السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

هل فقدت إيران نفوذها في العراق بعد مقتل سليماني وضعف خليفته؟

هل فقدت إيران نفوذها في العراق بعد مقتل سليماني وضعف خليفته؟

ميليشيات حزب الله تندد بمقتل سليماني - رويترز

وجه مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني صفعة قوية للنفوذ الإيراني في العراق وبدا خليفته في مظهر لا يمكّنه من إدارة الملف العراقي بالشكل المطلوب نظراً لافتقاره للكاريزما والعلاقات التي كانت لدى سلفه.

وبعد مقتل سليماني عهدت إيران بالانتقام من الولايات المتحدة من خلال ميليشياتها التي تتمركز في العراق، وطالبت الكتل الموالية لإيران في البرلمان العراقي بإنهاء الوجود الأمريكي في العراق، ولكن حتى الآن لا تزال القوات الأجنبية متمركزة في أنحاء العراق، في حين قامت الميليشيات المدعومة من إيران بتنفيذ هجوم صاروخي واحد في مارس الماضي كإشارة للانتقام لسليماني.

وتشير صحيفة التلغراف البريطانية إلى أن رئيس الوزراء العراقي الجديد مصطفى الكاظمي هو أكثر رفضاً للوجود الإيراني في العراق.

وعلى مدى السنوات الأربع الماضية كان مصطفى الكاظمي يدير جهاز المخابرات العراقي وعمل بشكل وثيق مع التحالف في القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي.

وبحسب التلغراف قال النائب الكردي سركوت شمس إن منهج الكاظمي هو ليبرالي وغير طائفي ولا يريد الاحتكاك بإيران وهو مؤيد للعراق فقط، كما أنه يدرك أهمية الدعم الأمريكي للعراق.

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك أزمة بين العراق وإيران تلوح في الأفق في منتصف يونيو، حيث من المتوقع أن تعقد الولايات المتحدة والعراق حواراً استراتيجياً لتحديد علاقتهما المستقبلية.

وبعيداً عن مطالب سحب القوات من المتوقع أن تضغط أمريكا والتحالف من أجل الاستمرار من أجل ضمان عدم عودة تنظيم داعش الإرهابي.

وتعكس صورة استلام الكاظمي لمهام رئيس الوزراء حقيقية أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الذي حل مكان سليماني لم يكن له التأثير ذاته لسلفه.

وكان إسماعيل قاني قد زار بغداد في أواخر مارس في محاولة للتأثير على اختيار رئيس الوزراء الجديد، ولكنه بصفته لا يتحدث العربية ويفتقر إلى مهارات سليماني وعلاقاته الشخصية حظي باستقبال فاتر، ورفض بعض كبار القادة الشيعة مقابلته.

وقال مسؤول غربي لصحيفة التلغراف إن سليماني كان يلعب دوراً كبيراً في التأثير على آراء سياسيين عراقيين مختلفين، وكافح خلفه إسماعيل قاني ليفعل ذلك إلا أنه لم ينجح وهذا ما أثبته تشكيل الحكومة الجديدة.

وكان تعيين الكاظمي خياراً مفاجئاً بالنسبة للكتل الموالية لإيران في الحكومة العراقية، ويعتقد النائب سركوت شمس أن العلاقة مع طهران تواجه بروداً منذ الاحتجاجات المناهضة للحكومة والتي تعتبر صرخة قومية ضد النفوذ الإيراني.

وأضاف شمس أنه تلقى تهديدات بالقتل من الميليشيات الإيرانية لرفضه التصويت لصالح انسحاب القوات، وأكد أن ضغط الاحتجاجات كان هائلاً بالنسبة لإيران.

وكان أول ما قام به الكاظمي عندما تسلم منصبه هو الأمر بإطلاق سراح مئات المعتقلين الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات، كما وعد بإجراء تحقيق عادل في الاعتداءات التي شنت ضد المتظاهرين، والتي تسببت بمقتل 600 شخص.

ومن المرجح أن تعتمد واشنطن بشدة على الكاظمي للتخلص من النفوذ الإيراني والتدخل بالشأن العراقي.

ويرى محللون أن الولايات المتحدة تنتظر تأكيدات بشأن وضع حد للميليشيات الإيرانية، وسيؤدي هذا التعاون لفرض عقوبات ضد المصالح الإيرانية المالية في العراق.

ولكن هناك مخاوف من أن يواجه الكاظمي صداً من الكتل العراقية الموالية لإيران، وحينها يمكن لواشنطن سحب الدعم المالي الذي تقدر قيمته بالمليارات من الحكومة العراقية.

ومع ذلك يرى المحللون أن إيران لا تزال راسخة في العراق من خلال ميليشياتها والكتل السياسية الموالية لها وشبكات الأعمال ولا يمكن حتى الآن التوقع بالنتيجة الحاسمة للمنافسة الأمريكية الإيرانية.