السبت - 11 مايو 2024
السبت - 11 مايو 2024

مطالبات باصطفاف العرب لمواجهة أطماع تركيا وحماية الأمن القومي

مطالبات باصطفاف العرب لمواجهة أطماع تركيا وحماية الأمن القومي

الرئيس السيسي وأردوغان في صورة مجمعة .(أ ف ب)

تتوجه الأنظار، غداً الثلاثاء، إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي دعت إليه مصر لمناقشة ملفي ليبيا وسد النهضة.

ويأتي الاجتماع المرتقب بعد أن لوح الرئيس عبدالفتاح السيسي بـ«تدخل عسكري مباشر» في ليبيا، إذا واصلت الميليشيات التابعة لحكومة فايز السراج التقدم نحو سرت، المدينة الاستراتيجية الواقعة على البحر الأبيض المتوسط.

وحذر الرئيس المصري من أن الخط الواقع بين سرت في شمال ليبيا والجفرة في جنوبها هو «خط أحمر»، محذراً من تداعيات خطيرة لمخططات إقليمية يجري نسجها على حساب الشعب الليبي.

تصريحات الرئيس السيسي لاقت دعماً وتأييداً عربياً خصوصاً من جانب الإمارات والسعودية والبحرين والأردن، مؤكدين الوقوف مع مصر في الدفاع عن الأمن القومي العربي، وهو موقف أكد محللون سياسيون تحدثوا لـ«الرؤية» ضرورة اتخاذه من باقي الدول العربية للوقوف في وجه الأطماع التركية في المنطقة وليس في ليبيا وحدها.

وقال المحلل السياسي السعودي، أحمد آل إبراهيم، إن الخطر التركي على الأمن القومي العربي بات واضحاً للجميع، وإن الوقت هو وقت الاختيار بين الانحياز الكامل لحماية عالمنا العربي من عربدة الرئيس التركي أو الاستسلام لمستقبل ليس فيه سيادة عربية.

وأضاف آل إبراهيم لـ«الرؤية»، أن دول الخليج تعي هذا الخطر جيداً، ولهذا خرجت السعودية والإمارات والبحرين، ببيانات تأييد كامل لحق مصر في الدفاع عن أمنها القومي وأمن العرب جميعهم، لافتاً إلى أن قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي لا يهمها أمن العرب وسيادتهم، وتؤدي دورها المرسوم لها من القوى المعادية لنا، وتواصل سعيها لتدمير البلدان العربية بدعم الإرهاب في ليبيا تارة ودعم الحوثيين في اليمن تارة أخرى.

ومن جهته، قال أستاذ القانون الدولي، في جامعة صلاح الدين العراقية، الدكتور هلمت غريب، إن تركيا تحاول السيطرة على العالم العربي بالقوة، لاستعادة العصر العثماني البائد من جديد، لافتاً إلى أن أحد أهم أهداف الحزب الحاكم في أنقرة بسط النفوذ والهيمنة على المنطقة.

وأضاف غريب لـ«الرؤية»، أن تصرفات الرئيس التركي وأطماعه تمثل خطراً على الأمن القومي العربي ككل وليس على الدول المحيطة فقط، مطالباً الدول العربية بأخذ التهديد بعين الاعتبار وإيقافه عند حده، وإنهاء الوجود العسكري التركي في ليبيا.

وأكد أن الوقت قد حان لتكوين الجيش العربي الموحد لمواجهة أي أعمال عدوانية تهدد استقرار المنطقة، لافتاً إلى أن الموقف العربي ضد التدخلات التركية ليس بالمستوى المطلوب حتى الآن، باستثناء الإمارات ومصر والمملكة العربية السعودية.

بدوره، قال وزير التعليم الليبي السابق، الدكتور عبدالكبير الفاخري، إن الوجود العسكري التركي في ليبيا لا يمثل خطراً عليها وحدها، ولكن إذا استقر المقام لـ أردوغان هناك، سيتخذ من ليبيا قاعدة تنطلق منها التهديدات لكل الدول العربية دون استثناء.

وأضاف الفاخري لـ«الرؤية»، أن جبهة النصرة وكل التنظيمات الإرهابية التي خربت سوريا والعراق جرى نقلها إلى ليبيا، مؤكداً ضرورة اتخاذ موقف عربي موحد في اجتماع وزراء الخارجية العرب غداً الثلاثاء، حفاظاً على مستقبل الأمن القومي العربي وحياة الشعوب العربية من الخطر التركي الدموي.

وأكد ضرورة انتزاع المجموعة العربية الملف الليبي من أيدي القوى الإقليمية والدولية، لافتاً إلى أن كل شعوب المنطقة تشاركت مهمة النضال وكفاح الاستعمار القديم، ولديها تاريخ مشترك يجب أن تبني عليه قرارات الحاضر وتصوراتها للمستقبل.

وفي أكتوبر الماضي، صرح الرئيس التركي رجب أردوغان، بأنه يملك حق التدخل في الشأن الليبي باعتبار ليبيا إرث أجداده وأنها جزء من الإمبراطورية العثمانية، وهو ما رد عليه البرلمان الليبي حينها بالقول، إن إرث أجداده في ليبيا «بغيض» ومليء بالقهر والتعسف والظلم، وانتهى بترك الليبيين يواجهون مصيرهم في معاهدة أوشي لوزان 1912 والتي بموجبها سلمت تركيا ليبيا لإيطاليا الفاشية.