الخميس - 09 مايو 2024
الخميس - 09 مايو 2024

عون: التحقيق في انفجار بيروت «معقَّد ومستحيل أتنحى»

عون: التحقيق في انفجار بيروت «معقَّد ومستحيل أتنحى»

الرئيس اللبناني ميشال عون. (رويترز)

قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن التحقيق في انفجار مدمر في بيروت «معقد للغاية» ولن ينتهي بسرعة، مشدداً على أنه من المستحيل أن يتنحى، لأن ذلك سيخلق فراغاً في السلطة.

ورداً على دعوات بأنه سيتنحى، قال عون لتلفزيون (بي إف إم تي في) الفرنسي في أول مقابلة له مع وسائل الإعلام الأجنبية منذ انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس الجاري إن ذلك سيكون «مستحيلاً» لأنه سيخلق فراغاً في السلطة. وتم بث المقابلة في وقت متأخر أمس السبت.

ولا يزال سبب الحريق الذي أشعل قرابة 3000 طن من نترات الأمونيوم المخزنة في ميناء بيروت غير واضح.

وظهرت وثائق تؤكد أن القيادة العليا في البلاد، بمن في ذلك عون ومسؤولو الأمن، كانوا على دراية بالمواد الكيميائية التي تم تخزينها هناك لسنوات.

وأسفر الانفجار عن مقتل 180 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 6000، وهناك ما لا يقل عن 30 شخصاً ما زالوا في عداد المفقودين.

وقال عون إن التحقيق ينقسم إلى 3 أجزاء، فالأول يهدف إلى تحديد الظروف المحيطة بالشحنة، والثاني من أين أتت ومن قام بشحنها، والثالث من كان مسؤولاً عن التعامل معها وتأمينها.

وأضاف عون «نحن عازمون على التوصل إلى استنتاجات بسرعة لكننا اكتشفنا أن القضايا معقدة للغاية وتتطلب وقتاً».

وعندما سُئل عن الإجراءات التي اتخذها عندما علم بالمتفجرات في يوليو، قال عون إن المعلومات وصلت إليه «في وقت متأخر للغاية»، لكن مستشاره العسكري طمأنه بأن المسؤولين المباشرين هم من يتولون الأمر.

وقال عون «تم إبلاغهم جميعاً»، مضيفاً أنه تأكد من أن أولئك الذين يمكنهم اتخاذ إجراءات لتأمين المنطقة على دراية بكل التفاصيل.

وتابع عون بقوله إن مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي والمحققين الفرنسيين كانوا يساعدون لأنهم «أكثر قدرة على معرفة تفاصيل ما حصل في السفينة هنا، وما هو المصدر ومن يملكها».

وقال عون، إنه طلب صور الأقمار الصناعية لتحديد ما إذا كانت هناك غارة جوية، قائلاً إنه لم يستبعد احتمال هجوم صاروخي أجنبي.

ونفى زعيم حزب الله حسن نصر الله أي دور لجماعته في الانفجار، وقال إن أي تحقيق دولي سيسعى على الأرجح إلى تبرئة إسرائيل من المسؤولية عن انفجار الميناء إذا كانت لها يد.

ونفت إسرائيل تورطها ولم يظهر حتى الآن أي دليل يشير إلى خلاف ذلك.

ويريد الكثير من اللبنانيين إخراج التحقيق من أيدي حكومتهم، خوفاً من أن المشاحنات بين الفصائل السياسية الراسخة منذ فترة طويلة، والمتهمة بالفساد، لن تسمح بظهور أي نتائج تضر بقيادتهم.

وتضخَّم الغضب الشعبي بسبب فساد النخبة الحاكمة وسوء الإدارة وعدم اليقين السياسي.

وتحت ضغوط، استقالت الحكومة اللبنانية في 10 أغسطس الجاري. وفي الوقت الحالي، لا توجد مشاورات رسمية جارية بشأن من سيخلف رئيس الوزراء المستقيل حسان دياب، كما لم يظهر أي مرشح محتمل.

ولدى سؤاله عن غضب الجمهور قال عون إنه يتفهم الغضب.

وقال: «إنهم ينادونني بأبو الشعب.. أنا واحد منهم».

وأضاف «من المستحيل» أن يتنحى لأن ذلك سيخلق فراغاً في السلطة. مشيراً إلى أن اللحظة ليست مناسبة لإجراء انتخابات رئاسية.

وأردف قائلاً «لا يمكن للأجواء السياسية والشعبية أن تشهد انتخابات جديدة قبل إعادة الهدوء.. سيكونون عاطفيين ولن يمثلوا الشعب تمثيلاً حقيقياً».

وانتُخب عون عام 2016، وكسر الجمود لأكثر من عامين الذي ظل فيه لبنان بلا رئيس.

ولم يستبعد عون أن لبنان قد يصنع السلام في يوم من الأيام مع إسرائيل بمجرد حل مشاكله العالقة.

ولدى سؤاله عما إذا كان لبنان سيتوصل إلى اتفاق سلام، أجاب: «هذا يعتمد».

وقال عون: «لدينا مشاكل مع إسرائيل نحتاج إلى حلها أولاً».