الاثنين - 13 مايو 2024
الاثنين - 13 مايو 2024

«حليف خارج الناتو».. قطر تفتقر لمؤهلات الترشح

«حليف خارج الناتو».. قطر تفتقر لمؤهلات الترشح

ترامب وأمير قطر.(أرشيفية)

حذر تقرير لموقع «آسيان تايمز» الولايات المتحدة من المضي قدماً في تسمية قطر «حليف رئيسي من خارج الناتو»، معتبراً أن القرار يشكل خطأً جسيماً للولايات المتحدة بسبب سجل الدولة الخليجية في دعم الجماعات المتطرفة والإرهابية وعلى رأسها «الإخوان المسلمين».

وذكر التقرير الذي نشر بعنوان «لماذا لا ينبغي تصنيف قطر حليفاً للولايات المتحدة» أن تيموثي ليندركينغ، نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الخليج العربي، قال إن الولايات المتحدة تأمل في المضي قدماً في تصنيف قطر كحليف رئيسي من خارج الناتو، حيث يوفر هذا الوضع للدولة الخليجية فوائد للولايات المتحدة في التجارة الدفاعية والتعاون الأمني.

وأشار التقرير إلى أن هناك حالياً، 17 دولة لديها وضع الحليف الرئيسي من خارج الناتو، بما في ذلك الكويت والبحرين.

وأشار التقرير إلى أنه ربما تعكس رغبة الولايات المتحدة منح قطر هذا الوضع أيضاً المصالح المحلية والشركات التي ترغب في بيع الأسلحة إلى واحدة من أغنى البلدان في العالم. لكن هذا يمنح الاعتبارات المحلية امتيازاً على اعتبارات السياسة الخارجية طويلة المدى، أي أهمية تعزيز الحلفاء ضد الأعداء.

وتابع التقرير أنه على الرغم من أن قطر تستضيف أكبر منشأة عسكرية أمريكية في المنطقة، إلا أنها لا تستحق أن تُعتبر حليفاً حقيقياً لأمريكا، ولن يكون قرار أمريكا بتسمية قطر كدولة «حليف رئيسي» حكيماً.

قطر تنفق مبالغ طائلة في دعم منهجي للأنشطة الشائنة لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وفروعها في جميع أنحاء العالم. الإخوان المسلمون منظمة معادية للغرب ومعادية للديمقراطية. وتمول قطر أيضاً العديد من الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وقد أُدين العديد من المواطنين القطريين بأنشطة إرهابية إقليمية.



كما تستخدم قطر شبكة الجزيرة التلفزيونية لتقويض استقرار جيرانها العرب حلفاء الغرب. وقد أدركت الولايات المتحدة مؤخراً أن الجزيرة ليست وسيلة إعلامية، لكنها جماعة ضغط. فيما يتعلق بما يسمى «الربيع العربي»، أثارت الجزيرة المشاكل. واليوم، تسعى قطر إلى تقويض نظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

وأضاف التقرير أن هذا السلوك القطري دفع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر لفرض عقوبات على قطر منذ عام 2017، في محاولة لكبح السلوك التخريبي للدوحة، ولكن دون جدوى.

وتابع التقرير أن قطر بدلاً من تغيير سياساتها طلبت مساعدة تركية. ونشرت تركيا تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان والمرتبط أيضاً بجماعة الإخوان المسلمين، 5 آلاف جندي على الأراضي القطرية للدفاع عن الإمارة. علاوة على ذلك، دعمت قطر سياسة أردوغان الخارجية المغامرة التي تحركها دوافع عثمانية توسعية.

وساعدت قطر أردوغان في التغلب على الصعوبات الاقتصادية في السنوات الأخيرة. كما تمول قطر التدخل التركي في الحرب الأهلية في ليبيا (إلى جانب حكومة طرابلس، التي تشتهر بصلاتها بالجماعات الإسلامية والتي تعادي مصر).

بشكل عام، فشلت الولايات المتحدة في تمييز ظهور محور غير جديد تماماً مناهض للغرب في الشرق الأوسط، يتألف من تركيا وقطر، في اصطفاف راديكالي خطير.

وقال التقرير إن هذا المحور يعارض جهود السلام الجديدة في المنطقة، وكلا البلدين يحاولان تقويض استقرار مصر، رغم أن الاستقرار في مصر مصلحة أمريكية أساسية. تدعم أنقرة والدوحة حركة حماس في غزة علانية ويسهّل التعاون بين حزب الله وحماس. وتزيد الإجراءات التركية والقطرية من التوترات داخل حلف شمال الأطلنطي التي يمكن أن تتحول إلى مواجهات عسكرية يونانية تركية وفرنسية تركية.

وهناك هناك مؤشرات على أن السنة المتطرفين يقتربون من الراديكاليين الشيعة بقيادة إيران. وهناك تعاون بين قطر وإيران. أحد المؤشرات على ذلك هو أن الخطوط الجوية القطرية كانت الناقل الأجنبي الوحيد الذي هبط في إيران خلال الأشهر الستة الماضية. لذلك، يجب على المرء أن يشعر بالقلق من أن الأسلحة الأمريكية المباعة إلى قطر قد يتم توفيرها لإيران، مما يهدد القوات الأمريكية في المنطقة.

بالنسبة لتركيا فهي تتحايل منذ سنوات على العقوبات الأمريكية على إيران. ولقد ساعدت تركيا تنظيم داعش الإرهابي لا سيما عندما كان الأكراد معارضين لداعش. تشترك أنقرة في المصالح نفسها مع طهران في سوريا؛ إنها تسعى إلى دولة سورية مقسمة، ذات سلطة مركزية ضعيفة وحتى أكراد أضعف.

اعتقد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بحماقة أن جماعة الإخوان المسلمين يمكن أن تكون قوة مؤيدة للديمقراطية في السياسة العربية. كما غازلت الولايات المتحدة المتطرفين السنة، بما في ذلك تركيا في عهد أردوغان.



واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسة أوباما المتمثلة في الانسحاب من الشرق الأوسط، وهو اتجاه سمح بقدر أكبر من حرية العمل للجهات الفاعلة الإقليمية. واستفادت تركيا وقطر من الظروف الجديدة للانحراف عن المسارات الأمريكية.

وبدلاً من دعم جهود حلفائها الخليجيين للضغط على قطر لاتخاذ سلوك مسؤول، ترى واشنطن أن الخلاف السعودي القطري يمثل تهديداً لاحتواء إيران. لقد حاولت التوسط دون نجاح يذكر. وبالمثل، تغاضت واشنطن بشكل خاطئ عن الأذى التركي ضد حلفاء أمريكا التقليديين في الشرق الأوسط وشرق البحر المتوسط، بحسب تقرير آسيان تايمز.

واختتم التقرير بالقول: «يجب على واشنطن إجراء مراجعة عاجلة لعلاقاتها مع هاتين الدولتين. أمريكا بحاجة إلى أن تكون قادرة على تمييز الصديق من العدو. في هذا الصدد، فإن منح قطر وضع «حليف رئيسي من خارج الناتو» سيكون خطأً فادحاً».