الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تقرير ألماني: الغرب خلق الإرهاب في ليبيا عبر دعم تركيا والإخوان لمواجهة روسيا

تقرير ألماني: الغرب خلق الإرهاب في ليبيا عبر دعم تركيا والإخوان لمواجهة روسيا

وزير الخارجية التركي مولود أوغلو في زيارة لطرابلس.(أ ف ب)

تواجه ليبيا حالياً مخاطر جسيمة في ظل تصاعد الموقف ومؤشرات لتقسيمها، في ظل صمت واضح من حلف شمال الأطلنطي «الناتو» على تركيا وجماعة الإخوان المسلمين هناك لتثبيت وجودهم في السلطة، ظناً منهم بأن هذه هي الطريقة المثلى لمواجهة التواجد الروسي في المنطقة.

وقال تقرير لصحيفة «دير فرايتاغ» الألمانية بعنوان «مستقبل ليبيا في خطر أكثر من أي وقت مضى» إنه منذ أن تدخلت تركيا عسكرياً بشكل كبير في ليبيا وبدأ حلفاؤها في حكومة السراج في ارتكاب فظائع لا لبس فيها، وآلة الدعاية الغربية تعمل بأقصى سرعة للتستر على هذه الجرائم التركية وتلقي باللوم على الروس وحلفائهم من الجيش الوطني الليبي في كل شيء.

وأشار التقرير إلى أن الإعلام الغربي يركز قلقه على الوجود الروسي في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ​​وأن الخطر في ليبيا يأتي من قادة الشرق وأنهم المسؤولون عن المقابر الجماعية على الرغم من عدم تقديم أدلة لذلك.

ونوه إلى أنه يتم تثبيت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل دائم في الغرب على أنه العدو والشرير وأنه يجب أن يكون ذريعة لعملية عسكرية تركية حتى يتمكن الرئيس رجب طيب أردوغان من أن يقوم بـ«العمل القذر»، على حد وصف التقرير.

ووضع التقرير سيناريوهات مختلفة لمستقبل ليبيا منها أن يستمر الوضع الراهن على ما هو عليه من شبه تقسيم بين شرق يسيطر عليه الجيش الوطني الليبي وغرب تحت سيطرة حكومة السراج وتركيا والميليشيات، وتساءل التقرير عن وضع مدينة سرت التي تحاول الأطراف كلها السيطرة عليها.

وأكد أن الانقسام سيكون قاتلاً لليبيا لأنه يضعفها ويحرمها من كل السيادة، وتحدث عن المطامع التركية ونيتها بناء قاعدتين عسكريتين والحصول على الموارد النفطية هناك، وأنها أمنت الإخوان المسلمين في طرابلس وأصبح لديهم تحكم بالفعل في أموال البنك المركزي الليبي، واصفاً ذلك بـ«استعمار من نوع جديد».

وأشار التقرير إلى أن هناك العديد من القبائل والمدن في غرب ليبيا تدعم الجيش الوطني الليبي والبرلمان، وتخشى من حكم الميليشيات والعصابات الإجرامية في هذا الجزء من البلاد. وأنه من غير المحتمل أن تقبل هذه القبائل ببساطة بحكم القهر التركي والاستسلام لمصيرهم.

وأكد أنه يمكن يؤدي ذلك إلى أن تكون ليبيا سوريا جديدة حيث إن الأمر سيكون خطيراً للغاية إذا حاولت تركيا الاستيلاء على سرت أو الجفرة باستخدام القوة العسكرية، وخاصة أن مصر لن تتسامح مع حكم الإخوان المسلمين على حدودها. كما أنه يمكن لروسيا أن تتخذ موقفاً عسكرياً لوقف تقدم أردوغان إلى الشرق.

وأكد التقرير أن ليبيا أصبحت بمثابة كرة اللعبة للقوى العالمية وخاصة أن الولايات المتحدة ترغب أن تكون في السيطرة على هذه المنطقة أيضاً وترى أنه يجب طرد روسيا والصين من أفريقيا والبحر المتوسط ​.

ووضع التقرير سيناريو أيضاً لمستقبل ليبيا على غرار أفغانستان حيث يمكن للغرب أن يحارب إلى الأبد الإرهاب الذي خلقه من خلال دعم تركيا والإخوان باسم «الحرب على الإرهاب»، والحفاظ على الفوضى في البلاد واستغلالها بالتعاون مع السياسيين الفاسدين.

وأكد أن الولايات المتحدة ترى أن أردوغان أقل خطراً من بوتين وأن حلف الناتو يعتقد أن روسيا عدو يمكنه أن يواجه عبر تركيا.

كما نوه إلى أن حلف الناتو يدرك مطامع أردوغان وربما سيقوم بالتخلص منه في أقرب وقت ممكن، وهو الأمر الذي يدركه الرئيس التركي أيضاً ويجعله أكثر خطورة وعنفاً في سياساته.

وأشار التقرير إلى أن الشعب الليبي هو الضحية لكل ما يجري وأن حلف الناتو قدم وعوداً عام 2011 بجلب الحرية والديمقراطية للبلاد بعد مقتل معمر القذافي، ولكنه بدلاً منذ ذلك جعل البلاد ساحة معركة للدول الأجنبية وبؤرة للتطرف والميليشيات الإجرامية.