الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

حقوقية أمريكية للرؤية: قطر تخترق منظمات حقوقية رئيسية وتوظف الجزيرة لخدمة أجندتها

قالت المحامية الحقوقية الأمريكية إيرينا تسوكرمان، في حوار خاص مع الرؤية، إن قطر تخترق منظمات حقوقية رئيسية بوسائل عدة لتؤثر على بياناتها، وتستخدم منصات الجزيرة وأدوات أخرى في حرب معلومات لخدمة أجندتها السياسية والإساءة لدول عربية أخرى.

وفيما يتعلق بوسائل الإعلام التقليدية، أكدت إيرينا أن قطر تنخرط في استراتيجية تسمى «غسل الأخبار»، ما يعني أنها تستخدم قناة الجزيرة لعرض القصص المشبوهة أو المتحيزة أو الملفقة والتي يتم تمريرها إلى العديد من المواقع والشبكات الناطقة باللغة الإنجليزية والمدعومة من قطر، لتصل في نهاية المطاف إلى الجماهير الرئيسية لوسائل الإعلام المختلفة.

وأشارت إيرينا إلى أن هناك سيناريو آخر، وهو قيام قطر بتمرير الشائعات والقصص عبر مصادر مجهولة إلى وسائل الإعلام الأجنبية الرائجة، وبمجرد بث تلك القصص أو نشرها، تستغل ذلك لدعم قصصها الخاصة وإضفاء المصداقية عليها وهي ذاتها نسخة من التي نشرتها وسائل الإعلام الأخرى.



وقالت إيرينا أن هناك العديد من الأمثلة السابقة التي تعاملت معها قطر بنفس السيناريو حول تلفيق نظريات المؤامرة المختلفة المتعلقة بالمملكة العربية السعودية والعلاقات الأمريكية على وجه الخصوص.

كما أكدت إيرينا وهي محللة أمريكية وكاتبة مقالات حول السياسة الخارجية وقضايا الأمن أن قطر كانت تقترب من وسائل الإعلام التي تميل للمحافظين سواءً كانت شهيرة أو صغيرة، كما أنها تحاول الاستثمار في المؤسسات الإعلامية الصغيرة للترويج لها.

وأشارت إلى أن قطر تقوم في بعض الأحيان بتطبيع العلاقات مع المحررين أو المنتجين أو المراسلين الأفراد بأساليب متنوعة لا يمكن التنبؤ بها بهدف الترويج لها ولأجندتها السياسية.

وأضافت أن نفس الطريقة تتبعها قطر على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قامت باستغلال عدد كبير من المؤثرين على شبكة فيسبوك عبر الناشطة اليمنية الإخوانية توكل كرمان ومجموعة متنوعة من اليساريين ونشطاء حقوق الإنسان الذين يشغلون مناصب في مجلس تحكيم فيسبوك، وعلى منصة تويتر أيضاً يحاولون في بعض الأحيان التأثير على مؤسسها جاك دورسي بتأييد بعض مواقفها السياسية من خلال إداريين يتحكمون في المحتوى.

كما أشارت إلى أن قطر تستقطب شخصيات للإقامة فيها لها تأثير على متابعي التواصل الاجتماعي، ومن بينهم البروفسور الجامعي مارك أوين جونز الذي يعمل مع وسائل التواصل الاجتماعي المعروفة ومراقبي محتوى الإنترنت لإكساب مصداقية للرسائل القطرية.

قطر والمنظمات الحقوقية



وعند سؤالها عن تقييمها لعلاقة قطر بالمنظمات الحقوقية، أكدت إيرينا أن قطر تتمتع بنفوذ غير متناسب من خلال معظم منظمات حقوق الإنسان الوطنية والدولية، وعلى وجه الخصوص منظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق الإنسان ومنظمة فريدوم هاوس، وصولاً إلى العديد من منظمات الرقمية مثل سيتزين لاب في كندا.

وأشارت إيرينا إلى أن قطر تفعل ذلك من خلال عدة وسائل منها جمع التبرعات والاستثمارات، فعلى سبيل المثال لدى منظمة العفو الدولية جزء من الميزانية يسمح لها باستخدامها لأغراض غير محددة، وبالتالي فإن المانحين الذين يساهمون في ذلك مخفيون.

وثانياً من خلال العلاقات التي طورتها مع مؤثرين معينين ورؤساء منظمات غير حكومية قبل أن يصبحوا بارزين، وأحياناً بشكل غير مباشر من خلال الحلفاء اليساريين.

وكمثال على ذلك ذكرت إيرينا الناشطة أغنيس كالامارد التي تم تصويرها مع أعضاء من المعارضة السعودية الممولة من قطر، وعلى الرغم من كونها مقررة خاصة للأمم المتحدة حول القضايا المتعلقة بحرية التعبير، إلا أنها لم تنتقد الانتهاكات الواضحة لقطر وتركيا بحق الصحفيين أو حرية التعبير أو القرصنة الإلكترونية والمراقبة الجماعية، ولكنها ركزت اهتمامها بشكل حصري على القضايا التي تدعم الأجندة السياسية الخاصة لقطر وإيران كالدفاع عن قاسم سليماني، أو منح المصداقية لمزاعم جيف بيزوس الخاصة باختراق الهواتف.

