السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الفلسطينيون متمسكون بالأرض.. رغم الضغوط

الفلسطينيون متمسكون بالأرض.. رغم الضغوط

أراض محتلة تعتزم إسرائيل ضمها للقضاء على حل الدولتين. (أ ف ب)

«هذه أرضنا».. كان هذا أبرز ما حرص الفلسطيني محمود هايل بشارات على التأكيد عليه وهو يجلس على سرير معدني في منزله المؤقت الذي يغطي سقفه بقماش جلدي في غور الأردن.

يقول الرجل (39 عاماً) وهو يشير إلى الخارج حيث كان منزله السابق: «قبل 5 أشهر، جاء الجنود (الإسرائيليون) ودمروا كل هذا». ويتدخل والده (74 عاماً) ليؤكد: «دمروا كل شيء، كل شيء».

واستعرض بشارات الابن إخطارات وردته من جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه بنى منزله بشكل غير قانوني على هذه الأرض.

قام جيش الاحتلال عدة مرات على مدار العقدين الماضيين بتدمير الهياكل التي بنتها الأسرة على هذه القطعة من الأرض.

ويمكن من بعيد رؤية مجتمع زراعي إسرائيلي، وهذا نوع من أنواع المستوطنات الإسرائيلية الموجودة في أنحاء الضفة الغربية، ويسكنها إجمالاً أكثر من 450 ألف مستوطن.

ويتساءل بشارات عن السبب الذي يجعل الإسرائيليين الذين يعيشون هناك، بما في ذلك المهاجرون القادمون من روسيا ومناطق أخرى، يحصلون على إمدادات الكهرباء والمياه بينما لا يحصل عليها هو.

ويمضي قائلاً: «دعوا (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب يتخلى عن أرضه في الولايات المتحدة، وليس عن أرضنا!»، ويؤكد أن كثيراً من الفلسطينيين يرون البيت الأبيض متواطئاً مع إسرائيل من أجل الضم الذي تقول إسرائيل إنه سيبدأ خلال أيام.

ولبشارات الأب 12 ابناً جميعهم لديهم أطفال، ما يجعل العائلة الكبيرة تضم 84 فرداً. وبعدما قامت إسرائيل بصورة متكررة بتدمير منازلهم البسيطة، انتقل معظمهم إلى قرى في مناطق أعمق بالضفة، بالقرب من مدينة نابلس الفلسطينية.

ولم يتبقَّ سوى 9 منهم فقط يعيشون في مجتمعهم المعتمد على نشاط الرعي، وهو واحد من 47 منطقة من «المناطق ج» في غور الأردن، حيث يقيم نحو 4400 فلسطيني، معظمهم من البدو.

واتهم أميت جيلوتز، من منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية المعنية بحقوق الإنسان، إسرائيل بتعمد الضغط على المزارعين الفلسطينيين لمغادرة غور الأردن.

وتسعى إسرائيل لضم شريط الأراضي الاستراتيجي على طول نهر الأردن، وتقول إنها تريد ذلك لأسباب أمنية. كما أن المنطقة بها أرض زراعية ذات قيمة عالية وغير مكتظة بالسكان.

وبموجب اتفاقيات أوسلو للسلام، فقد جرى تقسيم الضفة الغربية إلى مناطق «أ» و«ب» و«ج». وتم منح الكتل السكانية الفلسطينية الكبيرة، بما في ذلك نابلس حكماً ذاتياً كاملاً، وتم تصنيفها منطقة «أ».

وحصلت السلطة الفلسطينية على سيطرة جزئية على المناطق «ب»، بينما احتفظت إسرائيل بالسيطرة الكاملة على المناطق «ج»، وهي التي تقع داخلها مستوطناتها.

وتم كشف النقاب عن خطة ترامب للشرق الأوسط في يناير، وتتضمن قيام إسرائيل بفرض سيادتها على 30% من مناطق الضفة الغربية، ومعظمها ضمن المصنفة «ج».

ويعيش نحو 13 ألف إسرائيلي في 30 مستوطنة و18 تجمعاً صغيراً في مناطق «ج» بغور الأردن.

ويقول بشارات الابن: «نعيش هنا من قبل مجيء إسرائيل... وهذا المبنى بناه جدي قبل عام 1967».

وشدد: «هذه أرض أبي وجدي ولدينا ما يثبت الملكية».

كما يشدد والده على أن كل الأراضي من البحر المتوسط إلى نهر الأردن هي أراضٍ فلسطينية منذ عهد الإمبراطورية العثمانية.

وكما يرفض الشعب الفلسطيني الضم، فإن قيادته ترفضه بشدة أيضاً، وتؤكد أنه لن يترك لهم سوى جيوب من الأراضي التي لا يمكن بصورة جدية أن تصبح دولة مستقبلية.

وإلى جانب غضبه إزاء إسرائيل والولايات المتحدة، فإن بشارات الابن يخشى من أن يتسبب الضم في ترسيم حدود بينه وبين مصدر رزقه، وهو سوق نابلس الذي يبيع فيه منتجاته.

ورغم ضبابية المستقبل الذي ينتظره وينتظر أسرته، فإنه يؤكد هو ووالده أنهما لن يتركا أرضهما.