السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

ندوة عربية ـ إسرائيلية: الإعلام العربي يراهن على السلام ويؤكد على الحق الفلسطيني

ندوة عربية ـ إسرائيلية: الإعلام العربي يراهن على السلام ويؤكد على الحق الفلسطيني

شارك وزراء إسرائيليون في اللقاء، باعثين برسائل تعاون وسلام لشعوب المنطقة عبر بوابة الإعلام. (نتانيا ـ رويترز)

أكد إعلاميون عرب تمسكهم بخيار السلام وبالحق الفلسطيني، في ندوة مشتركة عربية اسرائيلية ناقشت دور الإعلام في تعزيز السلام، واعتبرت أن الصورة النمطية النمطية لدى كل من الشعبين العربي والإسرائيلي عن الآخر، تمثل التهديد الأبرز إعلامياً لتكريس مسار السلام وتطوير التعاون من أجل ضمان استقرار وازدهار المنطقة.

وفي مطلع الندوة التي نظمها عبر الاتصال المرئي المجلس العربي للتكامل الإقليمي، توجه الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، للمشاركين بالتهنئة على عقد هذا اللقاء، مشيراً إلى أهميته في نقل الصورة الحقيقية لكلا الطرفين.

وقال ريفلين إنه لطالما تطلع إلى مستقبل الشراكة والسلام في المنطقة، مؤكداً أهمية دور الإعلام في إيصال رسالة السلام والاستقرار لكافة شعوبها، موجهاً الدعوة للإعلاميين العرب لزيارة إسرائيل والتعرف إليها عن كثب.


وشارك وزراء إسرائيليون في اللقاء، باعثين برسائل تعاون وسلام لشعوب المنطقة عبر بوابة الإعلام، حيث استمع الحضور في الندوة إلى كلمات لوزير التعاون الإقليمي أوفير أكونيس، وزميله وزير الاتصالات يوعاز هندل.


وشارك في اللقاء إعلاميون من الإمارات والبحرين والسعودية ومصر والجزائر والسودان وإسرائيل.



صفحة جديدة

ونوه رئيس تحرير صحيفة «الرؤية» ورئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين الإماراتية محمد الحمادي، بأن هذا النوع من اللقاءات يكتسي أهمية خاصة في ظل التطورات الحالية، حيث لم يحظَ أي من الجانبين بفرص للتعرف إلى الآخر، ما يجعل هذا الاجتماع بمثابة فتح صفحة جديدة تفيد الإعلاميين في عموم المنطقة.

وأشار الحمادي إلى أن الصورة النمطية التي كرسها الإعلام العربي على مدى الفترة الماضية جعلت اللقاءات من هذا النوع في غاية الصعوبة، حيث يواجه المشاركون فيها بتهم التطبيع والخيانة، موضحاً أنه يجب أن يتحلى الصحفيون العرب والمسلمون بالشجاعة والإيمان وأن يمارسوا عملهم بقناعة بعيداً عن ضغوطات الصور الذهنية.



وأعرب الحمادي عن أهمية هذا النوع من الاجتماعات للتنسيق بين الصحفيين المؤمنين بالسلام، مشيراً إلى أنه كانت هناك محاولات سابقة لم تنجح لأن الموجة المضادة كانت قوية جداً، ما يؤكد ضرورة التواصل الدائم لتعزيز مفهوم السلام، مؤكداً أهمية العمل معاً على تحويل المنطقة من بوتقة الصراع إلى عالم السلام.

تأكيد على الحق الفلسطيني

وأوضح الحمادي في الوقت ذاته، أنه من المهم إدراك الإعلاميين الإسرائيليين لمحورية القضية الفلسطينية لدى العرب، وضرورة السعي لإيصال الرسائل الإعلامية إلى الشارع العربي بدقة شديدة.

وشدد الحمادي على أنه يجب على الإعلاميين التأكيد على الحقوق الفلسطينية بالتزامن مع المضي في مسار السلام وأن تكون هذه النقطة واضحة بجلاء للإعلام الإسرائيلي.

