الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

«مسبار الأمل» في عيون العالم.. انطلاق سلس لمهمة جريئة في لحظة تاريخية

أشادت وسائل إعلام عالمية بالإطلاق الناجح لـ«مسبار الأمل» الإماراتي إلى كوكب المريخ، معتبرين أنها لحظة تاريخية في حياة العرب وخطوة نحو المستقبل وإلهام لأجيال من الشباب في المنطقة.

وقالت شبكة «سي إن إن» الأمريكية في تقرير مفصل، اليوم الاثنين، «أطلقت الإمارات بنجاح أول مهمة للمريخ في العالم العربي»، مشيرة إلى أنها المهمة الأولى من بين 3 بعثات دولية إلى الكوكب الأحمر هذا الصيف، حيث تستعد الصين وأمريكا لإطلاق مهمتين نهاية الشهر الجاري وأوائل الشهر المقبل.

وأضافت «سي إن إن» إنه عقب الإطلاق الناجح تم فصل الداعم الصاروخي الصلب بنجاح عن مركبة الإطلاق، وأجرى المسبار اتصالاً ثنائي الاتجاه مع الجزء الأرضي في دبي.

ومن المتوقع أن يصل مسبار الأمل إلى المريخ بحلول فبراير 2021. وستكون هذه هي المرة الأولى التي تدور فيها دولة الإمارات العربية المتحدة حول المريخ، وسيظل المسبار في المدار لمدة عام مريخي - أي ما يعادل 687 يوماً على الأرض - لجمع البيانات حول الغلاف الجوي للمريخ.

واعتبرت «سي إن إن» أن مسبار الأمل هو أحدث خطوة في الإمارات وأكثرها طموحاً في قطاع الفضاء المزدهر.

وتابعت «كان مجرد الوصول إلى هذا الحد إنجازاً رائعاً للدولة الخليجية، حيث تستغرق معظم مهام المريخ ما بين 10 إلى 12 عاماً للتطور - لكن علماء الإمارات كان لديهم 6 أعوام فقط لتنفيذ المشروع».

من جانبها، وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية مهمة مسبار الأمل بالخطوة الجريئة من جانب الإمارات رغم تاريخها الحديث في عالم الفضاء. وقالت إن رحلة الإمارات إلى المريخ تستمر حتى فبراير في رحلة استكشافية تستغل اقتراب المريخ من كوكب الأرض في ظاهرة تحدث كل 26 شهراً.

وقال الصحيفة في تقرير مفصل، إن مسبار الأمل يحمل 3 أدوات: مطياف الأشعة تحت الحمراء، مطياف الأشعة فوق البنفسجية وكاميرا. من مدارها العالي - الذي يتراوح بين 12400 و27 ألف ميل فوق سطح الأرض - ستمنح المركبة الفضائية علماء الكواكب أول نظرة عالمية لطقس المريخ في جميع الأوقات من اليوم. وأضافت «خلال مهمتها التي تستغرق عامين، ستبحث في كيفية العواصف الترابية وظواهر الطقس الأخرى بالقرب من سطح المريخ وسرعتها في منطقة الغلاف الجوي للكوكب في الفضاء».

وبعد فترة وجيزة من الإطلاق التاريخي الناجح لمسبار «الأمل» الإماراتي في الفضاء لدراسة الكوكب الأحمر، كتبت وكالة الفضاء الأمريكية، عبر مختبر الدفع النفاث التابع لها، والذي يدير العديد من المهام الروبوتية لإدارة الفضاء لاستكشاف الأرض والنظام الشمسي والكون، رسالة تهنئة وتشجيع وتكريم لمهمة الأمل.

وعبر الحساب الرسمي للمختبر على موقع «تويتر» «حظاً سعيداً (مهمة مسبار الأمل) وأنت تبدأ رحلتك إلى الكوكب الأحمر! لا يمكننا الانتظار لرؤيتك هناك، ونحن فخورون بتوفير الاتصالات لمهمتك».

موقع «سبيس» أوالفضاء اعتبر أن الأجواء المواتية حالياً لاستكشاف المريخ حيث يقترب خلال هذه الفترة من الأرض كانت الدافع وراء مهمة الأمل والمهمة الأمريكية والصينية المرتقبتين. وسلط الموقع في تقرير مطول، الضوء على هدف المهمة وهو جمع البيانات عن الغلاف الجوي للمريخ من خلال دراسة طبقات الغلاف الجوي المختلفة في المواسم المختلفة.

صحيفة «الإندبندنت» البريطانية بثت لقطات مباشرة للحظة الإطلاق التاريخي، مشيرة إلى أن الإمارات بدأت برنامجها الفضائي منذ فترة، حيث أعلنت لأول مرة عن خطط للبعثة في عام 2014 وأطلقت برنامج الفضاء الوطني في عام 2017 لتطوير الخبرة المحلية.

وقالت إن الدولة الخليجية لديها خطة طموحة للوصول وإعمار المريخ بحلول عام 2117. وأصبح هزاع المنصوري أول إماراتي في الفضاء في سبتمبر الماضي عندما سافر إلى محطة الفضاء الدولية.

صحيفة«إنديان إكسبريس» الهندية واسعة الانتشار، سلطت الضوء على الإصرار الإماراتي على إنجاز المهمة وأنها مجرد خطوة بسيطة لخطط مستقبلية أكبر، واستشهدت بتصريحات مدير مشروع المسبار عمران شرف، قبيل الإطلاق والتي قال فيها «إنه تحدٍّ كبير. لكن الأمر لا يتعلق بالوصول إلى هناك. بالنسبة للإمارات، يتعلق الأمر أكثر بالرحلة والتأثير. الوصول إلى هناك أحد الأهداف».

وسلطت صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية، الضوء على السباق إلى المريخ، والذي لم يسبق له مثيل في تاريخ استكشاف الفضاء، حيث تستهدف 3 بعثات مختلفة المريخ هذا الصيف، وذكرت جريدة جنوب الصين الصباحية خبر انطلاق أول مهمة فضائية عربية إلى المريخ من اليابان، وأوضحت نصاً «طموحات الإمارات تتجاوز ذلك بكثير، بهدف بناء مستوطنة بشرية على كوكب المريخ بحلول عام 2117».

ونشرت قناة «CP24» الكندية خبراً جاء فيه أن دولة الإمارات دخلت في مجال تطوير الفضاء بنجاح بعد إطلاقها لأقمار صناعية لرصد الأرض في المدار، وأخيراً إطلاق مسبار الأمل من اليابان، مضيفة أن مهمة «الأمل» الناجحة إلى كوكب المريخ خطوة رئيسية للاقتصاد المعتمد على النفط الذي يسعى إلى مستقبل في الفضاء بعد أقل من عام من رحلة أول رائد فضاء إماراتي هزاع علي المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية الخريف الماضي.

قناة «إن دي تي في» الهندية، أوضحت أن تأخر إطلاق مسبار الأمل مرتين كان بسبب سوء الأحوال الجوية، إلا أن الإقلاع يوم الاثنين كان سلساً وناجحاً، ومن المتوقع أن يدخل المسبار إلى مدار المريخ بحلول فبراير 2021، تزامناً مع الذكرى الـ50 لتوحيد دولة الإمارات العربية المتحدة.