الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

بعد 30 يونيو.. «إعلام الشر» تغليف جديد لطعام «الجزيرة» المسموم

بعد ثورة يونيو بدأت أبواق الإعلام القطرية تنفيذ استراتيجية خبيثة لتنفيذ أهدافها. بعدما سقطت ورقة التوت عن قناة الجزيرة، لجأ النظام القطري إلى تقديم نفس الطعام المسموم عبر قنوات جديدة سواء على منصات التواصل الاجتماعي أو من خلال فضائيات بأسماء جديدة تبث من تركيا.

وتعمل هذه الأذرع الإعلامية للنظام التركي والقطري على خدمة توجهات جماعة الإخوان الإرهابية، التي يحتفل المصريون اليوم بذكرى 7 سنوات على إسقاط حكمها للبلاد.

وأكد خبراء تحدثوا لـ«الرؤية»، أن هذه القنوات تستهدف تدمير ثقة الشعوب العربية في مؤسساتها الوطنية، وتعظيم العنصر التركي ممثلاً في أردوغان المولع بحلم الخلافة العثمانية والسيطرة والهيمنة على مقدرات العرب ومستقبلهم.

وقال أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة، الدكتور صفوت العالم، إنه يجب التفريق بين قناة الجزيرة وقناتي الشرق ومكملين، ليس من حيث التوجهات والأهداف، ولكن الشكل الظاهري وقنوات التمويل. فالجزيرة قناة قديمة ترتبط مباشرة بالنظام القطري، وتعمل بتمويل مباشر من الدولة، فيما تتخفى قنوات التمويل للفضائيات الأخرى التي تبث من تركيا.

وأوضح العالم لـ«الرؤية»، أن هذه المحطات التلفزيونية لا تذكر من قريب أو بعيد أي إنجازات متحققة على الأرض في مصر، ولو من باب التنويه الخبري، في حين تخطو الدولة المصرية خطوات واسعة في تطوير البنية التحتية وإعادة بناء الدولة بشكل كامل.

وأضاف العالم، أن هذه القنوات على اختلاف مموليها تعمل لتنفيذ أجندة واضحة، وهي تدمير ثقة المواطن في مؤسسات بلاده، وتخدم من يدفع: «من الواضح أن هناك أموالاً طائلة يتم ضخها لتمويل القنوات العاملة في تركيا، وإلا لما استمرت طوال هذه السنين».

وأكد أن المسألة خرجت عن طور الإعلام المعارض الذي يبث من الخارج، فهؤلاء يعادون الدولة المصرية بشكل صريح، ويظهر ذلك بوضوح في تغطيتهم للأزمة في ليبيا على سبيل المثال، وانحيازهم لمن يهدد أمن واستقرار وطنهم.

وقالت الباحثة في الإعلام السياسي، دينا محسن، إن القائمين على هذه المحطات المضللة يعانون عقدة السقوط، فقد توهموا خلال فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية لمصر، أنهم سيطروا على الإقليم وليس الدولة فحسب.

وأضافت لـ«الرؤية»، أن الاستراتيجية التي تعمل هذه القنوات على ضوئها واضحة للمدقق والخبير الإعلامي، لكن قطاعات كبيرة من المشاهدين تقع تحت تأثير المحتوى المسموم الذي تبثه، ما يدعو للحذر، ووضع استراتيجية مضادة عن طريق تطوير أداء الإعلام الوطني، والوصول إلى شرائح المجتمع المختلفة.

وقال الباحث في قسم الإعلام بجامعة أسيوط المصرية، محمد خليل، إن هذه القنوات تعمل وفق استراتيجية الغرس الثقافي وتكرار الأكاذيب ليتقبلها الناس على أنها حقائق.

وأضاف لـ«الرؤية»، أن نظرية جوبلز النازي المعتمدة على ترديد الأكاذيب بكثرة إلى أن يصدقها الناس لا تزال فاعلة ومؤثرة، وأن الإعلام المصري بحاجة إلى النهوض لإسقاط أي مخططات لزعزعة ثقة المشاهد في وطنه وقدرته على المنافسة والبقاء رغم التحديات الإقليمية.