الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

السعودية لا تترك شيئاً للصدفة في موسم الحج الاستثنائي

ينطلق غداً الأربعاء، موسم حج استثنائي بعدما أكملت السلطات السعودية استعداداتها لإتمام الشعائر وضمان سلامة الحجيج، رغم التحديات الكبيرة التي فرضها تفشي وباء فيروس كورونا (كوفيد-19) الذي مس ضره الملايين حول العالم.

وسخَّرت المملكة طاقاتها وكوادرها وإمكاناتها لتوفير سبل الراحة والسلامة وتحقيق الأمن والأمان للحجاج، ولم تترك شيئاً للمصادفة في هذا الظرف الاستثنائي الذي يتابعه الملايين في أنحاء العالم.

ونشرت المملكة مجموعة من الضوابط الوقائية الخاصة بموسم الحج، بعد السماح لعدد محدود جداً للراغبين من شتى الجنسيات من الموجودين داخل المملكة فقط بأداء الفريضة، لأول مرة في تاريخها الحديث، مقارنة بنحو 2.5 مليون مسلم حضروا العام الماضي.

وأعلن المتحدث الرسمي للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي هاني حسني حيدر استكمال الرئاسة استعداداتها لاستقبال ضيوف الحرمين الشريفين في ظل عدد من الإجراءات الصحية والوقائية.

وأضاف أن الرئاسة انتهت من تركيب وتجهيز مسارات مخصصة في صحن المطاف لكل فوج، بما يضمن تحقيق التباعد الاجتماعي بين الطائفين، إضافة لتخصيص أبواب محددة لكل فوج للدخول والخروج لضمان منع حدوث أي تزاحم أو تكدس.

وأوضح أن الرئاسة رفعت من الطاقة الإنتاجية لعبوات ماء زمزم لتوزيعها على الحجاج، مع استمرار منع حافظات وبرادات المياه.

وأكد حيدر أن الرئاسة أتمَّت التجهيزات التقنية كافة لتنفيذ مشروع خادم الحرمين الشريفين لترجمة خطبة عرفة للعام الثالث على التوالي، وبعشر لغات هذا العام.

وجنَّدت أمانة العاصمة المقدسة أكثر من 18 ألفاً و492 موظفاً وعاملاً لتنفيذ خطتها لموسم الحج، ولتقديم أفضل الخدمات للحجاج.

وأكدت أن جميع قطاعات الأمانة وإداراتها وبلدياتها الفرعية ومراكزها الخدمية في جاهزية تامة لأداء خطة أعمال موسم الحج.

بروتوكولات صحية

أصدر المركز الوطني السعودي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، البروتوكولات الصحية الخاصة بالوقاية من كورونا، والتي من بينها منع لمس الكعبة والحجر الأسود وارتداء الكمامات واستخدام السجادات الشخصية.

وشددت الضوابط على حرص الجميع على ارتداء الكمامات في جميع الأوقات، من القائمين على مسار الحج والحجاج وجميع العمال، والتخلص منها بالطريقة السليمة وفي المكان المخصص لذلك.

وأشارت الضوابط إلى ضرورة الالتزام بتطهير الأسطح بشكل دوري، مع التركيز على الأماكن التي تكثر فيها احتمالية التلامس، خاصة مثل نقاط الاستقبال، ومقاعد الجلوس، وأماكن الانتظار، ومقابض الأبواب وطاولات الطعام.

كما يُسمح بصلاة الجماعة مع التشديد على ارتداء الكمامة خلال الصلاة، وإبقاء مسافة التباعد بين المصلين، والرجوع في ذلك للبروتوكولات الخاصة بالمساجد.

وخضع الحجاج لدى وصولهم إلى مكة لفحص لدرجة الحرارة، ووُضعوا في الحجر الصحي، وسيتعيَّن عليهم أيضاً الحجر الصحي بعد أداء مناسك الحج.

كما تم تزويد الحجاج بمجموعة من الأدوات والمستلزمات، بينها إحرام طبي ومعقّم وحصى الجمرات وكمامات وسجّادة ومظلة، بحسب كتيّب «رحلة الحجاج» الصادر عن السلطات.

نقل الحجاج

وفيما يخص نقل الحجاج بالحافلات، قال المركز الوطني السعودي للوقاية من الأمراض ومكافحتها إنه سيجري تخصيص حافلة لكل مجموعة، ورقم مقعد مخصص للحاج خلال رحلة الحج كاملة.

وشددت الضوابط على ضرورة ارتداء السائقين وجميع الركاب الكمامات القماشية، أو ما يغطي الأنف والفم في جميع الأوقات أثناء وجودهم في الحافلة.

