الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

فقاعة الأوهام القطرية.. 3 سنوات من العناد والرهان الخاسر

تحل اليوم الذكرى الثالثة للمقاطعة العربية للنظام القطري بسبب دعمه للإرهاب وممارسة سياسات مناوئة للمصالح العربية. وفضل نظام الدوحة الارتماء في أحضان خصوم إقليميين للأمة العربية، وتخندق في فقاعة أوهام يغذيها التحالف مع أولئك الخصوم، والانخراط في مشاريع اقتصادية ومخططات سياسية ذات كلفة باهظة بشهادة خبراء ومحللين. ويبدد نظام الحمدين مليارات الدولارات من موارد القطريين ليقنع نفسه ويقنع العالم بالعظمة الزائفة التي يتوهمها.

المكابرة والعناد لم تؤد يوماً سوى للخسارة، وهو درس لا تتسع له فقاعة الأوهام القطرية. وأكد محللون أن النظام القطري، بدلاً من العودة إلى الصف العربي، فتح ذراعيه لنظام الملالي في إيران ونظام أردوغان في أنقرة لمزاحمة القطريين في مواردهم وأراضيهم، فقط نكاية في الدول العربية الكبرى.

وكان رباعي المقاطعة العربية، السعودية والإمارات ومصر والبحرين، قرر مقاطعة الدوحة في 5 يونيو 2017، وفي 22 من نفس الشهر، عرضت دول الرباعي العربي، على قطر قائمة من 13 طلباً وحددت لها مهلة 10 أيام لتنفيذها.


وأكد عضو المجلس الوطني الاتحادي بالإمارات، ضرار الفلاسي، عدم وجود أي بوادر قطرية تدل على الاستجابة لمطالب الرباعي العربي، وأن الدوحة ماضية في العناد ودعم الإرهاب والعمل التخريبي في كل مكان، مشيراً إلى التمادي القطري في هذه الممارسات التي أدت للمقاطعة.


أداة في يد الخصوم

وقال الفلاسي، إن قطر أصبحت أداة في يد الغرباء والخصوم الإقليميين، وجعلت أرضها مرتعاً للنظامين التركي والإيراني، يتحكمون بها وبقراراتها، مؤكداً أن القيادة القطرية أضحت رهن إشارة تلك الدول التي لا تريد لمنطقتنا العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص إلا الدمار.

وأشار إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية تعيث في الأراضي القطرية كيما تشاء، تحت حماية الأتراك، وباتت أموال الشعب القطري مصدراً سخياً لتمويل الجماعة وأنشطتها الإرهابية، وزعزعة المنطقة، وإشعال النزاعات.

وأضاف أن الحكومة القطرية تواصل دعم الإرهاب، والميليشيات المسلحة في ليبيا وسوريا، وهذا فشل في استقراء الوضع السياسي في المنطقة، فلن ينفعها في المستقبل الرئيس التركي الذي تآكلت شعبيته في بلاده، ولا نظام الملالي المهدد بالسقوط في أي لحظة، فالحقيقة أنه لا يمكنها مواصلة الانفصال عن محيطها العربي المشتركة معه في الأرض والمصير.

وتابع بأن النظام القطري يظن أن ارتماءه في أحضان تركيا وإيران سيجلب له المكاسب، ويعوضه عن خسائره السياسية أو المادية، ولكن العكس صحيح، فتركيا وإيران تعملان بأجندات، ووقوفهم بجانب حكومة الدوحة غرضه نهب أموال الشعب القطري.

عقدة القيادة

وقال الكاتب والمحلل السياسي السعودي، أحمد آل إبراهيم، إن النظام القطري لديه هوس من الدول العربية الكبرى مثل مصر والإمارات والسعودية، ولهذه يواصل العناد والارتماء في أحضان أعداء المنطقة الذين يتربصون بها.

وأضاف آل إبراهيم لـ«الرؤية»، أن حمد بن خليفة الذي، انقلب على والده، أسس نظامه على كراهية العرب والتحالف مع الأعداء التقليديين، ولا يزال قائماً رغم تسليم السلطة لنجله تميم.

وقال إنه لا يخفى على أحد أن المشروع القطري يتركز على ضرب وتفكيك الدول العربية الكبرى لصالح الأتراك والجماعات الإرهابية.

وأشار إلى أن قطر تريد أن تكون دولة مساحتها صغيرة وتقود العالم من مركز بسيط، لافتاً إلى أن الشعب القطري يغلي في الداخل، لأنه فقد محيطه العربي ونسيجه الخليجي، وأصبحت أراضيه مرتعاً للفرس والترك والجماعات الإرهابية.

وأكد أن المملكة لم تعد مشغولة بالدوحة في الوقت الحالي، فلديها مشروعات إصلاحية على مستوى القوانين وبناء مؤسسات الدولة، كما أن جائحة كورونا سيطرت على المشهد العالمي برمته، مُشدداً على أن قطر سوف ترضخ في النهاية لمطالب الرباعي العربي، حين تتكشف أمامهم الخدعة الفارسية التركية.

وأوضح أن قناة الجزيرة، السلاح الأقوى لدى قطر فقدت مصداقيتها في الشارع العربي، فهي على مر السنين تنشر الأكاذيب لإثارة القلاقل في العالم العربي، ولعل التسريبات التي بدأت في الظهور حول طريقة عمل القناة تؤكد هذا الكلام.

توزيع الأدوار

وعن آلية عمل النظام القطري وتوزيع الأدوار داخله، قال الناشط والمعارض القطري، جابر آل كحله، إن أمير قطر تميم بن حمد، متحدث باسم الحكومة لا أكثر، وإن حمد بن خليفة، لا يزال يتحكم في إدارة شؤون الدولة، فضلاً عن تدخلات والدة الأمير الشاب في اتخاذ القرارات.

وأضاف أن أعداء الأمة العربية فشلوا في تدميرها بأنفسهم خلال الحروب الماضية، فعمدوا إلى تجنيد من يقوم بهذا الدور، وكانت حكومة قطر هي اختيارهم، وهذا ما يؤكده التدخل القطري في شؤون الدول العربية الكبرى، وتسخير قناة الجزيرة في بث الأكاذيب وإثارة الفتن بين الشعوب، ومهاجمة الأنظمة السياسية بهدف تدمير أكبر عدد ممكن من البلدان العربي لخدمة الأجندات الصهيونية.

واستبعد وجود أي نية من الجانب القطري للمصالحة العربية، ولكن بعض المقربين من النظام الحاكم يقولون إن الأزمة اقتربت من نهايتها، وهي تصريحات موجهة للداخل، لامتصاص غضب العقلاء والمتضررين.

وأشار إلى أن المخطط التدميري الذي تعمل قطر على تنفيذه قد نجح في سوريا وليبيا واليمن، وتدمير شعوبها، وتقسيمها إلى مناطق نفوذ على أساس قبلي أو مذهبي.