم على أجواء العيد في كل أنحاء العالم الإسلامي

تحتفل معظم دول العالم الإسلامي اليوم بعيد الفطر وسط أجواء غير مسبوقة تراوحت بين الحظر التام والمخفف على حركة الناس خوفاً من انتشار كبير لفيروس كورونا، ما ألقى بظلاله على أجواء الاحتفالات والتجمعات التي تميز هذا اليوم.

في المملكة العربية السعودية، تم فرض حظر كلي لمدة 24 ساعة، منذ السبت آخر يوم في رمضان حتى الأربعاء.

فيما أعلنت الحكومة المصرية فرض حظر تجوال جزئي في الفترة من 24 وحتى 29 مايو لمدة 13 ساعة خلال هذه الأيام، ليبدأ منع التجوال من الخامسة مساء وحتى السادسة صباحاً، مع استمرار إغلاق المحال والمراكز التجارية والشواطئ والحدائق.

وتحتفل اليوم أغلب الدول العربية والإسلامية بالعيد باستثناء بعض الدول الأفريقية مثل موريتانيا ومالي والصومال.

وأعلن مجلس الوزراء العراقي، فرض حظر تجوال شامل طيلة أيام العيد حتى الخميس.

وفي الأردن أعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة، أن أول أيام العيد سيشهد حظراً شبه كامل، يشبه ما يتم يوم الجمعة، حيث السماح للأشخاص بالخروج سيراً على الأقدام فقط.

وفي الكويت، أعلنت السلطات استمرار الحظر الكلي المقرر منذ 10 مايو الماضي وحتى 30 مايو الجاري، لمدة 24 ساعة.

وفي الوقت الذي اتخذت فيه معظم الدول قراراً بحظر التجوال الذي تنوع بين الكلي والجزئي، قررت سلطنة عمان عدم فرض حظر تجوال، لعدم جدواه حسبما أعلن وزير الصحة الدكتور أحمد السعيدي، خلال مؤتمر صحفي عقد الخميس. وكانت السلطنة قد سجلت حتى أمس الأول 7257 إصابة بفيروس كورونا.

وفي السودان، كانت اللجنة العليا للطوارئ الصحية أعلنت حظر التجوال الكلي في العاصمة الخرطوم، لمدة أسبوعين بدءاً من 19 مايو الجاري، ما يعني استمرار الحظر حتى نهاية أيام العيد.

وفرضت تركيا أول إغلاق تام في كل أنحاء البلاد خلال العيد من أجل احتواء انتشار فيروس كورونا المستجد. وبدأ الإغلاق منتصف ليل منذ السبت مع حظر تجوال جزئي لمدة 4 أيام في كافة الولايات التركية، ضمن تدابير مكافحة فيروس كورونا.

وأغلقت محال بيع الأغذية والخضراوات والفواكه واللحوم والبقوليات أمس الأول أبوابها من الخامسة مساء على أن تعاود الفتح الأربعاء. وفي فترة الحظر، ستواصل الأفران ومحال الحلويات عملها مع خدمة التوصيل إلى المنازل.

وأعلنت تركيا الجمعة ارتفاع حصيلة إصابات كورونا إلى 154 ألفاً و500، والوفيات إلى 4 آلاف و276، في حين بلغ عدد المتعافين 116 ألفاً و111 شخصاً.

في إيران استعدت الدولة السبت لإعادة فتح الأعمال والأماكن الدينية والثقافية، وذلك مع تخفيف القيود المفروضة لاحتواء جائحة فيروس كورونا.

وقال الرئيس حسن روحاني للتلفزيون الرسمي إن المتاحف والأماكن التاريخية ستعيد فتح أبوابها اليوم الأحد بالتزامن مع الاحتفال بعيد الفطر.

وسيعاد فتح الأضرحة، التي كان بعضها بؤراً للجائحة في إيران، يوم الاثنين.

كان روحاني قد قال الأسبوع الماضي إن الأضرحة ستفتح أبوابها لمدة 3 ساعات في الصباح و3 ساعات بعد الظهر، وستظل بعض الأماكن في الأضرحة مغلقة مثل الممرات الضيقة.

وسيعود جميع العاملين في الدولة إلى أعمالهم يوم السبت المقبل.

وقال روحاني «يمكننا القول إننا تجاوزنا المراحل الثلاث فيما يتعلق بفيروس كورونا». وتقول بيانات وزارة الصحة إن أكثر من 7000 توفوا حتى الآن في إيران بسبب الجائحة، وزاد عدد المصابين على 130 ألف حالة.

وهنأ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المسلمين حول العالم بعيد الفطر المبارك، داعياً إلى استلهام دروس شهر رمضان الكثيرة والمتمثلة في الرحمة والتعاطف والكرامة والحقوق والاحترام المتبادل والتفاهم والوحدة والتضامن.

جاء ذلك في كلمة له خلال مناقشة تفاعلية افتراضية مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بعنوان: «كوفيد-19.. تعزيز التعايش والمسؤولية المشتركة»، معرباً عن شكره للكثير من أعضاء المنظمة على دعمهم لنداء وقف إطلاق نار عالمي بهدف التركيز على مكافحة فيروس كورونا المستجد.

وعبر غوتيريش عن امتنانه للحكومات والشعوب في جميع أنحاء العالم الإسلامي ممن يمتثلون أمور دينهم ويدعمون أولئك الفارين من الصراع، في أفضل تقاليد إسلامية للضيافة والكرم، واصفاً ذلك بأنه درس رائع في هذا العالم حيث أغلقت أبواب كثيرة أمام أولئك الذين يحتاجون إلى الحماية، حتى قبل جائحة كوفيد-19.

وقال الأمين العام:«إننا نحتاج إلى التضامن لضمان أن يؤدي التعافي من الأزمة إلى اقتصادات ومجتمعات أكثر تكافؤاً وشمولاً واستدامة، ودعونا نعترف، قبل كل شيء، بأننا بالفعل جسم واحد، عالم واحد، وأمم متحدة واحدة».

إجراءات الحظر والقيود، أثارت حالة من الحزن والأسف على موقع التواصل الاجتماعي بسبب إعلان عدد من الدول، عدم إقامة صلاة العيد في المساجد في إطار إجراءات الوقاية.

وكانت هيئة كبار العلماء في مصر برئاسة شيخ الأزهر قد أقرت الأحد الماضي، جواز صلاة العيد في المنازل بدون خطبة، لتعذر إقامتها في المساجد أو الخلاء.

فيما أعلنت وزارة الأوقاف في غزة، إقامة صلاة العيد باتباع جملة من الإجراءات الوقائية، منها التباعد بين المصلين، ووضع كمامة، واصطحاب سجادة الصلاة.

وفي السعودية أمر الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بإقامة صلاة العيد في الحرمين الشريفين بدون حضور مصلين، حسبما أعلن الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين الشيخ عبدالرحمن السديس.

من جانبه، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، الدكتور سعيد صادق، لـ«الرؤية»، إن الإجراءات التي اتخذتها معظم الدول العربية مناسبة وحازمة.

وأضاف بما أن العادات والتقاليد قوية، لا بد أن تقابل بالقوة، فرمضان وعيد الفطر لهما ممارسات اجتماعية معينة، كانت ستحتم اللقاء والتجمع بشكل أو بآخر وجهاً لوجه، لذا كان لا بد من المنع، واتخاذ هذه الإجراءات الشديدة.