تظاهر مساء أمس الأحد عدد كبير من شباب مدينة الحامة جنوب تونس مرددين هتاف «ديقاج» أو «ارحل» في وجه راشد الغنوشي رئيس مجلس نواب الشعب وزعيم حركة النهضة الإخوانية، وهي المرة الأولى التي يطرد فيها الغنوشي من مدينته ومسقط رأسه الحامة.
وحاصر المحتجون مقر معتمدية الحامة (مركز الحكم في المستوى المحلي) مطالبين بطرد الغنوشي ومرافقه محافظ قابس عضو مجلس شورى حركة النهضة منجي ثامر.
ديقاج للغنوشي في الحامة مسقط راسه......
Posted by M3andi ma nkolek on Sunday, August 23, 2020
وتأتي احتجاجات الشبان بسبب الوضع الصحي الخطير الذي تعيشه المدينة منذ أيام نتيجة انتشار فيروس كورونا وغياب التجهيزات الطبية.
وسجلت المدينة يوم الأحد 25 إصابة جديدة ليصل العدد الإجمالي إلى 574 حالة منذ الخامس من أغسطس في محافظة قابس معظمها في مدينة الحامة التي تم فيها فرض حظر التجول وإعلانها مدينة مغلقة كما قام الجيش الوطني بإنشاء مستشفى ميداني فيها لإجراء التحاليل.
احتجاجات الشبان أمس وطرد الغنوشي جاءت أيضاً بعد اعتداء مجموعة من أنصار حركة النهضة على قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل في الحامة ورفع شعارات مناوئة للمنظمة النقابية ومحاولة تعنيف قياديين محليين في قطاع الصحة بتحريض من رئيس بلدية الحامة المنتمي لحركة النهضة، وهو ما اعتبره الناطق الرسمي باسم الاتحاد سامي الطاهري حلقة أخرى من استهداف الإسلاميين للمنظمة النقابية مثل ما حدث في ديسمبر 2012.
وتعد مدينة الحامة ومحافظة قابس عموماً من مناطق نفوذ حركة النهضة لذلك فإن طرد الغنوشي منها له دلالات سياسية كبيرة تشير إلى تراجع نفوذ الحركة حتى في مناطق نفوذها التاريخية وهي منطقة الجنوب الشرقي.
وقالت الناشطة مليكة الهنتاتي رئيسة جمعية الكاهنة لـ«الرؤية»: «ما حدث في الحامة مساء الأحد هو رسالة واضحة من التونسيين الذين لم يجنوا خلال 10 سنوات من حكم الإخوان المسلمين شيئاً فكل شيء في تراجع ولم تمنح النهضة للتونسيين إلا السراب لذلك كان طرد الغنوشي من مدينته هو النتيجة الطبيعية لما فعلته النهضة في البلاد».
وينحدر عدد من القياديين في حركة النهضة من مدينة الحامة التي تعد أيضاً معقلاً للحركة النقابية ومعركة التحرير الوطني وأنجبت الطاهر الحداد رائد تحرير المرأة وزعيم الحركة النقابية محمد علي الحامي وبطل المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي محمد الدغباجي والمناضل اليساري نورالدين بن خذر وغيرهم.