الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ندوة: الاستخبارات الأوروبية تعتبر الإخوان أخطر من داعش والقاعدة

قال باحث أوروبي من أصل عراقي إن أجهزة المخابرات الأوروبية تعتبر جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية أكثر خطورة من تنظيمي داعش والقاعدة، بسبب اعتمادها على العمل السياسي المؤدلج وتوافر مقومات مثل التغلغل في المجتمعات والتمويل والتغطية التي تتيح لها الإفلات من القوانين.

وفي كلمة أثناء ندوة، نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، عبر الإنترنت مساء الثلاثاء بعنوان «الجماعات المتطرفة في أوروبا»، أكد رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات في جمهورية ألمانيا الاتحادية ومملكة هولندا الباحث جاسم محمد أن أبرز الوسائل التي تستخدمها جماعة الإخوان المسلمين هي الاستفادة من موجة اللجوء والهجرة غير الشرعية التي زادت عام 2015.

وأشار إلى أن الجماعة تزور مراكز اللجوء والمخيمات في سبيل التواصل مع المهاجرين واستقطابهم للمساجد والمراكز الثقافية في سبيل نشر أيديولوجية الإخوان.

وقال:«لا تتمتع الجماعة بهيكلية تنظيم واضح داخل أوروبا.. لذلك من يتم تجنيدهم لا يخضعون لهيكلية.. فالإخوان يدركون أن وجود هيكلية سيكشف التنظيم ويعرض الجماعة لمساءلة قانونية».

ويعمل الإخوان على استغلال السجون في أوروبا لتجنيد المساجين، وسحبت الحكومة الألمانية أخيراً الرخص من بعض المدارس والحضانات لأنها تعد بؤراً للأخوان.

وأضاف أن اتحاد المجتمعات والمنظمات الإسلامية في بريطانيا يعتبر واحداً من المجالس التي حصلت على الدعم والمال القطري، وبعض التقارير تفيد بأن الدوحة وجهت 22 مليون يورو لأنشطة شبيهة في إيطاليا، إلى جانب تأسيس قطر للمجلس الإسلامي في الدنمارك والذي جعلت منه صندوقاً لتمويل التيارات المتطرفة.

ولفت إلى أن قطر قامت بتمويل بناء 140 مسجداً في أوروبا بقيمة 170 مليون يورو، موضحاً أن الإخوان يقدمون مشاريع تحت غطاء الإنسانية لكنها تذهب لتمويل التنظيم.

وأشار إلى أن عدم اتخاذ بعض الحكومات لإجراءات ضد الإخوان، يرجع إلى إمكانية استخدامهم ورقة ضغط على الحكومات في المنطقة، وبسبب الاستثمارات المالية التي لا تريد بعض الدول خسارتها، إلى جانب خشيتها من وجود أنشطة سرية تهدد أمنها القومي في حال صنفوا ضمن قوائم الإرهاب.

وقال إن الجماعة تقوم على أساس مؤدلج وأسلمة المجتمعات الأوروبية، وهو ما يمثل تهديداً للنظام السياسي الديمقراطي في أوروبا، خاصة أنها تعتمد على نسف وانتزاع الهوية الوطنية ليكون الانتماء للجماعة أهم.

وأشار الباحث إلى مواصلة أجهزة الاستخبارات الأوروبية إصدار تحذيرات دورية من خطر الجماعات المتطرفة، وتحديداً الجماعات الإسلامية، باعتبارها خطراً قائماً، على الرغم من نجاحها في تحييد عنصر المبادرة التي كانت تتمتع به هذه الجماعات خاصة خلال العامين أو الثلاثة أعوام الماضية، جاعلة تهديداتها محدودة وغير نوعية.

وذكر محمد أن خطر الجماعات الإسلامية المتطرفة يتجلى من خلال الدعاية المتطرفة التي تبثها، مبيناً أن تنظيم داعش خسر ما يسمى «الخلافة» في نوفمبر 2017، وبدأ يراهن على «الخلافة الافتراضية» لتكون الإنترنت ذراعاً قوية له.

واعتمد الاتحاد الأوروبي خطة عمل تستند إلى حذف المحتوى الإلكتروني الذي تبثه الجماعات المتطرفة، وإلزام الحكومات والمنظمات بأن تنهض بمسؤولياتها في دحض الخطاب المتطرف عبر الإنترنت، وعلى الرغم من تراجع مؤشر الدعاية المتطرفة في عام 2019 إلا أنها ما زالت تمثل خطراً أساسه استقطاب الشباب وتجنيدهم.