الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

«أريحا» تخشى العزل حال نفذ الاحتلال مخطط الضم

«أريحا» تخشى العزل حال نفذ الاحتلال مخطط الضم

مزارع فلسطيني يتساءل عن مصير أرضه التي زرعها. (أ ف ب)

زرع مأمون جاسر مئات أشجار النخيل في أريحا، لكنه يخشى عدم قدرته على الوصول إلى أرضه الفلسطينية في حال أقدمت إسرائيل على ضم منطقة غور الأردن.

قضى مأمون، ويعمل محاسباً، العقد الماضي وهو يتعلم تقنيات الزراعة كنوع من «المقاومة» ضد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية.

وتضم أرضه الواقعة في مدينة أريحا حيث يعيش 20 ألف نسمة، 1300 شجرة نخيل.

وتتوزع المستوطنات الإسرائيلية في المنطقة بكثافة، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سيعمل على ضمها، بالإضافة إلى منطقة غور الأردن الاستراتيجية.

في سبتمبر الماضي، عرض نتنياهو خريطة توضح مخططه، إذ أشار حينها إلى ضم منطقة طويلة باللون الأزرق تتوسطها منطقة باللون البني هي أريحا.

وبحسب خطة السلام الأمريكية المثيرة للجدل والتي أعلن عنها أواخر يناير، تم اقتراح إبقاء المدينة تحت الحكم الذاتي الفلسطيني في حين تصبح المنطقة المحيطة بها تحت السيطرة الإسرائيلية.

واحتلت إسرائيل الضفة الغربية حيث يعيش أكثر من 450 ألف مستوطن على أراضي الفلسطينيين الذين يزيد تعدادهم عن 2,8 مليون نسمة، في عام 1967.

وأعلن نتنياهو أن بإمكان حكومته الشروع بتنفيذ مخطط الضم بدءاً من الأول من يوليو المقبل، وسط معارضة قوية من عدد من الدول ومن الأمم المتحدة.

وكغيره من الفلسطينيين، يشعر مأمون بالقلق من أن تتركهم المخططات الإسرائيلية عالقين دون مصير واضح. ويقول وهو يتفقد أشجار النخيل «ستصبح أريحا جيبا» ويقصد أنها ستحاصر بالأراضي الإسرائيلية.

يقضي مأمون (50 عاماً) وقته بين مكتبه في مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية ومزارعه بالقرب من الحدود الأردنية.

«لا أحد يعلم ما إذا سيصبح بإمكاني مغادرة أريحا لبيع التمور أو العودة إلى جزيرة أريحا إذا تركتها متوجهاً إلى قلقيلية».

تبدو التفاصيل الكاملة لمخطط الضم الإسرائيلي غير واضحة، ويتوقع بعض المراقبين أن يقدم نتنياهو أولاً على ضم المستوطنات في حين سيؤجل ضم غور الأردن لوقت لاحق.

لكن تسبب حالة عدم اليقين والوضوح هذه القلق البالغ للمزارعين.

يتساءل جودة أسعيد من اتحاد المزارعين حول «ماذا سيحدث للمزارعين الذين تقع أرضهم في الخارج؟ ما نوع التصريح الذي ستعطيهم إياه إسرائيل للوصول إلى أراضيهم».

ويضيف «إذا تركنا حقولنا لمدة يوم أو 2 دون الاعتناء بها فلن تصبح منتجة».

بحسب المزارع أسعيد، تحتاج الأرض إلى الري المنتظم وتراوده المخاوف من احتمالية أن تمنع إسرائيل المزارعين الفلسطينيين من ري أو تسميد أراضيهم.

ويقول رئيس بلدية المدينة سالم الغروف إن الضم سيتسبب «بمشكلة اقتصادية كبرى» حيث سيفقد العديد من السكان عملهم.

ويشير الغروف إلى أن «أريحا تمثل قلب غور الأردن وتعتمد على القرى المجاورة التي يأتي سكانها للتسوق والعمل فيها».

ويرى رئيس البلدية أن محاولة إبرام صفقة لمنح المزارعين الفلسطينيين حق الوصول إلى أراضيهم بعد ضمها سيكون بمثابة «استسلام» لإسرائيل.

ويضيف «أريحا جزء من فلسطين ولا يمكن فصلها تحت أي ظرف من الظروف».

ويبدو مأمون غير مرتاح ويتوقع وصول جنود الاحتلال الإسرائيليين في أي وقت، فهذه ليست المرة الأولى.

قبل 5 سنوات، أخطر الجيش الإسرائيلي مأمون بالطرد تحت زعم أن أشجار النخيل الخاصة به تقع على أرض إسرائيلية.

وقدم المزارع طعناً بالقرار لدى المحكمة العليا الإسرائيلية التي قضت ببطلان القرار. لكنه يخشى أنه لن يستطيع منع ذلك في حال نفذ مخطط الضم.

ويقول: «أضع كل أموالي في هذه الأرض والآن أنا خائف من فقدان كل شيء».

وخلص إلى القول «لا أعلم إذا ما كان هناك فرصة إضافية للبقاء إذا ما جاء الجيش مرة أخرى».