وأيضاً من خلال اختراق المنظمات غير الحكومية مع نشطاء وصحفيين وباحثين قطريين سابقين من منظماتهم ومؤسساتهم الممولة، حيث يعملون على التلقيح بين المنظمات غير الحكومية المختلفة، والتأثير على التقارير واتجاه البحوث، وأشارت إيرينا إلى أن منظمة العفو الدولية وحقوق الإنسان تندرج تحت هذه الفئة.

ونظراً لأن معظم المنظمات غير الحكومية الرئيسية لحقوق الإنسان إما تخترقها قطر أو تسيطر عليها، فإنها لا تسعى حتى للحصول على المعلومات ذات المصداقية لما يحدث في قطر.

وكانت القضايا التي أثارتها المنظمات الحقوقية في قطر كقضايا العمال وقضايا على نحو مماثل هي مجرد قشرة من المصداقية ضد انتقادات التحيز وفي ذات الوقت سينتج عنها غضب جمهوري محدود في حين لن تسبب أي تداعيات سياسية أو اقتصادية خطيرة لقطر.

قطر وحرب المعلومات



وقالت إيرينا المختصة في شؤون الأمن القومي إن قطر تستغل الحرب المعلوماتية وتنتهك قواعدها بشكل عدواني واسع على البلاد التي تستهدفها، سواء من خلال زعزعة الاستقرار والتدخل وانتشار الانقسامات كما هو الحال في المملكة العربية السعودية، حيث مولت قطر ودعمت مختلف أنواع حركات المعارضة من خلال الاستثمارات أو الضغط العدواني والفعال.

قطر وانتهاكات عمال فيفا



كما أكدت إيرينا في حديثها للرؤية أن فيفا لم تتحرك بشكل فعلي بعد انتهاكات قطر لحقوق العمال في المشاريع الضخمة لمونديال 2022 لأنها منظمة فاسدة تماماً، وعلى الرغم من أن القليل من العاملين بها على مستوى عال تم اعتقالهم إلا أن البنية التحتية للمنظمة لم تتغير بشكل كامل، كما أكدت أن العديد من البلدان الأخرى المشاركة في الإنفاذ هي نفسها فاسدة وغير جديرة بالثقة، وفيفا أعربت عن اهتمام محدود بهذه المسألة بسبب قيامها بالعديد من الاستثمارات الكبيرة لهذا المونديال.

قطر والحرب الإعلامية الممولة



أشارت إيرينا في العديد من مقالاتها السابقة إلى أن قطر تقوم بتمويل حرب إعلامية ممولة ضد المملكة العربية السعودية، وكان تفسيرها لذلك هو أن قطر ترى في السعودية عقبة رئيسية بسبب التأثير الإقليمي الخاص بها خاصة أنها بلد كبير ورائد في العديد من المجالات، كما أن الهدف منها أيضاً تشويه صورة المملكة العربية السعودية خوفاً من علاقاتها الأمريكية الحصرية ولتطوير علاقاتها مع الولايات المتحدة، ولهذا السبب استثمرت قطر بكثافة في مختلف الولايات الأمريكية والمؤسسات غير الحكومية.

وأكدت أن قطر تصور نفسها من خلال حملاتها بأنها الشريك التجاري المهم للولايات المتحدة والتي توفر فرص العمل للأمريكيين من خلال استثماراتها، في حين تحاول تشويه صورة السعودية بقدر المستطاع.

التنظيم الإخواني والجزيرة



وأشارت إيرينا في حوارها مع الرؤية إلى أن جماعة الإخوان التي تدعم أجندتها قطر وقناة الجزيرة فقدت مكانتها في العالم العربي في السنوات الأخيرة، خاصة مع التوجيه الإعلامي الصريح في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وحملات ملاحقة الإخوان.

وأكدت أنه بالرغم من ذلك تجد قطر طرقاً أخرى للوصول لهذه الجماهير، حيث تستغل قطر البلدان الأضعف في العالم الإسلامي في جنوب شرقي آسيا وأفريقيا، كما تقوم بتحالفات مع اليساريين والتقدميين، لا سيما أولئك الذين ينتمون للمجتمعات المتطرفة والفاقدين للأمل من الإصلاحات، وأيضاً من خلال تمويل الشتات العربي في الغرب وزراعة المتطرفين وإنفاق المال على الصحافة هناك، كما تقوم باستغلال الانتهازية السياسية والتطورات القبلية ومختلف أشكال الطائفية، فمهما كانت الصراعات والانقسامات الداخلية موجودة في البلدان العربية ستحاول قطر الاستفادة منها ومفاقمتها بالتحالف مع إيران.

كما تحاول قطر إيجاد مسارات أخرى لتجنيد وزرع فروع متطرفة تعمل تحت ستار الإخوان وتنشر المبادئ المماثلة.