وتقرر ألا يتجاوز عدد الركاب داخل الحافلة طوال مدة الرحلة 50% من إجمالي الطاقة الاستيعابية للحافلة.

وفي حال التأكد من إصابة أحد الركاب بكورونا، يتم إيقاف العمل بالحافلة لحين تطهيرها بالكامل.

وأكدت الأجهزة الأمنية والمرورية جاهزيتها التامة لتيسير تحركات الحجاج وتأمين سلامتهم لأداء الشعيرة بكل يسر وسهولة، رغم خطر جائحة كورونا.

تجهيزات طبية

هيأت وزارة الصحة السعودية عدداً من المرافق الصحية في المشاعر المقدسة؛ لتوفير الرعاية الطبية للحجاج، شملت مستشفى منى الوادي (بسعة 160 سريراً)، ومركزاً صحياً في عرفات، ومستشفى ميدانياً، وعيادة متنقلة، و6 سيارات إسعاف عالية التجهيز، و3 عيادات في مقر سكن الحجاج.

ويشارك عدد من الكوادر الطبية والفنية في تقديم الخدمات الصحية للحجاج، بالإضافة إلى ذلك، كثفت الصحة استعداداتها للتعامل مع حالات الإجهاد الحراري، وبقية الأمراض المتعلقة بالحرارة المتوقع حدوثها هذا العام؛ نظراً لتزامن موسم الحج مع ارتفاع درجات الحرارة.

أعداد محدودة

أعلنت السعودية في البداية أن نحو 1000 حاج فقط من المقيمين في المملكة سيُسمح لهم بأداء المناسك، لكن وسائل إعلام محلية نشرت تقارير تفيد بأنه سيُسمح بمشاركة نحو 10 آلاف حاج.

من جهته، قال وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن إن «المحددات الصحية» شكّلت أساس الاختيار، واصفاً العملية بأنها شفافة.

وأوضحت وزارة الحج والعمرة في وقت سابق أن نسبة الحجاج من الأجانب المقيمين داخل المملكة ستكون 70%، أما نسبة السعوديين فهي 30% فقط.

كلف وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ عدداً من الدعاة الرسميين بأعمال التوعية والإرشاد للحجاج للإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم في كل ما يتعلق بشؤون الحج وأعماله.

اعتمدت أمانة العاصمة المقدسة في خطتها الاستثنائية لموسم حج هذا العام 4 مسالخ تم تطويرها ورفع طاقتها الاستيعابية، وبإجمالي 3700 شخص من أطباء وبيطريين وجزارين وعمال تتولى ذبح الهدي.

توسعة الحرمين

نفذت المملكة العديد من التوسعات في الحرمين الشريفين، تضاعفت على إثرها الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، بما يتناسب وزيادة أعداد الحجاج والمعتمرين والزوار في كل عام، بما يساعدهم على أداء نسكهم بكل يسر وسهولة، وفقاً لأساليب حديثة وعصرية تعتمد على أرقى التصاميم المعمارية.

وتعد التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام التي دشنها الملك سلمان بن عبدالعزيز عام 2015، الأكبر في تاريخه، من حيث المساحة والكلفة، كونها على مساحة 1.24 مليون متر مربع، وتتسع لأكثر من مليون حاج، كما تبلغ كلفة مشروع التوسعة 100 مليار دولار على الأقل، تشمل كلفة البنية التحتية وامتلاك العقارات.

وقُسّم المشروع إلى 3 أقسام، حيث وُسّع فيه مبنى الحرم المكي ليستوعب 2 مليون مصلٍ في وقت واحد، كما تمت توسعة وتطوير الساحات الخارجية للحرم لتسهيل دخول وخروج المصلين وزوار بيت الله الحرام.

هذا بالإضافة إلى تطوير منطقة الخدمات التي تشمل محطات التكييف ومحطات الكهرباء، إضافة إلى محطات المياه وغيرها.

وشملت عمليات التطوير والتحديث والتوسعات المسجد النبوي الشريف الذي مر بعدة توسعات، هدفت للتيسير على زواره.

ويترجم تنفيذ هذه المشروعات الحيوية (رؤية المملكة 2030) التي تتضمن خطة لاستيعاب نحو 30 مليون حاج ومعتمر في السنوات القادمة، مع تقديم استراتيجية متكاملة لتطوير منظومة (الحج والعمرة والزيارة)، وإتاحة الفرصة لعدد أكبر من المسلمين لتأدية المناسك.