وبيّن أن المعلومات المغلوطة تعد عقبة في سبيل تعارف العرب والإسرائيليين، مشيراً إلى دور وسائل إعلام على غرار قناة الجزيرة في ترسيخ صورة ذهنية عن الإسرائيلي باعتباره قاتلاً للفلسطيني، مؤكداً أن ما نحتاجه الآن هو تعاون أكثر لتغيير هذا النوع من الصور النمطية.

وأعرب الحمادي عن ترحيب الإمارات بالإعلاميين الإسرائيليين للتعرف أكثر على مختلف جوانب الحياة فيها.

نبذ خطاب الكراهية

بدورها، قالت رئيسة جمعية الصحفيين البحرينية الأستاذة عهدية أحمد السيد إن الإعلاميين في بلدها دعاة للسلام يتطلعون إلى المساهمة بدورهم في تكريس مسار الاستقرار في المنطقة. ولفتت إلى أهمية العمل معاً على نبذ خطاب الكراهية، مشيرة في الوقت ذاته إلى ضرورة عمل الإعلام الإسرائيلي على تجاوز الصور النمطية تجاه قضايا الدول الحليفة ومناوءة مروجي الفتنة والتحريض.

من جهته، اعتبر الإعلامي البحريني محمد مبارك جمعة أنه يجب التحرك لحماية حق مؤيدي السلام في التعبير عن آرائهم عبر منصات التواصل الاجتماعي التي تسيطر عليها ـ حسبه ـ جماعات توجه «المزاج العام» عبر بث خطاب الكراهية والتحريض.

ونبه الإعلامي الإسرائيلي روي كايس إلى أن التطور الأخير في مجال السلام يمثل خطوة يجب أن تستثمر في سبيل تضييق الفجوة إعلامياً بين العرب وإسرائيل، لإتاحة الفرصة أكثر أمام الشعوب للتعرف على بعضها البعض.

من جهتها، أوضحت الإعلامية السعودية نجاة السعيد أن معاهدة السلام بين الإمارات والبحرين وإسرائيل تتميز عن سابقاتها من المعاهدات بين تل أبيب والعواصم العربية، بكونها تشمل الشعوب ولا تقتصر فقط على الحكومات، ما يؤكد محورية الإعلام فيها، مشددة على ضرورة صنع محتوى إعلامي خليجي جديد يناسب المرحلة.

نموذج إعلامي يدعم السلام

وركز الصحفي الجزائري سامي بوعزيز في مداخلته على أن «إعلام التحريض» حرص خلال السنوات الماضية على إخفاء حقيقة إسرائيل عن الشعوب العربية، مقترحاً تطوير نموذج إعلامي ينهض بدور الصحافة في إرساء السلام.

بدوره، أكد المحلل الإسرائيلي جاكي خوكي أهمية عدم تجاهل الجانب الفلسطيني فيما يتعلق بالمسار الحالي، مؤكداً ضرورة إتاحة الفرصة للفلسطينيين للتعبير عن آرائهم ومعاناتهم مع مختلف المشاكل المعيشية والسياسية.

وفي مداخلته من البحرين، اعتبر عضو مجلس إدارة صحيفة الأيام راشد نبيل الحمر أن شباب المنطقة باتوا يتوقون لمستقبل يسود فيه السلام بعيداً عن نظرة التشاؤم والسلبية، لافتاً إلى وجود إمكانات كبيرة للتعاون بين الإعلاميين العرب ونظرائهم في إسرائيل.

وشدد مصطفى الدسوقي مدير المجلس العربي للتكامل الإقليمي على أن الإعلام يلعب دوراً كبيراً في ترسيخ بعض النظريات المعيقة لتقدم مسار السلام في المنطقة، مشيراً إلى دور وكالات أنباء عربية وعالمية في تكريس مفردات لم تعد تمت بأدنى صلة لواقع اليوم.

وعبر إعلاميون ومثقفون من إسرائيل شاركوا في الجلسة على غرار دافيد هوروفيتز من صحيفة تايمز أوف إسرائيل، ورئيس جمعية دراسات الشرق الأوسط والإسلام د. إيلي بودي والباحث د. هاييم أسروفيش، عن ضرورة بذل المزيد من الجهود لضمان حصول كل من الجانبين على المعلومات الكافية حول مختلف الجوانب المتعلقة بحياة وتاريخ وواقع الطرف الآخر من أجل بناء سلام أكثر شمولية وترسخاً.