الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

«مسبار الأمل» يستلهم الحقبات الذهبية في تاريخ الشرق الأوسط

«مسبار الأمل» يستلهم الحقبات الذهبية في تاريخ الشرق الأوسط

«مسبار الأمل» ينطلق بنجاح إلى الفضاء في مهمته التاريخية لاستكشاف المريخ.

انطلقت أول رحلة فضائية عربية إلى المريخ أخيراً، اليوم، مع مهمة مسبار الأمل الإماراتي الذي يسعى إلى استكشاف المناخ والتفاعلات الحرارية على الكوكب الأحمر.

وتعد هذه المهمة محطة جديدة ضمن خطة أوسع لبرنامج الفضاء الإماراتي الطموح الذي يستلهم حقبات ذهبية في تاريخ الشرق الأوسط والعالم عُرفت بالإنجازات الثقافية والعلمية.

طموح في الفضاء

تملك الإمارات 9 أقمار اصطناعية في الفضاء للاتصالات وجمع المعلومات، ولديها خطط لإطلاق 8 أقمار أخرى في السنوات القادمة.

في سبتمبر الماضي، أصبح هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي يقوم برحلة إلى الفضاء، وكان ضمن فريق مكوّن من 3 أفراد انطلقوا على صاروخ «سويوز» من كازاخستان نحو محطة الفضاء الدولية. والمنصوري أول عربي يزور محطة الفضاء الدولية.

لكن طموح الإمارات الأكبر يقوم على بناء مستوطنة بشرية على المريخ خلال 100 عام، بحلول سنة 2117.

ووظفت دبي في 2017 مهندسين وتقنيين لوضع تصور لبناء مدينة على الكوكب الأحمر. وفي انتظار ذلك، تخطط لإقامة «مدينة المريخ للعلوم» في صحراء الإمارات بكُلفة تبلغ حوالي 500 مليون درهم (135 مليون دولار)، والهدف منها محاكاة ظروف مماثلة لتلك الموجودة على المريخ.

وبموجب استراتيجية الفضاء الوطنية التي تم إطلاقها العام الماضي، تتطلع الإمارات أيضاً إلى تنفيذ مشاريع أخرى بينها سياحة الفضاء، ووقعت مذكرة تفاهم في هذا الإطار مع شركة «فيرجين غالاكتيك» التي يملكها الملياردير ريتشارد برانسون.

رحلة «الأمل»

يقول المسؤولون عن مشروع «الأمل» إنه مصمم لإلهام شباب المنطقة وتمهيد الطريق لتحقيق اختراقات علمية.

ويبلغ وزن مسبار الأمل الآلي 1350 كلغ، وهو بحجم سيارة رباعيّة الدفع تقريباً. استخدم منصة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة للإطلاق من مركز «تانيغاشيما» الفضائي الياباني.

وسيستغرق المسبار 7 أشهر للسفر مسافة 493 مليون كم إلى المريخ، ليبلغ هدفه، تزامناً مع احتفال الإمارات بمرور 50 عاماً على قيام الدولة الموحدة.

وبمجرد دخوله المدار، ستستغرق كل دورة 55 ساعة بسرعة متوسطة تبلغ 121 ألف كم في الساعة، بينما يقتصر الاتصال بمركز القيادة والسيطرة الإماراتي من 6 - 8 ساعات مرتين في الأسبوع.

وسيظل المسبار في المدار لمدة سنة مرِّيخية كاملة أي 687 يوماً.

دراسة وإلهام

وستنقل 3 أدوات تقنية مثبتة على المسبار صورة كاملة عن أجواء الكوكب الأحمر طوال السنة المرِّيخية.

وسيحلل جهاز لقياس الأطياف الحرارية يعمل بالأشعة تحت الحمراء، الغلاف الجوي السفلي وهيكلة الحرارة، بينما يوفر جهاز تصوير عالي الدقة معلومات حول مستويات الأوزون. وأخيراً، يقيس جهاز بالأشعة فوق البنفسجية مستويات الأكسجين والهيدروجين من مسافة تصل إلى 43000 كم من السطح.

ويقول المسؤولون عن المشروع إن فهم أجواء الكواكب الأخرى سيسمح بفهم أفضل لمناخ الأرض.

لكن المشروع مصمم أيضاً لإلهام المنطقة التي تعاني من الاضطرابات والحروب، وللتذكير بذروة التقدم العلمي خلال العصور الوسطى.

وقال مدير المشروع عمران شرف لوكالة «فرانس برس»: «أرادت الإمارات توجيه رسالة قوية للشباب العربي وتذكيرهم بالماضي، بأننا كنا مصدراً للمعرفة».