السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

محللون: موقف أردوغان من معاهدة السلام الإماراتية «نفاق»

محللون: موقف أردوغان من معاهدة السلام الإماراتية «نفاق»

السفير الإسرائيلي لدى تركيا إيتان نيه مع أردوغان - أ ف ب

ما إن هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتعليق العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات بعد إجراء معاهدة السلام بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، دون أي يشير إلى أي نية في إنهاء أو تخفيض علاقاته الدبلوماسية مع تل أبيب، حتى واجه وابلاً من الانتقادات على هذه الخطوة في حين تم وصفه بالمنافق.

وعلى الرغم من أن المعاهدة الإماراتية الإسرائيلية تضمنت وقف إسرائيل لخطة ضم أجزاء من الضفة الغربية، إلا أن وزارة الخارجية التركية وصفتها بأنها خيانة للقضية الفلسطينية.

وتناقض الحكومة التركية تصريحاتها وتصرفاتها باستمرار، فمن جهة تدعي أنها مناصرة قوية للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، ومن جهة أخرى تواصل الحفاظ على علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل.

موقف نفاق

ومن ناحيته قال سيث فرانتزمان المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط لإعداد التقارير والتحليلات ومقره ولاية ماساتشوسيتس الأمريكية لجريدة عرب نيوز السعودية الناطقة بالإنجليزية، «إن تركيا لديها موقف نفاق حيث تنتقد الإمارات لبحثها العلاقات مع إسرائيل بينما لديها أيضاً علاقات مع إسرائيل».

وتقيم تركيا العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل منذ عام 1949، على الرغم من انعدام الثقة العميقة بين البلدين، خاصة منذ حادثة سفينة مافي مرمرة في عام 2010.

وبلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 6 مليارات دولار، وفي العام الماضي كانت إسرائيل من بين أكبر 10 أسواق تصدير في تركيا.

وفي العامين الماضيين كان التمثيل الدبلوماسي الثنائي على مستوى القائم بالأعمال وليس السفير، وذلك رداً على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والسياسات الإسرائيلية في قطاع غزة.



ويرى فرانتزمان أن ما يقوم به أردوغان هو جزء من خيار معتمد من جانب أنقرة لصرف الانتباه عن الفشل الاقتصادي في الداخل.

وأضاف في تصريحه أن أنقرة التي يقودها حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان، «تتجه نحو أن تصبح أكثر الأنظمة المناهضة لإسرائيل في المنطقة، ويسعى ترويج الحزب الأخير التي يشير إلى تحرير الأقصى بعد آيا صوفيا إلى تأجيج التطرف الديني كجزء من أجندته السياسية وذلك لمحاولة إعادة تأجيج وجهات النظر الشعوبية والدينية والقومية».



وفي 13 أغسطس الجاري، نشرت صحيفة التلغراف البريطانية تقريراً يشير إلى قيام حكومة أردوغان بمنح الجنسية التركية لسبعة من كبار نشطاء حركة حماس، وأعربت الصحيفة عن مخاوفها إزاء التداعيات المحتملة لمثل هذه التحركات لمنح الجماعة مزيداً من الحرية في شن هجمات على المواطنين الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم، في حين نفى متحدث باسم الحكومة التركية هذه الادعاءات.

وكان حركة حماس قد تم إدراجها من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنها جماعة إرهابية، إلا أن أنقرة تعتبرها حركة سياسية مشروعة، في حين حذر عدد من الحلفاء الغربيين تركيا عدة مرات من وجود حماس على الأراضي التركية.

يعتقد فرانتزمان أن الحزب الحاكم في تركيا، الذي يدعم حماس ويقترب أكثر من النظام الإيراني، يحافظ فقط على علاقاته الحالية مع إسرائيل بسبب واشنطن وبسبب رغبتها في استغلال الناتو والاتحاد الأوروبي.

وأكد أن أجندة أنقرة الحقيقية هي محاولتها الهيمنة على العالم العربي، وتعتقد أن وجهات النظر المعادية لإسرائيل ستكسبها الدعم، بنفس الطريقة التي تسعى بها إيران لاستغلال معاناة الفلسطينيين لمصالح النظام الخاصة.

وأشار إلى أنه في الوقت نفسه لم تنجح تركيا أو إيران حتى الآن في ضمان أي من حقوق الفلسطينيين، وكل ما فعلوه أدى إلى خلق آمال كاذبة وفرص مهددة للسلام والتسامح.



ويرى فرانتزمان أنه من المؤسف أن تنتهج تركيا هذه السياسة بدلاً من المشاركة، خاصة أن أنقرة لعبت ذات مرة دوراً في المناقشات الإسرائيلية السورية وغيرها من الأعمال المثمرة في المنطقة على مر الزمن.

ولا تزال العلاقات الفنية والوظيفية مستمرة بين إسرائيل وتركيا، وهبطت شركة طيران العال الإسرائيلية التي كانت قد علقت رحلاتها إلى تركيا في أعقاب أزمة مافي مرمرة في إسطنبول في شهر مايو، ولديها رحلتان أسبوعياً بين إسطنبول وتل أبيب.

ومن ناحيته قال بيل بارك زميل باحث في كينجز كوليدج لندن: «كانت تركيا أول دولة ذات أغلبية مسلمة تمنح اعترافاً دبلوماسياً لإسرائيل، ولم يتغير ذلك في ظل أردوغان، لذلك فإن ما تفعله الإمارات الآن هو ما فعلته تركيا قبل 70 عاماً».

وبالإضافة لذلك، ومع ازدهار التجارة التركية مع إسرائيل في ظل حزب العدالة والتنمية، يشكك بارك في ما إذا كان أردوغان قد يعرض هذه التجارة للخطر لأي سبب.

وقال بارك «إن أردوغان في صراع بالفعل مع الإمارات بشأن ليبيا وقطر ودعم تركيا الإقليمي لعناصر إسلامية وجماعة الإخوان».

وأشار إلى أنه «لهذا السبب يقوم أردوغان بالحرب الكلامية التي هي جزء من التوتر المستمر، وفي نفس الوقت ربما يحاول تحقيق مكانة أخلاقية أو سياسية عالية في الداخل وفي المنطقة».

كما يعتقد بارك أن أردوغان يخشى قيام دول عربية أخرى كسلطنة عمان والبحرين والمملكة العربية السعودية بما قامت به الإمارات لأن هذا سيعزله أكثر.

وقال بارك إن أردوغان يمكن أن يكون إما منخرطاً في الخطاب لمصلحته، أو اللعب على معرض الرأي العام، أو على استعداد للإضرار بمصالح تركيا الاقتصادية، أو ببساطة إضافة إلى عزلة تركيا الإقليمية القوية.

وقال «ما لن يفعله موقفه هو حل أي مشكلة تواجهها المنطقة أو تركيا».