الثلاثاء - 21 مايو 2024
الثلاثاء - 21 مايو 2024

أطفال اليمن يتضورون جوعاً وشبح المجاعة يلوح في الأفق من جديد

9 كلغ فقط هي وزن الطفل حسن مرازم محمد (10 سنوات).. ومثل مئات الآلاف غيره من أطفال اليمن جعله سوء التغذية الحاد هزيلاً لدرجة أنه أصبح لا يقوى على المشي.

وتقول الأمم المتحدة إن شبح المجاعة يعود للظهور في اليمن. وقال تقرير للمنظمة الدولية، اليوم الأربعاء، إن اليمن في طريقه للعودة إلى مستويات «مثيرة للقلق» من انعدام الأمن الغذائي.

وقالت زينة محمد وهي أم لحسن و6 آخرين «ابني مريض ولا أدري إلى أين أذهب به. أصابته الحمى وليس لدي ما أعالجه به. لا يمكنني حتى الحصول على الماء». وأضافت «أحياناً نقضي أياماً دون اغتسال».

وأدت تحذيرات أطلقتها الأمم المتحدة في أواخر عام 2018 للإنذار من مجاعة وشيكة إلى شحذ جهود تقديم المساعدات وتمكن برنامج الأغذية العالمي بعد ذلك من إطعام ما يصل إلى 13 مليون شخص شهرياً.

وقالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي إليزابيث بيرز «كل هذه التحسينات في خطر الآن».

وقلص برنامج الأغذية العالمي المساعدات المقدمة لشمال اليمن إلى النصف في أبريل لتصبح كل شهرين.

وقالت بيرز في مناشدة للمانحين «إنهم على شفا المجاعة لكنها ليست مجاعة بعد... لم يفت الأوان».

وبعد أن شردتها الحرب 5 مرات، تعيش أسرة حسن الآن في منطقة حجة الريفية، إحدى أفقر مناطق اليمن، دون أي مصدر للدخل.

وقالت زينة «أسلحة الحوثيين في الجوار.. لا يمكننا التحرك».

وتابعت الممرضة مكية الأسلمي والد حسن وهو يحمل طفله العاجز عن المشي أو التجاوب ليدخلا مركز علاج سوء التغذية الذي تديره.

وقالت «ليست لدى حسن أي مشاكل صحية. مشكلته الجوع... مثل باقي الأطفال حسن محتاج للترفيه والمدرسة. الآن حسن لا مدرسة لا ترفيه كأنه وُضع في قفص. الجوع زائد الاكتئاب النفسي أثراً عليه».

وبعد تلقيه العلاج لعدة أيام بدأ حسن في المشي قليلاً وصار يرسل إشارات لطلب ما يريد وهو الذي لم ينطق بكلمة منذ ولادته.

وقالت الممرضة «إنه يعود إلى الحياة».

وأضافت مكية التي بدت هي الأخرى نحيلة ومنهكة أن سوء التغذية في ازدياد.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن عدد من يعانون سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد يزيد بنسبة 20% إلى 2.4 مليون بحلول نهاية العام بسبب نقص التمويل.

وقالت بيرز هذا الشهر «إذا انتظرنا لحين إعلان المجاعة فسيكون الأوان قد فات لأنه عندئذ سيكون الموتى يتساقطون بالفعل».