الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

يأس اللبنانيين يقودهم إلى الهجرة عبر البحار.. ماذا بعد فشل تشكيل الحكومة اللبنانية؟

يأس اللبنانيين يقودهم إلى الهجرة عبر البحار.. ماذا بعد فشل تشكيل الحكومة اللبنانية؟

عقب استقالة مصطفى أديب خسرت الليرة اللبنانية أكثر من 5% من قيمتها مقابل الدولار - أ ب

تخلى رئيس الوزراء اللبناني المكلف مصطفى أديب عن مهام تشكيل الحكومة أمس السبت، ما أحبط المبادرة التي سعت إليها فرنسا لإنهاء المأزق السياسي وفتح باب المساعدات الدولية بعد الانفجار الضخم الذي وقع في أغسطس الماضي بميناء بيروت الذي تسبب بدمار نصف العاصمة بيروت.

وقال أديب إن استقالته جاءت بعد انهيار التوافق بين النخبة السياسية اللبنانية بشأن الإصلاحات الحكومية التي ظهرت خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشهر الماضي، لينقسم السياسيون اللبنانيون مرة أخرى حول الحزب الذي سيسطر على الوزارة الرئيسية.

وفي النظام السياسي اللبناني، يتم تقاسم المناصب الحكومية العليا بين الطوائف الدينية في البلاد.

وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فإنه منذ عقد من الزمان حافظت النخبة السياسية في لبنان على توافق حول الأحزاب التي ستسيطر على الوزارات الرئيسية، ولكن في الوقت الحالي فشلت جهود تشكيل الحكومة وسط الضغوط الدولية على الطبقة الحاكمة التي تهدف لإنهاء الفساد وتشكيل حكومة تناسب لبنان والمانحين الغربيين.

لبنان إلى الهاوية

يأتي الفشل الجديد في تشكيل الحكومة في وقت تكافح فيه البلاد مجموعة من الأزمات التي تفاقمت جراء انفجار ميناء بيروت الذي يعد الميناء الرئيسي في لبنان.



وفقدت العملة المحلية أكثر من 80% من قيمتها مقابل الدولار منذ العام الماضي إلى جانب تضخم يرتفع بشكل كبير، وأزمة بالوقود، في حين ينتشر الفقر والجوع بشكل متزايد.

وعقب استقالة أديب خسرت الليرة اللبنانية أكثر من 5% من قيمتها مقابل الدولار.

وقالت مها يحيى مديرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط وهو مؤسسة فكرية مقرها بيروت: «لبنان أصبح قطاراً سريعاً يتجه نحو الهاوية» وأضافت: «لقد عدنا إلى المربع الأول فيما يتعلق بالخطة الفرنسية».

وسعت الولايات المتحدة أيضاً في وقت سابق هذا الشهر إلى تشكيل الحكومة، وفرضت عقوبات على وزير المالية السابق علي حسن خليل، وهو مساعد رئيسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وكان أحد الشخصيات التي حركت الاحتجاجات اللبنانية التي بدأت في أكتوبر 2019.

الهجرة هرباً من المشقة

دفعت الأوضاع في لبنان وانهيار الاقتصاد اللبنانيين إلى الهجرة غير الشرعية على متن قوارب من أجل الوصول إلى أوروبا وفقاً لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية.



وقال المواطن اللبناني إبراهيم ليشين (22 عاماً) إنه شاهد العديد من اللاجئين السوريين يستخدمون هذه الطريقة على متن قوارب المهرّبين للعبور إلى أوروبا، وأوضح أن قيامه بهذا الأمر كان شبه مستحيل.

إلا أنه قام مؤخراً ببيع أثاث منزله من أجل تأمين المال للصعود إلى القارب والوصول إلى قبرص، وكان ليشين جزءاً من الموجة الجديدة من الشباب المهاجرين الفارّين من كارثة لبنان والاقتصاد المنهار والاضطرابات السياسية والدمار الناجم عن الانفجار.

وكان اللبنانيون فريسة سهلة للمهربين الذين يأخذون أموالهم ويتركونهم يواجهون الموت كونهم جديدين على هذا الأمر، حيث علقت العديد من القوارب وضاعت في عرض البحر، وما يزال العديد من العائلات الموتورة لم تتلقَّ أي رد من أبنائها وأزواجها الذين انطلقوا من الساحل اللبناني باتجاه المجهول.



وبقي ليشين والعشرات من رفاقه منجرفين على متن القارب الذي لم يكن مطابقاً للمواصفات التي وعدهم بها المهرب، بينما شاهد طفلاً توفي بين ذراعَي والده.

وعاد ليشين بعد ذلك إلى مدينة طرابلس وكان وجهه وذراعاه مغطاة بالجروح بعد أن قضى أياماً عائماً في البحر قبل أن يتم إنقاذه من قبل دورية تابعة للأمم المتحدة.

وليشن لم يتمكن من الحصول على وظيفة منذ 5 سنوات، وهو جزء من موجة البطالة التي بلغت نسبتها 35% منذ انتشار جائحة فيروس كورونا.

وفي مدينة طرابلس الساحلية التي تعد ثاني أكبر مدينة في لبنان يعيش ما يصل إلى 80% من العائلات في فقر، ما جعل العديد منهم ينطلقون في البحر للهجرة إلى أوروبا كأمل في العثور على حياة أفضل.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن محاولات الهجرة تصاعدت منذ أواخر أغسطس في محاولات للوصول إلى قبرص حيث أبحر ما يقارب 18 قارباً من لبنان تحمل على متنها مئات الأشخاص.

وقالت المفوضية إن هذا العدد هو أكثر من جميع قوارب المهاجرين التابعة للاجئين السوريين التي غادرت لبنان العام الماضي.