الجمعة - 17 مايو 2024
الجمعة - 17 مايو 2024

بعد الحرب.. العطش سلاح أردوغان ضد السوريين

بعد الحرب.. العطش سلاح أردوغان ضد السوريين

تركيا تستغل الأزمات السياسية في سوريا والعراق لبناء السدود المخطط لها - رويترز

في خضم موجة الحر الشديدة التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط عامة تجد سوريا نفسها في موقف أكثر خطورة حيث إن كميات المياه التي تصل للسوريين تقل بصورة مستمرة، وتهدد حياة ملايين الناس بالجوع والعطش وانقطاع الكهرباء، وذلك بسبب سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبنائه لسدود على نهر الفرات.

وأكد تقرير لموقع «دير شبيغل» الألماني بعنوان «تركيا توقف المياه في سوريا» أن أردوغان يزيد معاناة الشعب السوري الذي يعيش ويلات الحرب الأهلية ووباء كورونا والانهيار الاقتصادي وأزمة الجوع، ويجعله يواجه أزمة خطيرة جديدة وهى نقص المياه.

وتحدث «شيروان شادو» مدير العمليات في سد تشرين السوري للموقع بأنه منذ أسابيع هناك تراجع كبير لمنسوب المياه في نهر الفرات عن المعتاد، وقال «وفقاً للاتفاقيات الدولية يتعين علينا الحصول على 500 متر مكعب من المياه في الثانية الواحدة والآن أقل من 200 متر مكعب، وهذا أمر خطير ذو عواقب مميتة».

ونوه التقرير إلى أن تركيا تقف وراء هذه المأساة عبر السدود التي يقوم ببنائها أردوغان ضمن مشروعاته التوسعية بجنوب شرق الأناضول، والتي تؤدي لشح المياه في سوريا وحتى في العراق على ضفاف نهر الفرات الذي يتدفق من تركيا عبر سوريا والعراق إلى الخليج العربي، وتتعلق حياة نحو 60 مليون شخص به.

وأشار إلى أن تركيا تستغل الأزمات السياسية في سوريا والعراق لبناء السدود المخطط لها منذ فترة طويلة على نهر الفرات ودجلة، وأحدثها سد «ليسو»، وخاصة أن الحكومة السورية تواجه حالياً صعوبة في الاحتجاج على ذلك دولياً، كما أنه حتى الآن لم ترد تركيا على رسالة شكوى قدمتها الحكومة العراقية حول ذلك.

ويستخدم أردوغان المياه كسلاح مثلما يفعل في بعض المحافظات السورية حيث تسيطر القوات التركية على محطة ضخ مياه الشرب بمنطقة العلوك منذ أكتوبر 2019، والتي تزود محافظة الحسكة بالمياه.

ومنذ مطلع العام أغلقت القوات التركية المياه عدة مرات حيث يعتمد نحو 460 ألف شخص في الحسكة على محطة الضخ، بما في ذلك آلاف النازحين داخلياً.

ونقل التقرير عن توبياس فون لوسف الخبير بأبحاث صراعات المياه في معهد «كلينغتايل» في لاهاي قوله إن تركيا تستغل المياه في محطات الضخ في سوريا لتعزيز نفوذها في البلاد ولتظهر أيضاً أن الحكم الذاتي للأكراد في سوريا غير قادر على تأمين إمدادات المياه وبالتالي يضعف شرعيتها.

وانتقد التقرير الأطماع التركية وخاصة أن تركيا لا تشكو من نقص في المياه، وتساءل لماذا يتم تعطيش قطاعات كبيرة من السوريين الآن وخاصة في فصل الصيف بحرارته المرتفعة.

وسبق إبرام عدد من الاتفاقات بين البلدين حول المياه. وفي عام 1987 توصلت تركيا وسوريا إلى اتفاق بشأن قضيتين في وقت واحد وهما الماء والإرهاب. وأكدت أنقرة وقتها للرئيس السوري آنذاك حافظ الأسد أن سوريا ستتلقى 500 متر مكعب من المياه من نهر الفرات كل ثانية. بينما وعد الأسد تركيا بأن سوريا لن تدعم حزب العمال الكردستاني العدو اللدود لأنقرة.