السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الليرة واللغة.. أدوات الاحتلال التركي لشمال العراق بالتزامن مع الحملة العسكرية

يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تبرير تدخله العسكري في شمال العراق بالحرب ضد حزب العمال الكردستاني، الذي يزعم أنه إرهابي، وأنه بذلك يحمي حدود بلاده، إلا أن الحقيقة أنه يحاول بهذه العملية العسكرية الجديدة ضم واحتلال منطقة شمال العراق مثلما فعل في شمال سوريا.

وأكد تقرير لموقع «تيليبوليس» الألماني بعنوان «هل عملية مخلب النسر في العراق هي محاولة الاحتلال الجديدة؟»، أن السيناريو المتوقع في العملية العسكرية الجديدة لتركيا في شمال العراق والتي بدأتها منتصف يونيو الماضي، ستنتهي إلى ما انتهت إليه عمليتها في شمال سوريا بضم فعلي للأراضي في هذه المنطقة، حيث يتم طرد الأجداد الأصليين بالمنطقة ومعظمهم من الأكراد والإيزيديين أو السكان المسيحيين وتحتل الميليشيات الإرهابية الممولة من تركيا المنطقة وتقوم بعمليات نهب وقتل واغتصاب.

وأشار التقرير إلى أن تركيا تبدأ بعد ذلك برنامجها للتوسع والاحتلال عبر إدخال اللغة التركية في المدارس، وتولي مقدمي الخدمة الأتراك الاتصالات، ويتم تقديم الليرة التركية عملة رسمية، كما تقوم شركة الإسكان «توكي» المملوكة للدولة التركية ببناء مجمعات سكنية للمسلحين الذين جلبتهم وأسرهم للإقامة هناك.

وتحدث التقرير عن أن تركيا بعد أن تقوم بتنظيف هذه المناطق عرقياً، تسمح للمرتزقة الإرهابيين بالذهاب بسهولة للتخريب في المناطق الكردية المتبقية، حيث يقومون بإشعال النار في الحقول، وإغلاق المياه، والهجمات على السياسيين.

وأشار التقرير إلى سعي تركيا لتقسيم الشعب الكردي، خاصة أنها تشن عملياتها في العراق بسماح من الحكومة الإقليمية الكردية المحافظة لأنها تعتمد بنسبة 90% في اقتصادها على تركيا، وأن الأكراد في شمال سوريا مختلفون عن شمال العراق حيث تتحكم فيهم الثقافة القبلية التي تعارض الحركات الديمقراطية، وبالتالي تعد الجهود الديمقراطية لجيرانها الأكراد في شمال سوريا تهديداً.

وهناك انتقادات كثيرة من سكان شمال العراق للوضع الاقتصادي الصعب والفساد الذي تسببت فيه حكومة الإقليم، ويُنظر إلى الاعتماد على تركيا بشكل متزايد على أنه مشكلة هناك ويتزايد التأييد لحزب العمال الكردستاني، لذلك ليس من الغريب أن يسمح رئيس إقليم شمال العراق نيجيرفان بارازني لتركيا بالمضي قدماً ويطلب من حزب العمال الكردستاني مغادرة المنطقة.

ونوَّه التقرير لأكاذيب وسائل الإعلام الحكومية التركية عن أنها تهاجم فقط الإرهابيين، إلا أن الغارات الجوية على المنطقة المحيطة بمخيم ميكسمير للاجئين ومنطقة سينغال أصابت المدنيين من نساء وأطفال، حيث فقدت سيدة ساقها وأُصيب طفل بشظية معدنية في الدماغ لا يمكن إزالتها.

وتساءل التقرير هل هؤلاء إرهابيون أيضاً؟ وأن الأمثلة على جرائم تركيا هناك كثيرة، وأن أردوغان يرغب في إنشاء «منطقة عازلة» لقطع روابط حزب العمال الكردستاني مع تركيا وسوريا وإيران، وأن تركيا بذلك تنوي البقاء وأنها ليست موجودة فقط بصورة مؤقتة مثلما تزعم.

وتحدث التقرير عن غضب السكان هناك لأنه بدلاً من حمايتهم من الأتراك بعد مقتل مدنيين في الغارات الجوية، تحمي البيشمركة القواعد العسكرية التركية القديمة على الأراضي الكردية العراقية بالقرب من الحدود، ولأن تركيا تنتج نازحين جدداً بالمنطقة يومياً.

وأكد التقرير أن هناك هجمات قتلت أكثر من 100 جندي تركي في الأسبوعين الماضيين، وأن وسائل الإعلام التركية تواصل الكذب بأنها مجرد حوادث.

وانتقد التقرير الصمت الغربي الغريب على جرائم أردوغان في العراق، في حين أدانت الجامعة العربية والحكومة المركزية العراقية في بغداد الهجمات باعتبارها تنتهك سيادة العراق. وتحدث عن خطورة احتلال الجيش التركي لمناطق شمال العراق لأنها لن تكون بعدها بعيدة عن مدينة أربيل عاصمة ومقر الحكم الذاتي في شمال العراق.